标题图片
الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

إسهام الصين فى السلام العالمى

arabic.china.org.cn / 10:03:55 2015-09-03

 

بقلم أسامة مختار

17 أغسطس 2015/ شبكة الصين / المتتبعُ للشأن الصينى لم يجد يوماً أن الصين تنتهج طرق وأساليب القوى الإمبريالية والاستعمارية لا فى الماضى ولا الحاضر فالصين لم تحتل دولة أو تهدد أو تسلب او تنهب، أو تظلم شعبا أو أمة كما نرى أنها لاو لن تسعى لذلك حتى الآن بعد أن قوى عُودُهَا وحققت وعُودَهَا قوةً وتطوراً عمَّ خيرُه البشريةَ جمعاء.

( الاضطرابات هى ما يخافه الشعب الصينى والاستقرار هو مايسعى وراءه، والسلام العالمى هو مايتطلع إليه) هكذا تحدث الرئيس الصينى شى جين بينغ، حيث انتهجت الصين سياسة دبلوماسية سلمية فهى تدعو إلى تأسيس دبلوماسية سلمية رغم مايشهده العالم من تغيرات واضطرابات وتقلبات فهى تدعو إلى تأسيس نظام دولى جديد قائم على العدل والاصلاح والانصاف،رافضة للهيمنة، داعيةً للتعدد والاحترام والمنافع المتبادلة ومازالت تدعو إلى وجوب تبادل الاحترام والإستفادة من الحضارات المختلفة، لذا حُقَ للصين أن تحتفل هذا العام بمرور70 عاما على انتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضدَّ العدوان الياباني والحرب العالمية لمكافحة الفاشية للمرة الأولى فى تاريخها وفى ذلك دلالات لا تُخفَى على الجميع لدولة تسعى للسلام العالمى وهى فى أقوى وأزهى ماتكون عليه دولة فى أوج عظمتها متطلعةً الى مكان الريادة والصدارة . وفوق كل ذلك فإن الصين تستحق أن تزهو بهذه الذكرى لأنها ذكرى إنتصارها العظيم على الامبريالية اليابانية ، فبقدر ما تركت الفاشية اليابانية خلفها من جروح وخراب ، أكدت قدرة الحزب والشعب الصيني الهائلة على التضحية والفداء ، لقد قدم مئات الألاف من الصينيين حياتهم من أجل الانتصار على الفاشية كاتبين بدمائهم الذكية صفحات جديدة في تاريخ البشرية ، ممهدين بأرواحهم الطريق لعقود جديدة من السلام في كوكب الأرض .

وما أن تراجعت الفاشية وبدأت عقود جديدة من السلام حتي بدأت الصين على مدى عقود من الزمان في إرساء علاقات صداقة هادئة ومستقرة مع جيرانها الاقليميين وهو ما أكد كفاءة قادتها حتى مع جارتها اللدود اليابان التى لم تنس الصين تاريخها العدوانى الغاشم عليها فالصين تبدو دائما كما الجار الكبير والمسؤول مع دول جوارها.

ولايمكننا الحديث عن الإسهام السلمى للصين بمعزل عن المستوى الدولى بعد انهيار الاتحاد السوفيتى السابق وانتهاء فترة الحرب الباردة وظهور الولايات المتحدة كقوة عالمية آحادية ظلت تبحث عن عدو بعد أن فقدت العدو الأساسى ( الاتحاد السوفيتى) فكانت الصين والإسلام هما العدوان المحتملان لديها إلا أن الصين عملت على تهدئة مخاوف الولايات المتحدة وطمأنتها كى لاتكون العدو البديل فكانت نظرية ( الصعود السلمى) محور سياسة الصين الخارجية خلال العقدين الماضيين، وقد أثبتت التجارب العديدة والحروب الطاحنة التى شهدها العالم خلال هذه الفترة ماظلت تنادى به الصين بأن يكون السلام بديلا للحرب والقتالُ والحوارُ والتفاهمُ بديلا للمواجهة والتناحر ما مثَّل رغبة كثير من شعوب العالم اللاهثة وراء السلام وبدأت الدبلوماسية الصينية تؤدى دورها المؤثر والفعال إقليميا وفق قدرات الصين وقوتها، وقد أثبت الوقت أن هذه الرؤية الصينية فاعلة وناجحة فعلى سبيل المثال لا الحصر نادت الصين ومنذ أكثر من عقد من الزمان بأهمية حل مسألة الملف الإيراني النووي سلمياً مؤكدة أن الحل السلمي ممكنٌ في وقت كانت القوى الغربية تحشد البوارج الحربية مهددة بحرب طاحنة في الشرق الاوسط، وأخيراً توصلت القوى الكبرى إلى حل سلمي مع إيران مما يدل علي صحة الرهان الصيني. اليوم أصبحت الصين مؤهلة لأداء هذا الدور في المحافظة على السلام والاستقرار الاقليمى والعالمى.

