arabic.china.org.cn | 10. 11. 2017

"طبيب للكتب القديمة" بالمكتبة الوطنية يعالج التاريخ لمدة 40 سنة

10 نوفمبر 2017 /شبكة الصين/ قبل التحاق دو وى شنغ بالمكتبة الوطنية في عام 1974، كان يعمل جندياً بقوات هندسة البناء لخمس سنوات في مقاطعة هونان. وبعد تسريحه من الجيش، أُلحق بمجموعة إصلاح الكتب بالمكتبة الوطنية، وحينذاك كان لا يفهم أى شىء عن إصلاح الكتب القديمة.

وبعد ممارسة هذا العمل لأكثر من 40 سنة أصبح دو وى شنغ يشعر في معظم الأوقات كأنه "طبيب للكتب القديمة"، وعمله مثل معالجة "المرض" وإنقاذ "المريض" بالنسبة إلى الكتب القديمة. وكان الأسلاف يسمون مختلف أجزاء الكتب حسب جسم الإنسان، مثل فم الكتاب، مخ الكتاب، جذر الكتاب وغيرها، ويعاملون الكتب كأنها كائنات حية." وهذا المغزى الذى يراه دو وى شنغ في حرفة إصلاح الكتب القديمة.

وعندما التحق بالمكتبة الوطنية، تتلمذ دو وى شنغ على يد معلم، حيث بدأ تعلم المبادئ تدريجياً، وبقي في هذه المهنة منذ ذلك الوقت. والآن، قد أصبح خبيراً مشهوراً في إصلاح الكتب القديمة في الصين وخارجها، واختير ضمن الدفعة الرابعة من الوُرَّاث النموذجيين لإصلاح الكتب القديمة في مشروع التراث الثقافي الوطني غير المادي، وبدأ المشاركة في تحديد معيار لإصلاح الكتب القديمة في الصين من بداية القرن الـ21، وصاغ دو وى شنغ مؤخراً أحدث معيار في هذا المجال. ولم يمارس دو وى شنغ عمل إصلاح الكتب القديمة كثيرا عندما دعته المكتبة الوطنية الى العمل بعد تقاعده مؤخراً، بل ركز مزيداً من الجهد على تأهيل وتدريب فريق من الطلاب الجدد. وقال دو وي شنغ إن تدريب الطلاب الجدد في حاجة إلى حوالى نصف سنة لمعرفة الأسس العامة واتقان مهارات بسيطة فقط، أما الوصول إلى مستوى عال ودقيق، فيحتاج إلى خمس سنوات على الأقل.

وهناك أكثر من عشرين شخصاً في المجموعة الآن، ومعظمهم شباب بالمكتبة. وبينهم 13 شاباً عمرهم أقل من 35 عاما، ومن سبعة أو ثمانية شباب جدد جندهم مؤخرا، فقط اثنان من الطلاب الجامعيين، ويحمل الآخرون جميعا مؤهلاً فوق درجة الماجستير، وكانت اختصاصاتهم في الكيمياء، والفيزياء، وحماية الكتب القديمة بالطبع، حيث أصبح هيكل المواهب أكثر معقولية مقارنة بوقت التحاق دو وى شنغ بهذا المجال، لأن إصلاح الكتب القديمة مجال يشمل عدداً من التخصصات، ولا يحتاج إلى فهم متعمق للثقافة الكلاسيكية الصينية فحسب، بل يتطلب معرفة الكيمياء والفيزياء والمعارف العلمية الأخرى في الوقت نفسه.

وتؤدي العلوم والتكنولوجيا دوراً متزايد الأهمية في إصلاح الكتب القديمة، وتشبه بعض الكتب القديمة الشديدة التلف، مريضاً أصيب بالسرطان تماما حسب قول "طبيب الكتب القديمة"، ويمكن للمهارات التقليدية أن تؤخر وقتال موت فقط، ولكن العديد من المؤسسات تجري بحوثاً علمية الآن، محاولةً إيجاد طريق "للتغلب على السرطان" باستخدام أسلوب الكيمياء والمواد وغيره.

وتحدث دو وى شنغ عن الذكاء الاصطناعي أيضاً،  وقال إنه من الصعب للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الإنسان في مجال إصلاح الكتب القديمة على المدى القريب، وذلك لأن إصلاح الكتب القديمة حرفة تعتمد بشكل كبيرعلى الحكمة البشرية والمهارات العملية.

وظل دو وى شنغ يعمل في المكتبة الوطنية لأكثر من أربعين عاماً، وبالإضافة إلى التراث، ابتكر أيضاً آلية اصلاح الكتب باللب وغيرها من التقنيات، وكرس حياته لمهارة اصلاح الكتب القديمة، حتى زوجته وزميلته أيضاً تمارس العمل نفسه في المكتبة الوطنية، والدعم المتبادل والتجارب المعززة تجعله مثابراً بسعادة على هذه القضية. وما ترك أعمق انطباع لديه خلال عمله هو اصلاح الكتب القديمة التي كانت محفوظة في دونهوانغ والبالغ عددها أكثر من 16000 قطعة، وبدأ هذا العمل من عام 1991، وكان جزء كبير من عمل الاصلاح تنجزه المكتبة البريطانية في بداية التسعينات، ولا يزال هذا العمل مستمراً حتى الآن وقد اكتمل عمل الاصلاح تقريبا، ولكن من أجل فهم الأجيال المقبلة الحال الطبيعي للكتب القديمة، فقد تُركت حوالى ألف قطعة منها بدون اصلاح.

ودائما ما يسود الهدوء مكتب دو وى شنغ وزملائه، وكل منهم ينجز بهدوء عمله الخاص. ويرجع الفضل إلى هؤلاء الناس مثل دو وى شنغ الذين يتحملون الوحدة، جعل التاريخ والثقافة الصينية محفوظة ومتوارثة لمئات وآلاف السنين.

1   2   3   4   5   6   7   8  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号