12 يناير 2018 /شبكة الصين/ تقع في جبل دا ليانغ شان على ارتفاع 2800 متر غرب مقاطعة سيتشوان، مدرسة "وا وو شه" الابتدائية الصغيرة، ويعد تشيو بي شي قو (39 سنة) من قومية يي المعلم الوحيد لهذه المدرسة.

وكان في المدرسة 4 أطفال فقط عندما جاء تشيو إليها قبل 14 عاما، وكانت القرية غير متصلة بشبكة الكهرباء والطرق العامة، وظروف المدرسة صعبة جدا، ولا يوجد معلم يرغب بالبقاء فيها، ليفقد القرويون رغبتهم في التعليم، قائلين إنهم لا يحتاجون إلى المعلمين، ويفضلون بقاء أطفالهم في البيوت لرعاية الماشية.

وعندما رأى تشيو حجرة الدرس المتهالكة والآباء اليائسين، شعر بخيبة مريرة. ليبدأ بنشر أهمية التعليم للأطفال كونه هو أيضا قادم من إحدى مناطق جبل دا ليانغ. وتعهد تشيو أمام مسني القرية بمواصلة عمله في المدرسة، وزار مئات الأسر في القرى المجاورة للتعرف على أحوال تعليم أطفالهم. وفي البداية، لم تحقق جهوده نتائج مرضية، إلا أنه لم يتخل عن الأمل، وثابر على تعليم الأطفال الأربعة، على أن يجعل منهم النموذج الذي يجب أن يحتذى. وعقد أول اجتماع لأولياء الأمور في تاريخ المدرسة منذ تأسيسها.

ويتحدث تشيو مع الأطفال بالصينية الفصحى كل يوم لتحسين قدراتهم على الاستماع والتحدث، ويحكى لهم القصص الممتعة التي حدثت خارج جبل دا ليانغ لجذب فضول الأطفال. ودائما يقطع 15 كيلومترا على قدميه لشراء المواد التعليمية من سوق المحافظة. وبفضل جهوده هذه، انتشر أسلوبه التعليمي الفريد في القرى المجاورة، ووافق مزيد من أولياء الأمور على إرسال أطفالهم إلى المدرسة.

ومع تزايد أعداد التلاميذ، أصبحت حجرة الدرس مزدحمة جدا، واستأجر تشيو بعض بيوت الطين لاستيعاب مزيد من التلاميذ، لكنها انهارت قبل بضع سنوات، واضطر التلاميذ لمواصلة الدراسة في الهواء الطلق والجو البارد. وشعر تشيو بالحزن، ما دفعه لإنفاق 50 ألف يوان من مدخراته لشراء مواد بناء ونقلها إلى الجبل لبناء مدرسة جديدة بمساعدة أولياء أمور التلاميذ. لكنه لم يخبر والديه وزوجته بهذا الأمر، كون هذه الأموال كانت مخصصة لبناء بيت جديد للأسرة.

وبعد إكمال مشروع بناء المدرسة، تمكن التلاميذ من الجلوس في حجرة الدرس الجديدة لمواصلة الدراسة.

وقد تركت مجهودات تشيو هذه تأثيرا عميقا على الكثير من أبناء قومية يي. وقال تشيو إن أكثر ما أسعده هو زيادة أعداد التلاميذ في المدرسة من 4 إلى 206 تلاميذ. وعلى الرغم من أنه يشعر بتقصيره في حق أسرته، إلا أنه مازال مسرورا بالتغيرات التي شهدها التعليم في المدرسة وتخرج كثير من تلاميذها خلال السنوات الـ14 الماضية، معظمهم يواصل تعليمه في المدارس الإعدادية والثانوية بالمحافظة. ويعد نجاح شاب كان يدرس في مدرسة "وا وو شه" في الالتحاق بالجامعة عام 2016، أكثر ما يفتخر به تشيو.

وخلال الـ14 عاما الماضية، قطع المعلم تشيو بي شي قو أكثر من 60 ألف كيلومتر للذهاب والعودة بين المدرسة ومنزله، ليكرم بلقب "أفضل معلم على مستوى المحافظات" في عام 2016، كما رشح لجائزة "ما يون لمعلمي القرى" في عام 2017.

وقد تم تمهيد الطريق المؤدي إلى المدرسة، ودخلت الكهرباء ومياه الشرب إلى المدرسة قبل عامين. وعلى الرغم من انتقال التلاميذ إلى حجر الدرس الجديدة، إلا أن المعلم تشيو مازال قلقا جدا، كون المدرسة ينقصها المزيد من المعلمين. ودعا تشيو المزيد من المعلمين إلى المساهمة في العملية التعليمية في المدرسة لمساعدة أطفال جبل دا ليانغ على تحقيق حلم "الخروج من الجبل".