ويكمُن سر نجاح الدبلوماسية الصينية فى أنها تحرص الصين دائما على تطوير العلاقات الدبلوماسية والتواصل الاقتصادي والثقافي مع دول العالم التزاما بروح ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وتعارض دائما الحرب العدوانية ونزعة الهيمنة وسياسة القوة. إن الشعب الصيني يحتاج إلى السلام والتنمية ويعتز بهما أكثر من أي شيء آخر. إن الصين قوة من القوى التي تصون السلام العالمي وتدعم التنمية المشتركة. ولا يمكن للصين تحقيق هدفها الطموح لبناء المجتمع الميسور على نحو شامل إلا تحت هذا الشرط المسبق الاستراتيجي. (وهو مناخ سلام عالمي شامل).

إن الحب للسلام والوفاء بالعهد والإيمان بحسن الجوار والاعتزاز بالصداقة مع كل دول العالم يمثل الركائز الأساسية للثقافة الصينية التقليدية. إن الشعب الصيني في التواصل الخارجي يؤمن بالتناغم والتسامح مع الجيران ويدعو إلى الوئام واحترام الاختلاف ويسعى إلى الانسجام العام. إن الثقافة الصينية العريقة التي لها خمسة آلاف سنة من التاريخ بمثابة مصدر الحكمة غير الناضبة للدبلوماسية الصينية. وعلى سبيل المثال نُقِشتْ حكمة كونفوشيوس القائلة " لا تفعل لغيرك ما لا تريد أن يفعله غيرك لك " على جدار مقر الأمم المتحدة في نيويورك، باعتبارها قاعدة ذهبية ومرشدة ودليلا للعلاقات بين دولة وأخرى. لذا فإن الصين بدعوتها هذه قدمت وستقدم مساهمات جديدة للتقدم والسلام البشري.

إن النهج السلمى للصين طريق لتحقيق التنمية الذاتية على أساس صيانة السلام العالمي وترقيته ودعمه على أساس تحقيق التنمية الذاتية، وهو طريق للتوفيق بين التنمية الداخلية والانفتاح على الخارج، وطريق للمشاركة الجريئة في المنافسات الدولية السلمية والالتزام بالتعاون الواسع، وهذا ما يؤكد أن اختيار الصين هذا الطريق دليل حرصها على مواكبة تطورات العصر وتفعيل التعاون المشترك مع دول العالم على أساس المساواة والمنافع المتبادلة بما يحقق المصالح المشتركة والمكاسب للجميع، وحرصها على تجاوز القوالب التقليدية والاعتماد بثبات على القدرات الذاتية والالتزام بالإصلاح والإبداع والاستهداء بمفهوم التنمية العلمي لتحقيق التنمية الشاملة والمتكاملة والمستدامة وبناء المجتمع الاشتراكي المنسجم.

لقد ظلت الصين تحافظ على استقلالها وتعمل على تنمية موردها ومقدراتها بمجهوداتها الذاتية من أجل تحرير اقتصادها، ووفقا لظروفها الخاصة بعيدا عن إثارة المشاكل والحروب مع الدول الأخرى رغم تفوقها العسكرى وإمكاناتها البشرية والمادية، ونلاحظ هذا النهج على المستويين الرسمى والشعبى فالشعب الصينى مسالم وقد أدرك هذا الشعب الذى عانى ويلات الحروب والفقر والاستعمار فى العصر الحديث قيمة السلام، ويؤمن الصينيون بأن السلام هو الحل لجميع الأزمات التى يعيشها العالم الآن ( ومن هنا جاء شعار الصين المعروف لا سلام لا تنمية ).

ومن هذا المنطلق منطلق التزاماتها في حماية السلام العالم تشارك الصين حتى هذا العام 2015 وفقا لما نشره مؤخرا تشانغ يويه، الأستاذ في معهد جيش التحرير للعلاقات الدولية فى 24 عملية حفظ سلام، وتشارك حالياً في تسع عمليات من أصل ست عشرة عملية تقودها الأمم المتحدة حالياً، وقامت الصين بإرسال 30178 عنصراً من الضباط والجنود لحفظ السلام، وهي تحتل المركز السابع بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من حيث عدد القوات المشاركة في عمليات حفظ السلام الدولية، والصين هي الدولة الأكثر إرسالاً لقوات وفرق حفظ السلام من بين الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وتأتي الصين في المرتبة السادسة من حيث حصة المساهمة في عمليات حفظ السلام بين أعضاء الأمم المتحدة، وتحتل المرتبة الأولى بين البلدان النامية في هذه الناحية. لقد أصبحت الصين قوة مهمة في حفظ السلام العالمي وركيزة في أعمال حفظ السلام للأمم المتحدة. ويتميز الجندي الصيني بتحمل أي نوع من المهام الشاقة، والعيش في الظروف القاسية والخطيرة. الجندي الصيني في قوات حفظ السلام ينفذ مهامه بإخلاص واحترافية وروح قتال لا تلين، وهو بذلك يجسد الهمة العالية والتفاني والإخلاص الذي يتمتع به الجندي الصيني في أداء كل المهام.



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
1   2    



 
انقلها الى... :
تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号