Home |
arabic.china.org.cn | 30. 06. 2017 |
بقلم جياو فنغ
30 يونيو 2017 /شبكة الصين/ حديقة تشنتشيوي، الواقعة في حي فنغتاي بمدينة بكين، متحف مميز للتراث غير المادي. بوابة الحديقة على شكل الهلال، وتزينها أشجار الخيزران ذات الأوراق الناضرة، ويمتد منها درب حجري يصل إلى داخل المتحف. يتكون هذا المتحف غير الكبير من جزء داخلي وجزء خارجي. في الجزء الخارجي طاولات وكراسي، وهو عبارة عن ورشة فنية صغيرة. في الجزء الداخلي بسطة تُعرض عليها أعمال فنية يدوية تقليدية متنوعة، منها دمى الإله الأرنب والدمى الحريرية والبيض المنقوشة والقرع المرسوم باستخدام مكوى اللحام الكهربائي. يقع هذا المتحف داخل مدرسة تشاو دنغ يوي بمدينة بكين، مما يتيح لطلاب المدرسة زيارة المتحف في استراحة الظهر والتعلم على يد خبراء التراث غير المادي.
رئيس المدرسة، شيوي وي، قال إن الهدف الاصلي لبناء هذا المتحف هو تلبية رغبة الطلاب في معرفة الثقافة التقليدية الصينية ومعايشتها.
المعرفة تنبع من الهواية
تمثل الأشغال اليدوية التقليدية جانبا كبيرا من تراث بكين الثقافي غير المادي. ولكن مع تطور المجتمع، تندثر هذه الفنون التقليدية تدريجيا. قالت شيون تشي تشاو، وهي طالبة بالصف الأول الإعدادي في مدرسة تشاو دنغ يوي، إنها ولدت في بكين، ولكنها لم تكن تعرف إلا القليل عن الفنون اليدوية التقليدية في بكين قبل بناء متحف التراث غير المادي للمدرسة. أضافت: "أحب دمية القرد الغزير الشعر لأن مهارة صنعه دقيقة وشكله حيوي ويبدو أن عملية صنعه ممتعة. وقد فتحت مدرستنا مادة التراث غير المادي، فقدمت طلبا للدراسة في دورة تعلم مهارة صنع القرد الغزير الشعر."
وقالت شيوي شياو شياو، المعلمة المرشدة لمواد التراث غير المادي، إن مدرستها فتحت أربع مواد للتراث غير المادي في وقت الفراغ أثناء الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الحالي؛ وهي حفر الأختام والطيارة الورقية ودمية الإله الأرنب ودمية القرد الغزير الشعر. وفي الفصل الدراسي الثاني، أضيفت مادتان وهما رسوم عيد الربيع المطبوعة بالكليشيهات الخشبية والقرع المرسوم باستخدام مكوى اللحام الكهربائي. وتدعو المدرسة الخبراء من متوارثي الفنون المعنية لإلقاء الدروس في أوقات الدراسة الذاتية بعد ظهر يوم الأربعاء في كل أسبوع، ويمكن للطلاب أن يقدموا طلبات لحضور تلك الدروس.
على كل شخص أن يعرف تاريخ بلاده وثقافة أمته، وهناك قنوات متنوعة لتحقيق ذلك. قال شيوي وي: "علينا أن نجعل الطلاب يعرفون ويجربون ويحبون التراث غير المادي أولا، مما يثير رغبتهم في تعميق معرفتهم عنه. هدفنا هو أن نوفر قاعدة تساعدهم على اكتشاف ما يهمهم حقا. لا بد أن هناك بعض الطلاب الذين يحبون ويريدون دراسة التراث غير المادي وتعميق معرفتهم عنه. تهيئ المدرسة الظروف لإبداء مهارتهم الشخصية. هذه المواد اختيارية، ولا يُجبر أي طالب على المشاركة فيها."
الترعرع مع الثقة بالنفس
تشانغ آي، رئيسة طلائع الصف الأول الإعدادي بمدرسة تشاو دنغ يوي، طالبة بسيطة كلامها صريح وتعبيراتها قوية. قالت إنها بدأت تتعلم الرقص والغناء منذ الصف الأول الابتدائي، وبدأت تدرس أوبرا بكين منذ الصف الرابع الابتدائي، وتشارك حاليا في منظمة أوبرا بكين في المدرسة. قالت تشانغ آي: "صادف عام 2014 الذكرى السنوية الخمسون لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا، وذهبت فرقة من مدرستنا لتقديم عروض في فرنسا. كان عنوان عرضي هو مختارات من ((بيع المياه)). أدرس أوبرا بكين لأنها هوايتي. بعد تراكم خبرات العروض، لم أعد أشعر بالقلق والتوتر أمام المشكلات وأصبحت أكثر ثقة بنفسي."
روت تشاو تشانغ فو، مديرة مكتب رئيس المدرسة والمسؤولة عن نشاطات التنظيمات الطلابية في المدرسة، قصة طالبة لها كانت ضعيفة في الدراسة ولا تستطيع استظهار الكتب، ولا تتكلم كثيرا في الفصل وتشعر بمركب النقص. هذه الطالبة تتمتع بصوت جميل، فشاركت في المنظمة الطلابية لأوبرا بكين وهي في الصف الأول الإعدادي، وأصبحت نجمة في المنظمة عندما وصلت الصف الثالث الإعدادي. تتطلب دراسة أوبرا بكين استظهار كلام الممثل، فأصبحت هذه الطالبة تتمتع بذاكرة قوية وتستظهر الكتب بطلاقة، وتحسنت نتائج دراستها، وأصبح مزاجها مرحا وتثق بنفسها، ونجحت في اجتياز اختبار القبول بفرقة أوبرا تشيوجيو ببكين.
قالت تشاو تشانغ فو: "تقييم الطالب وفقا لنتائج دراسته فقط ليس صحيحا. إن مهارات وبراعة الشخص تنعكس في مجالات مختلفة، ولابد من استكشاف مزاياه. كل طالب بذرة نجاح، ودور المعلم هو أن يحفر ويجد التربة التي تناسب هذه البذرة. يحتاج كل شخص إلى اعتراف الآخرين به ومنصة لعرض قدراته. على سبيل المثال، قد يكون هناك طالب عاديا في الدراسة، ولكنه يجيد الرسم وفن الخط، ويستطيع أن يحظى باعتراف معلميه وزملائه، فيجدر به أن يعتز بذلك
التأثير الناعم للتعليم
المتحف الذي تعاون مع مدرسة تشاو دنغ يوي في إنشاء حديقة تشنتشيوي يقع في التجمع رقم 93، وهو متحف يهتم بموضوع التراث الثقافي غير المادي والفنون الشعبية لبكين. يساعد المتحف المدرسة في تصميم المواد ودعوة خبراء الفنون الشعبية لإلقاء المحاضرات على الطلاب وتطوير البرامج التدريسية، مستفيدا من تفوقه في الموارد. قال لين يي مدير المتحف إن متحفه لا يهدف إلى تعليم الطلاب فنون صنع التراث غير المادي فحسب، وإنما أيضا أن يشعر الطلاب بالمغزى الثقافي لهذا التراث. قال لين يي: "خلف كل فن معلومات كثيرة، مثل تاريخه ونمط حياة الناس في ذلك الوقت. هذه الذكريات هي الجانب الأكثر قيمة. الفنون اليدوية لعب بالنسبة للأطفال، وتنمية شغفهم بالثقافة التقليدية خلال عملية اللعب نوع من التعليم ذي التأثير الناعم."
المعلمة تشاو تشانغ فو تسمي التعاون مع الهيئات الاختصاصية "الإفادة من قوتها"، وقالت، "موارد المدرسة محدودة، والتعاون أمر مفيد لمدرستنا وطلابنا. وقد تم إنشاء المنظمة الطلابية لأوبرا بكين لمدرستنا بالتعاون مع مسرح أوبرا بكين بمدينة بكين، الذي يوفر للمدرسة ممثلين متخصصين لتعليم الطلاب التمثيل في الأوبرا، كما يوفر المكان والموسيقى المصاحبة والأزياء المسرحية، بل إن الممثلين يساعدون الطلاب في عمل ماكياج الوجوه لأوبرا بكين."
قالت تشاو تشانغ فو، إن هذه المواد الدراسية، غير المواد المقررة، تلقى ترحيبا حارا من الطلاب. ولأن عدد المواد محدود، يمكن للطالب أن يتقدم بطلب للمشاركة في مادتين على الأكثر. هذه المواد غير المدرجة في مناهج الدراسة النظامية، لا تحقق المدرسة ربحا تجاريا منها ولا يؤديها الطالب في امتحانات، فهي فقط هواية للطلاب. في هذه الأجواء الخالية من الضغوط، يتلقى الطلاب المعلومات بسعادة. ومع تقدم هؤلاء الطلاب في العمر وتعمق دراستهم، سيفهمون تدريجيا مغزى توارث الثقافة التقليدية.
قال شيوي وي: "قد لا يفهم طلاب المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، الثقافة التقليدية الصينية كثيرا. وهدفنا ليس إعداد كوادر متخصصة في هذه المجالات، ولا أن يبلغ الطلاب مستوى رفيعا فيها. نحن فقط نريد تعميم المعارف حول التراث الثقافي الصيني، وجعل الطلاب يتعلمون كيفية التمتع به، ويستمدون الفرحة والبهجة من الثقافة التقليدية، ويعجبون بالجمال ويسعون إليه. إذا حققنا ذلك، نكون قد نجحنا." (المصدر: الصين اليوم)
انقلها الى... : |
|
||
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |