الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

خامسا، سياسة الحكومة المركزية تجاه الدالاي لاما الرابع عشر

arabic.china.org.cn / 13:36:23 2015-04-18

- بعد إطلاق التمرد المسلح، أبدت الحكومة المركزية غاية الرحمة والصبر تجاه الدالاي لاما الرابع عشر، ومازالت تتخذ موقف الانتظار الصبور خلال فترة من الفترات، لكنه سار أبعد فأبعد في الطريق الخائن للوطن الأم

بعد حدوث التمرد المسلح في التبت، وبفضل تأييد ودعم أبناء التبت بمختلف قومياتهم، سحق جيش التحرير الشعبي الصيني التمرد بسرعة، ومارس حملة الإصلاح الديمقراطي في الوقت ذاته. وبالنسبة إلى فرار الدالاي لاما الرابع عشر، قررت الحكومة المركزية عدم منعه، مع ترك مجال له بقول إنه مخطوف. كما اتخذت موقف الانتظار الصبور إزاءه، وتم الاحتفاظ بمنصبه كنائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب حتى عام 1964. في أكتوبر 1959، قال رئيس الصين الجديدة ماو تسي تونغ في حديثه مع وفد الحزب الشيوعي الهندي: "إذا وافق الدالاي على دعوتنا، نأمل عودته. يمكنه أن يعود ما دام يوافق على موضوعين، أحدهما أن التبت جزء من الصين، والآخر ضرورة ممارسة الإصلاح الديمقراطي والإصلاح الاشتراكي في التبت." لكن الدالاي لاما الرابع عشر، بعد هروبه إلى الخارج، مزق «اتفاقية الـ17 مادة» علنا في طريق خيانته للوطن، وأنكر إنكارا تاما أنه كان قد أبدى الموقف الوطني وتعهد بمحبة الوطن، وقطع علاقته بالحكومة المركزية علنا، وسار على طريق خيانة الوطن والأمة. في يونيو 1959، أصدر الدالاي لاما الرابع عشر بيانا في موسوري بالهند، ادعى فيه "في الحقيقة ظلت التبت مستقلة". وفي عام 1963، عقد الدالاي لاما الرابع عشر "مؤتمر نواب أبناء التبت" في دارامسالا بالهند، وأنشأ "حكومة التبت في المنفى" المزعومة، وأصدر "الدستور" المزعوم الذي ينص على أن "الدالاي يتولى منصب رئيس الدولة"، و"يعين الوزراء"، و"لا يمكن إقرار كافة أعمال الحكومة إلا بإذن الدالاي". في 17 ديسمبر 1964، أجاز الاجتماع الكامل الـ151 لمجلس الدولة الصيني «قرار حول عزل الدالاي من منصبه»، مشيرا إلى "أنه بعد إطلاقه للتمرد المسلح الخائن للوطن والمعادي للثورة وفراره إلى خارج البلاد عام 1959، نظم الدالاي الحكومة المزعومة في المنفى، وأصدر الدستور المزعوم، ودعم اعتداء الرجعيين الهنود على بلادنا، ونظم ودرب بنشاط المتمردين المسلحين المتبقين الهاربين إلى الخارج لتشويش حدود الوطن الأم. يدل كل ذلك على أنه قد اعتزل الوطن الأم والشعب منذ زمن، وهو عنصر خائن للوطن يصر على أن يكون أداة في أيدي الإمبريالية والرجعيين الأجانب."

- بعد تنفيذ الإصلاح والانفتاح في الصين، أرشدت الحكومة المركزية الدالاي لاما الرابع عشر إلى المخرج لتصحيح أخطائه، وطرحت السياسة المتمثلة في "كل الوطنيين سابقين كانوا أم لاحقين، من أسرة واحدة"، لكنه ظل يدور حول "استقلال التبت"

