إسهام الصين فى السلام العالمى arabic.china.org.cn / 10:03:55 2015-09-03
وبالرغم من تاريخ الفاشية اليابانية الدامي في الصين إلا أن الصين لا تزال تولى اهتماما كبيرا لعلاقاتها مع اليابان حيث تدعو الصين إلى انطلاق الجانبين عامة وقيادتي البلدين خاصة من المصالح الاستراتيجية والبعيدة المدى في معالجة العلاقات الثنائية والالتزام الدقيق بالمبادئ الواردة في الوثائق السياسية الثلاث الموقعة بين البلدين، والتمسك بـ"الاتعاظ بدروس التاريخ والتوجه نحو المستقبل"، والعمل على تعزيز التواصل والتعاون وإزالة العقبات وتهيئة ظروف مواتية لتطوير العلاقات الثنائية على نحو مستقر وصحيح فالجميع يعلم والتاريخ يسجل كيف صعَّدت اليايان حربها العدوانية وارتكبت خلالها العسكرية اليابانية أبشع المذابح والمجازر في التاريخ البشري ضدّ الشعب الصيني وشعوب الدول الآسيوية الأخرى، وسلبت مدخرات وممتلكات الشعب الصيني في كل مكان وصلت اليه .. وعلى مدار الحرب العدوانية التي دامت قرابة العشر سنوات تكبد الشعب الصيني خسائر فادحة في الارواح والممتلكات .. حيث بلغ عدد القتلى والجرحى أكثر من خمسة وثلاثين مليون صيني، بينما فاقت الخسائر الاقتصادية الستمائة مليار دولار أميركي ..وفي الحقيقة أن " مشكلة التاريخ " أخذت تطفو على السطح تدريجيا فى ثمانييات القرن الماضي وتفاقمت بشكل خطير فى التسعينات منه ومصدر وجوهر مشكلة التاريخ هو أعمال وتصرفات القيادة اليابانية المخالفة لروح البيان الصيني الياباني المشترك وإنكار الحكومة اليابانية وساستها التاريخ العدوانى على الصين ومحاولة تجميله بين حين وآخر .. ويتمثل ذلك في: أولا، زيارة كبار المسؤولين والساسة اليابانيين ضريج ياساكوني .. حيث تعتبر هذه التصرفات والزيارات العائق الأكبر أمام تطبيع وتطور العلاقات الصينية اليابانية السياسية، وتشكل ارتدادا وانتهاكا لروح البيان الصيني الياباني المشترك. ضريح ياساكوني هو المكان الذي قامت فيه اليابان بالتجنيد المعنوي لشن حروبها العدوانية في الماضي. وفيها شهد أضرحة أربعة عشر مجرما من مجرمي الحرب المصنفين من الدرجة الأولى بعد إدانتهم من قبل محكمة الشرق الأقصى الدولية .. ففي هذه الزيارات ما يجرح مشاعر الشعب الصيني ويقوض بشكل خطير الأساس السياسي للعلاقات الصينية اليابانية. ثانيا، قيام الحكومة الياباينة بتشويه تاريخ عدوانها بل وتجميله في المناهج المدرسية .. وهو ما يمثل عقبة خطيرة أمام التطور الطبيعي للعلاقات الصينية اليابانية .. منذ إعادة العلاقات الصينية اليابانية، قامت الحكومة اليابانية بتحريف "التاريخ في الكتب المدرسية" بصورة خطيرة أربع مرات في أعوام 1982 و1986 و2001 و2005. في المرتين الأولييين أنكرت الحكومة اليابانية تاريخ عدوانها بتخفيف وتشويه وشطب الموضوعات حول تاريخ الاعتداء على الصين في المقررات الدراسة، وفي المرتين الأخيرتين وافقت ضمنيا، عليه، بل ودعمت مناهج الصفوف المتوسطة التي أعدتها القوى اليمينة. وتحضرتى هنا مقولة أحد الكتاب حين تسآءل قائلا: لنا أن نتخيل موقف حكومات وشعوب دول أوروبا لو أن الحكومة الألمانية أقدمت على عمل يمجد النازية وهتلر، أو أن حكومة إيطاليا قامت بعمل يقدس موسوليني. هل سيواصلون التعامل الطبيعي مع ألمانيا وإيطاليا؟ وهل يمكن للمجتمع الدولي أن يقبل إنكار ألمانيا وإيطاليا للأحكام التي صدرت بحق النازيين والفشيست؟ في الفترة الأخيرة قام رئيس الوزراء الياباني بتأكيد عزم اليابان ثانية في التمسك بسياسة " التعلم عبر التاريخ والتطلع الى المستقبل " إنها خطوة تطور إيجابية دلت على وجود لغة مشتركة بين قادة البلدين. لا يمكن قطع حبل الربط بين الماضى والحاضر والمستقبل، وفى آخر زيارة للرئيس شى جين بينغ لروسيا قال شي في مقال موقّع نشرته صحيفة (رشان جازيت) الحكومية " بالنظر للتاريخ نرى أن حروب الغزو التي بدأتها الفاشية والنزعات العسكرية أسفرت عن حدوث كوارث ومآسي في الدول الآسيوية والأوروبية بما فيها الصين وروسيا والعديد من دول المنطقة وكذلك شعوبها". وأشاد شي بالجهود التي بذلتها شعوب أكثر من 50 دولة منها الصين وروسيا منذ عقود مضت وجميع الشعوب المحبة للسلام من أجل تشكيل جبهة عالمية موحدة لمكافحة الفاشية والنزعة العسكرية.. وعلى صعيد متصل وعلى هامش اجتماع وزراء الخارجية حول التعاون بشرق آسيا الذى انعقد بماليزيا وخلال الاجتماع، قال وانغ يى وزير الخارجية الصينى إن هذا العام يوافق الذكرى الـ70 للانتصار في الحرب العالمية وهو أمر له أهمية كبيرة. تاريخيا، قال وانغ إنه يتعين على اليابان أن تتبع نهجا جادا ومسؤولا بدلا من محاولاتها إثارة الاضطرابات. وفيما يتعلق باتجاه التنمية الوطنية، قال وانغ إنه يتعين على اليابان أن تلتزم بالسلام وتتجنب مواجهة المصير نفسه في الحرب العالمية الثانية. كل هذه الرسائل من كبار المسؤولين الصينين تبرز مسألة التاريخ في العلاقات الصينية اليابانية وتعطيها أهمية خاصة، يحذوها الامل في أن تتخذ اليابان من هذه المسألة كمرآة ، أو كإرث تستخلص منه العبر والدروس والمثابرة على السير في طريق التطور السلمي لتخطي التأثيرات السلبية في العلاقات بين البلدين. تدعو الصين إلى انطلاق الجانبين عامة وقيادتي البلدين خاصة من المصالح الاستراتيجية والبعيدة المدى في معالجة العلاقات الثنائية والالتزام الدقيق بالمبادئ الواردة في الوثائق السياسية الثلاث الموقعة بين البلدين، والتمسك بـ"الاتعاظ بدروس التاريخ والتوجه نحو المستقبل"، والعمل على تعزيز التواصل والتعاون وإزالة العقبات وتهيئة ظروف مواتية لتطوير العلاقات الثنائية على نحو مستقر وصحي .والقصص فى ذلك كثيرة منها مذبحة نانجينغ التى قتل فيها 300 الف صينى وغيرها من المآسى فى ذلك التاريخ المأساوي الذي تخلل مسام وأعصاب أهل الصين أجمعين وأصبح ذاكرة لا تُمحى. وأخيرا عندما نستعرض الماضي ونستشرف المستقبل، نؤمن بأن الصين التي يسودها الازدهار والتنمية وسيادة القانون والانسجام والاستقرار، ستقدم بالتأكيد مساهمة أكبر للعالم. ولقد ظل طريق الحرير جسرا للتواصل والسلام العالمى بين دول الصين والعالم منذ آلآف السنين وستكون مبادرة الطريق والحزام التى طرحها الرئيس شى جين بينغ فتحا جديدا للترابط والإخاء والسلام العالمى. إن الشعب الصيني على استعداد لبذل جهود دؤوبة ومشتركة مع شعوب العالم لتهيئة مستقبل أفضل للبشرية كلها ومن أجل سلام تحرسه القوة ومراجعة التاريخ والازدهار المشترك.
أسامة مختار، الخبير بإذاعة الصين الدولية - القسم العربى
الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، وليس الشبكة
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |