9 نوفمبر 2017 /شبكة الصين/ قالت مي جينغ، الحاصلة على درجة الماجستير من جامعة تسينغهوا، إنها تُقدّر جدا جهود بناء الأرياف التي قام بها المثقفون الصينيون في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، لذلك قررت الاستقالة من عملها والعودة إلى مسقط رأسها لتأسيس مركز للتعليم. وترى أن أي مثقف ينزل من برجه العاجي، سواء كان من المدينة أو الريف، سيواجه الصراع بين المثالية والواقع.

وتنتمي مي إلى عائلة عريقة انتقلت من بكين إلى منطقة الضريح الغربي لسلالة تشينغ الحاكمة، لحراسة الضريح في عهد الإمبراطور يونغ تشنغ. وتمثل مي الجيل التاسع من عائلة رئيس حرس الضريح. وقد تغير معنى كلمة "حارس الضريح" عبر الأجيال من مهمة الحراسة إلى الترميم ونشر ثقافة الضريح الغربي لسلالة تشينغ.

وتُعلم مي الأطفال في مركزها الدروس حول الفضيلة، بعيدا عن التعليم الموجه للامتحان، حيث تعتبر التعليم تكوينا وتأطيرا للشخصية. وتسعى من خلاله لتحفيز قدرة الأطفال على استكشاف الجمال.

وباعتبارها أما لطفلين، تقلق مي أيضا على تعليم أولادها، فعندما عادت إلى مسقط رأسها قبل سنتين، كانت ابنتها الكبيرة قد بلغت سن دخول الروضة، ولكن بسبب انخفاض مستوى رياض الأطفال في الريف، أسست مي مع بعض الأمهات التي عدن من المدن الكبيرة مثلها، فريقا لتربية وتعليم الأطفال. كما قامت مي بتربية غزال في منزلها، على أمل أن يتفاعل أطفالها من الحيوانات والطبيعة.

ويضم مركز التعليم لمي، مكتبة عامة وحجر درس وصالة رياضة وغرفة رسم وبعض الغرف للسكن، حيث تقدم المكتبة أكثر من 10 ألف كتاب للسكان المحليين مجانا في مجالات الأدب والعلوم الطبيعية والاجتماعية وغيرها. كما تدعو مي الأساتذة من بكين ومناطق أخرى لإلقاء محاضرات حول التاريخ والثقافة في نهاية الأسبوع. وتعمل جاهدة على تحويل مركز التعليم إلى مكتبة عامة ومكانا لنشر ثقافة الضريح الغربي لسلالة تشينغ.

ويشمل فريقها لتعليم الأطفال حاليا 3 معلمين و7 تلاميذ، ويقضي الأطفال معظم أوقات الصباح في الهواء الطلق لزيارة الضريح والتجول في الغابات وزراعة الخضراوات في المزرعة أمام مركز التعليم. وقالت مي إن تأسيس المركز كان حلمها، ويدعم زوجها هذا المجال. وتعتقد هي وزوجها أن الشركات في مجال الابتكار الثقافي تنشر الثقافة وتوفر منصة جيدة لهؤلاء الشباب الذين يرغبون في ريادة الأعمال في مسقط رؤوسهم.