9 ديسمبر 2016 /شبكة الصين/ ظهر خلال الأيام الأخيرة مطرب متجول غريب في شوارع وسط مدينة ناننينغ حاضرة منطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ بجنوب الصين، حيث يؤدي الأغاني واقفاً على رأسه، مما جذب المارة لوضع بعض الأموال في صندوق قيثارته الموضوع على الأرض.

و"الأخ المقلوب" هذا هو شاب داكن البشرة ونحيف وغير طويل، وجميع ممتلكاته هي قيثارة في يده، ومكبر صوت وسماعة على الأرض، وحامل لوضع الأوراق الموسيقية. وقبل أداء عرضه، يرتب كل هذه الأشياء بانتظام، ثم ينحنى ويقف على رأسه فوق حصيرة مصنوعة من عدةطبقات من المناشف مفروشة على الأرض، ويرفع رجليه ويبدأ غناءه ويضرب بقدميه في الأعلى مع إيقاع الموسيقى من حين إلى آخر. وجذب وضعه الفريد للغناء كثيراً من المارة للمشاهدة والتقاط الصور أو الفيديوهات له.

وقال "الأخ المقلوب" إنه يغني وهو يقف على رأسه بهدف ترك إنطباع غريب وعميق لدى المشاهدين. وفي طفولته لم يكن متبعاً لتوجيهات والديه، بل كان يرغب في التجول خارج البيت وتعلم من الآخرين مهارات غريبة، ومن بينها الوقوف على الرأس. وأطول مدة وقوف له بالمقلوب هي ساعة واحدة.

و"الأخ المقلوب" اسمه الحقيقي يوي خه تشيان، وبلغ عمره 31 عاماً، وجاء من إحدى المناطق الجبلية النائية في قوانغشي. ولم يواصل دراسته بعد السنة الثالثة من المدرسة الابتدائية بسبب ظروف عائلته الاقتصادية الصعبة. وخرج من مسقط رأسه للعمل في عام 2003، وأتى إلى مقاطعة قوانغدونغ التي تعتبر الرائدة في الإصلاح والانفتاح بالصين، ولكنه فشل في إيجاد عمل مثالي بسبب نقص المعارف والتعليم، ونحافة القامة. وفي عام 2009، بدأ أداء الغناء في شوارع مدينة قوانغتشو حاضرة مقاطعة قوانغدونغ، وواظب على غنائه في شارع تيانخهتشنغ بقوانغتشو لمدة سبع سنوات. وقد تجول هذا الشاب في بكين وشانغهاي وغيرهما من المدن الصينية الكبرى لأداء عروضه الغنائية في الشوارع. ويكسب رزقه من خلال أداء الغناء، وفي الوقت نفسه يدعم عائلته مالياً من خلاله أيضاً، ويعين شقيقيه على إتمام دراستهما في الجامعة لأنه لم يتلق تعليماً كافياً، ويرغب في تحقيق الشقيقين ما لم يوفق فيه أبداً خلال الدراسة.

ويحب "الأخ المقلوب" الموسيقى منذ طفولته، ولديه موهبة فطرية متمثلة في حسن صوته. وفي عام 2011، صعد الشاب على خشبة مسرح برنامج "China's Got Talent" التلفزيوني، ولقي قبولاً واسعاً لدى المشاهدين، وأصبح مشهوراً على الإنترنت سريعاً. وعلى الرغم من ذلك، ما زالت حياة الشاب تعتمد على أداء الغناء في الشوارع بقوانغتشو خلال السنوات التالية. ويأمل الآن في إقامة حفل موسيقي خاص له في مركز تيانخه الرياضي بقوانغتشو، وهذا حلمه.

وهذا العالم الرائع مليئ بالتعقيدات والمنعطفات أيضاً، وقد سبق لهذا الشاب الحصول على شهرة كبيرة على الإنترنت، أما في الواقع، فلم يطرأ على حياة الشاب أي تغير فعلي بسبب شهرته. وتعرض لنظرات السخرية من الآخرين وطرد الشرطة أثناء حياته المتجولة خلال هذه السنوات، الأمر الذي جعله يعرف المسافة بين الحلم والواقع، فالحلم جميل، ولكن الواقع قاسٍ. وكما قال الشاب فإنك لن تأكل بالاعتماد على حلمك، ما أريده الآن هي كسب الأموال من خلال الغناء لتعيش عائلتي حياة جيدة.

ويقلق الشاب في بعض الأحيان من الصعوبات أو المتاعب في الحياة. وكلما استعاد قلبه الهدوء، شعر بخجل من هذه المشاعر السيئة، وأدرك أنه لا ينبغي أن يكون كذلك. وعزم في قلبه أكثر على تحقيق حلمه وضاعف جهوده للسعي ورائه. وإن حلمه كأنه بذر يزرع في أعماق قلبه ولن يتغير أبدا.