30 نوفمبر 2016 /شبكة الصين/ تأسست فرقة الحركات البهلوانية بمدينة آنتشينغ في عام 1955، وتعد من أوائل الفرق الفنية البهلوانية في مقاطعة آنهوي، لكن الآن يبقى فيها نحو 20 شخصا فقط بعد أن كانت تضم أكثر من 100 شخص، أما المتدربين فلم يبق سوى سبعة فقط.

وجاء الأطفال السبع من عائلات ريفية فقيرة، وتقول حكمة صينية قديمة "ابن الفقراء يتحمل مسؤولية العائلة في سن مبكرة"، لتلخص أسباب تحولهم من التمتع بطفولتهم إلى خوض التدريبات الشاقة. ويعتبر أول عامين في التدريب هما الأكثر مشقة وصعوبة، حيث يتدربون على الحركات الأساسية لمدة 8 ساعات يوميا، ويفرض المدرب معايير صارمة عليهم من خلال تكرار نفس الحركة آلاف المرات.

وقال الصبي "آ له" إنه كان يبكي دائما بسبب صعوبة التدريبات، لكنه قد تعود على ذلك الآن. وجاء "آ له" من منطقة هواينان وله شقيقة، وأرسله والداه إلى الفرقة عندما كان في السابع من العمر حيث قضى طفولته فيها. ويعود الطفل كل عام إلى بيته في عطلتي عيد الربيع والعيد الوطني. ولكن عند سؤاله إذا كان يشتاق إلى أسرته، قال "لا، لقد تعودت على الحياة هنا، لا فرق بين هنا وهناك".

ويتدرب "آ له" في هذه الفرقة منذ 10 سنوات، ويحصل حاليا على راتب شهري 2500 يوان، وإضافة إلى تقديم العروض، يمكنه كسب نحو 4000 يوان كل شهر. ويجري "الطفل الكبير" التدريبات الأساسية كل يوم ثم يتدرب على عروضه مرتين، وبعد انتهاء التدريبات يصبح الجوال والحاسوب وسيلة لقضاء وقت فراغه.

يحب آ له الألعاب الإلكترونية، ويلعب دائما مع أصدقائه الذين تعرف عليهم عبر الإنترنت، وقال إنه يشعر بأن عقله مشوش ولا يعرف ماذا يمكن أن يفعل إذا لا يمارس العروض البهلوانية.

هناك أطفال مثل "آ له" في الفرقة أرسلوا مثله للتدريب منذ صغرهم، حيث قالت تينغ تينغ البالغة من العمر 14 سنة "أحب الاستعراض منذ صغري ولا أحب الدراسة، أرسلني والداي إلى هنا للتدريب". مضيفة أن الأطفال بدأوا التدرب على الحركات منذ سن مبكرة وتركوا المدرسة، ولتعليمهم القراءة والكتابة، طلبت الفرقة من الأطفال تعلم اللغة الصينية والرياضيات واللغة الإنجليزية لمدة ساعتين كل مساء.

تعتبر الاستعراضات البهلوانية عملا شاقا، حيث تُعد الإصابات أمرا عاديا أثناء التدريبات، فقليل جدا من أولياء الأمور يريدون إرسال أطفالهم إلى الفرق البهلوانية. وفي فرقة آنتشينغ لم يبق سوى 7 شباب لمواصلة توارث هذا الفن الذي يرجع تاريخه إلى ما قبل 2500 سنة.