النص الكامل لكتاب أبيض بشأن أعمال تخفيف الفقر وتقدم حقوق الإنسان في الصين

رابعا، تحسين ظروف التنمية في المناطق الفقيرة

يعد تعزيز إنشاء البنية التحتية في المناطق الفقيرة وكسر عنق الزجاجة الذي يقيد التنمية، أساسا وشرطا مسبقا لتحقيق حقوق الحياة والتطور للجماهير بالمناطق الفقيرة. منذ عام 2012، تواصل حكومة الصين دعم إنشاء البنية التحتية في المناطق الفقيرة، وتزيد نفقاتها في هذا الصدد بشكل عملي، وشهدت الظروف الأساسية للإنتاج والمعيشة في المناطق الفقيرة، تحسنا متزايدا.

الإسراع بالارتقاء بمستوى البنية التحتية للاتصالات وإصلاحها بالمناطق الفقيرة. أصدرت حكومة الصين //إستراتيجية "الإنترنت ذات النطاق العريض في الصين" وخطة تنفيذها//، وعززت دعم الخزينة المركزية المقدم إلى بناء مرافق الاتصالات في المناطق الفقيرة، وشجعت المؤسسات على تحمل المسؤوليات الاجتماعية، وعملت على إزالة قيود "الهوة الرقمية السحيقة"، باعتبارها عنق زجاجة، عن المناطق الفقيرة. دفعت حكومة الصين بثبات أعمال المعلوماتية في القرى الفقيرة، وقامت بأعمال البناء المستمرة والمعمقة في مجالات إيصال الإنترنت إلى النواحي والبلدات وإيصال الإنترنت ذات النطاق العريض إلى القرى الإدارية وإيصال الخدمات المعلوماتية إلى الريف، وغيرها، في سبيل رفع مستوى البنية التحتية للاتصالات في المناطق الريفية والفقيرة بشكل فعال. حتى نهاية عام 2015، تم تحقيق وصول كابلات الهاتف إلى جميع القرى الإدارية ووصول خدمات الإنترنت ذات النطاق العريض إلى جميع النواحي والبلدات، وتجاوز عدد النهايات الطرفية للوصول إلى الإنترنت ذات النطاق العريض في المناطق الريفية، 130 مليونا، ما رفع نسبة تعميم شبكة الإنترنت ذات النطاق العريض في المناطق الفقيرة بشكل فعال، وحسن ظروف الإنتاج والمعيشة المحلية بشكل فعال، وقدم دعما قويا لتنمية القطاعات في المناطق الفقيرة. هذا واستثمرت الحكومة المركزية 9.223 مليار يوان، لإنجاز عمل تغطية البث الإذاعي والتلفزيوني لجميع القرى الطبيعية (ماذا تعني القرى الطبيعية)، التي تم إيصال الكهرباء إليها وعدد الأسر في كل منها أقل من 20 أسرة، من حيث الأساس.

تعزيز القوة في بناء مشاريع الري بالمناطق الفقيرة. وضعت الدولة ونفذت //التخطيط الوطني الخاص بتخفيف الفقر عبر مشاريع الري// وغيره من أكثر من 10 تخطيطات أو خطط بشأن تخفيف الفقر عبر مشاريع الري، فتسارعت خطى بناء مشاريع الري في المناطق الفقيرة بشكل ملحوظ. خلال الفترة ما بين عام 2011 وعام 2015، تم تخصيص 84% من الاستثمارات المركزية بمجال الري للمناطق الوسطى والغربية، وتم تخصيص قرابة 70% من الاستثمارات المركزية بمجال الري لبناء مشاريع الري المرتبطة بمعيشة الشعب. خلال فترة "الخطة الخمسية الثانية عشرة"، تم تدبير استثمارات مركزية بمجال الري في المناطق الفقيرة، بقيمة 237.5 مليار يوان، بما حل مشكلة سلامة مياه الشرب لـ115 مليونا من السكان والمعلمين والطلاب في المناطق الريفية الفقيرة، ورفع معدل تغطية الإمداد المتمركز بالمياه في الأرياف إلى أكثر من 75%. ومن الـ85 مشروعا رئيسيا موفرا للمياه، والتي قد بدأ بناؤها، 60 مشروعا تنفع المناطق الفقيرة، وبلغت القيمة الإجمالية للاستثمار فيها 560 مليار يوان. كما تم القضاء على الأخطار الكامنة في أكثر من 7.7 ألف خزان مياه وبوابة تصريف كبيرة ومتوسطة الحجم في المناطق الفقيرة، وبلغ طول حواجز الأنهار التي تم إنشاؤها حديثا أو تقويتها أكثر من 3.9 ألف كيلومتر، وزاد طول مجاري الأنهار المتوسطة والصغيرة التي تمت معالجتها 14.5 ألف كيلومتر. وزادت سعة المولدات الكهرومائية المركبة في الأرياف 7.5 مليون كيلووات، ما حل مشكلة الوقود المعيشي لـ440 ألف أسرة فلاحية.

تحقيق نتائج بارزة في بناء الطاقة الكهربائية بالمناطق الفقيرة. في الفترة بين عام 2013 وعام 2015، دبرت الدولة استثمارات قيمتها 24.8 مليار يوان، لتنفيذ مشروع مدّ أسلاك الشبكة الكهربائية والإمداد الكهربائي المستند إلى الطاقة المتجددة، إلى المناطق غير المزودة بالكهرباء، الأمر الذي حل بشكل شامل مشكلة استخدام الكهرباء للسكان غير المزودين بالكهرباء في البلاد كلها. إلى جانب ذلك، تم تنفيذ مشروع إصلاح الشبكة الكهربائية الريفية والارتقاء بمستواها، حيث عززت الحكومة المركزية والحكومات المحلية القوة في دعم الاستثمار في بناء الطاقة الكهربائية بالأرياف في المناطق الفقيرة، خاصة في التبت وشينجيانغ والمناطق المأهولة بأبناء قومية التبت في مقاطعات سيتشوان ويوننان وتشينغهاي وقانسو وغيرها من المناطق النائية المأهولة بالأقليات القومية بغربي الصين، وقد تم تدبير استثمارات بذلك المشروع بقيمة 180.2 مليار يوان، ما رفع قدرة الإمداد الكهربائي ومستوى الخدمة الشاملة للطاقة الكهربائية في المناطق الفقيرة إلى حد كبير. وبدأ تنفيذ دورة جديدة لذلك المشروع في عام 2016.

الإسراع في بناء المواصلات بالمناطق الفقيرة. وضعت الدولة ونفذت //منهاج تخطيط بناء المواصلات لتخفيف الفقر في المناطق الفقيرة الخاصة المتجمعة والمترابطة /2011 - 2020// /، وخلال فترة "الخطة الخمسية الثانية عشرة"، أنفقت الدولة أكثر من 550 مليار يوان من أموال ضريبة شراء السيارات، وحفزت استثمارات عموم المجتمع في بناء الطرق العامة بقيمة نحو تريليوني يوان، فتسارعت بشكل شامل خطى بناء الطرق السريعة الوطنية والطرق العادية على المستوى الوطني ومستوى المقاطعة والطرق العامة الريفية ومحطات نقل الركاب بالريف و"تحويل حبال العبور إلى جسور" في المناطق الفقيرة الخاصة المتجمعة والمترابطة، حيث تم تشييد 330 ألف كيلومتر من الطرق العامة الريفية، وتقديم المساعدة في إيصال الطرق المرصوفة بالاسفلت إلى 654 ناحية وبلدة و48 ألف قرية تنظيمية. حتى نهاية عام 2015، تم إيصال الطرق المرصوفة بالاسفلت إلى 96.1% من النواحي والبلدات و86.2% من القرى التنظيمية في المناطق الفقيرة الخاصة المتجمعة والمترابطة، وإيصال خدمات الحافلات الدورية إلى 95.5% من النواحي والبلدات و83.1% من القرى التنظيمية في تلك المناطق الفقيرة الخاصة. أسهم تحسن ظروف المواصلات والنقل، في الاستغلال الفعال للمنتجات المعدنية والطاقة والموارد السياحية وغيرها من الموارد في المناطق الفقيرة، فتسارعت خطى القضاء على الفقر وتحقيق الرخاء بشكل متزايد. في عام 2016، تنفذ الصين مشروع "المئويتين" لتخفيف الفقر والقضاء عليه عبر المواصلات، في سبيل تعزيز القوة في دعم تخفيف الفقر عبر المواصلات.

تحسين بيئة الإسكان البشري بشكل فعال. بدأت حكومة الصين مشروع إصلاح المساكن الريفية الشديدة التهدم، وتم تمويل المشروع بالاعتماد الرئيسي على الفلاحين أنفسهم، مع تقديم المعونة الحكومية باعتبارها عنصرا ثانويا، وقد ارتفع معيار معونة الحكومة المركزية من 5 آلاف يوان لكل أسرة إلى 7.5 ألف يوان لكل أسرة، وتزداد المعونة ألف يوان إضافية للأسر بالمناطق الفقيرة، في سبيل تقديم المساعدة لأكثر أسر الفلاحين العرضة لخطر المساكن، وأصعبها اقتصاديا في حل مشكلة السلامة الأساسية للمساكن. حتى نهاية عام 2015، تم تدبير اعتمادات قيمتها 155.67 مليار يوان في البلاد كلها، لدعم 19.974 مليون أسرة فلاحية فقيرة في إصلاح المساكن الشديدة التآكل. كما تتخذ حكومة الصين ضمان الظروف الصحية الأساسية للإسكان البشري كمهمة ذات أولوية مسبقة لتحسين ظروف الإسكان البشري الريفي بالقرى الفقيرة، حيث تميل جهودها المبذولة في حماية القرى التقليدية ومعالجة النفايات والمياه المستعملة الريفية، وغيرهما من المجالات، إلى المناطق الفقيرة. منذ عام 2012، تم إدراج 1194 قرية في المناطق الفقيرة، ضمن قائمة القرى التقليدية الصينية، حيث تم توفير 3 ملايين يوان من معونة الخزينة المركزية لكل من تلك القرى، من أجل حماية القرى وتحسين ظروف الإسكان البشري. علاوة على ذلك، تقدمت معالجة النفايات الريفية بشكل شامل، وتم إنشاء نظام فحص معالجة النفايات المعيشية الريفية حسب المقاطعة، وتحقيق الدفع المتزامن لهذا العمل في المناطق الفقيرة والمناطق الأخرى.