تعد محبة الوطن مطلبا أساسيا وجهته الحكومة المركزية إلى الدالاي لاما الرابع عشر وأبناء التبت المغتربين. من أجل تعزيز اطلاع الدالاي لاما الرابع عشر وأبناء التبت المغتربين على الإنجازات المتحققة في بناء الوطن الأم، استقبلت الدوائر المعنية التابعة للحكومة المركزية، خلال الفترة بين أغسطس 1979 وسبتمبر 1980، ثلاثة وفود زائرة ووفدين من الأقرباء أرسلها الدالاي لاما الرابع عشر على التوالي للعودة إلى البلاد وزيارتها. وقد عاد معظم أقرباء الدالاي لاما الرابع عشر المقيمين في الخارج، إلى البلاد للاستطلاع وزيارة الأهل. لكن من المؤسف أن الدالاي لاما الرابع عشر لم يرفض النية الطيبة التي تكنها الحكومة المركزية تجاهه والفرصة السانحة المتاحة له فحسب، بل تشبث بموقف "استقلال التبت" أيضا، واشتد في مزاولة أنشطة التقسيم والتخريب، فأضاع فرصة التصالح مع الحكومة المركزية. أما وفود العودة إلى البلاد لزيارتها، والتي أرسلها الدالاي لاما الرابع عشر، فاستغلت سياسة "الحرية في القدوم والمغادرة"، التي اتخذتها الحكومة المركزية إزاءها، لترويج "استقلال التبت" في كل مكان وتهييج الحقد القومي، مما شوش وخرب، بصورة غير شرعية، النظام الاجتماعي الطبيعي في الإنتاج والحياة. منذ عام 1979، وتلبية لطلب طرف الدالاي لاما الرابع عشر، بدأت الحكومة المركزية تتصل بالممثل الشخصي للدالاي لاما الرابع عشر وتتفاوض معه بصورة غير دورية. في فبراير 1979، أشار الزعيم الصيني دنغ شياو بينغ في لقائه مع الأخ الأكبر الثاني للدالاي لاما الرابع عشر، جيالو ثوندوب، إلى: "أن التبت جزء من الصين، وعودتهم إلى البلاد ليست سوى مسألة داخلية نناقشها، ولا يمكن مناقشتها عن طريق الحوار بين دولة ودولة أخرى، هذه مسألة جوهرية". "طالما اعترف الدالاي علنا بأن التبت جزء من الصين، يمكنه التحاور مع الحكومة المركزية، من يحب الوطن عاجلا أو آجلا، يلق الترحيب. المسألة الجوهرية هي أن التبت جزء من الصين، الصواب والخطأ، يجب التمييز بينهما حسب هذا المعيار". بعد عام 1989، ومع تغير الوضع في الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية، أخطأ الدالاي لاما الرابع عشر في تقدير الوضع، وزعم أن "موعد استقلال التبت سيأتي قريبا"، و"لا نتفاوض مع سلطة على وشك الانهيار". بعد وفاة كبير الرهبان البانتشن أرديني العاشر عام 1989، دعت الجمعية البوذية الصينية، بموافقة الحكومة المركزية، الدالاي للعودة إلى البلاد ليشارك في أنشطة تأبين كبير الرهبان البانتشن. لكن الدالاي لاما الرابع عشر رفض هذه الدعوة. وفي عام 1993، أعلن الدالاي لاما الرابع عشر، من جانب واحد، إيقاف الاتصالات مع الحكومة المركزية. وفي عام 1995، أنكر الدالاي لاما الرابع عشر الأنظمة التاريخية المحددة والطقوس الدينية بصورة علنية، وحدد طفلا زعم أنه ذو الروح المتناسخة من البانتشن أرديني العاشر. على الرغم من ذلك، مازالت الحكومة المركزية ترشد الدالاي لاما الرابع عشر إلى المخرج. إذ في عام 1997، أشارت الحكومة المركزية إلى: "يمكن الاتصال بالدالاي لاما والتشاور معه في مسألة مستقبله الشخصي ما دام يتخلى حقيقيا عن موقف تقسيم الوطن الأم، ويتوقف عن مزاولة الأنشطة الرامية إلى تقسيم الوطن الأم، ويعترف علنا بأن التبت جزء لا يتجزأ من الصين، ويعترف بأن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، ويعترف بأن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين كلها." ومازالت الحكومة المركزية تتمسك بهذا المبدأ الأساسي حتى اليوم. في عام 2003، أشارت الحكومة المركزية مرة أخرى إلى: أنه يجب التمسك بقيادة الحزب الشيوعي الصيني والتمسك بالنظام الاشتراكي والتمسك بنظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي في التبت. إن هذا "التمسك الثلاثي" ينص عليه دستور الصين بوضوح، وهو أكبر حقيقة سياسية في التبت، كما أنه المبدأ السياسي الأساسي للاتصال والتشاور. أكدت الحكومة المركزية مرات أن النقطتين الأساسيتين للاتصال والتشاور هما: الأولى، أن الطرف الذي تتصل به الحكومة المركزية لن يكون سوى الممثل الشخصي للدالاي لاما. وأن "الحكومة في المنفى" ليست سوى مجموعة سياسية انفصالية خائنة للوطن الأم، مهما كان اسمها وأيا كان مَن يديرها، ولا يمكنها أن تمثل أبناء التبت، ولا تتحلى بأية شرعية، ولا تتحلى بأية أهلية لـ"التحاور" مع الحكومة المركزية. الثانية، أن مضمون الاتصال والتشاور لن يكون سوى مسألة المستقبل الشخصي للدالاي لاما، أو على الأكثر مسألة المستقبل الشخصي له ولعدد قليل جدا من الذين بجانبه، وهي تحديدا كيف يتخلى الدالاي لاما عن دعواته وتصرفاته الانفصالية تماما، لكسب المسامحة من الحكومة المركزية وشعب البلاد كلها، في سبيل معالجة مسألة كيفية قضاء بقية حياته. إن المكانة السياسية والنظام السياسي في التبت ينص عليهما دستور الصين وقوانينها، ومن المستحيل مناقشة "مسألة التبت" ومسألة "الحكم الذاتي العالي الدرجة" المزعومتين على الإطلاق. في الفترة بين عام 1979 وعام 2002، استقبلت الحكومة المركزية، 13 مرة، ممثلا شخصيا للدالاي لاما الرابع عشر، وفي الفترة بين عام 2002 ويناير 2010، وافقت 10 مرات على عودتهم جميعا إلى البلاد. لكن الدالاي لاما الرابع عشر خيب أمل الحكومة المركزية مرة بعد أخرى، إذ ظل يتشبث بـ"الطريق الوسط" وغيره من الدعوات التي تخالف دستور الصين وجوهرها تقسيم الوطن الأم، والأكثر من ذلك، دبر وخلق الأنشطة التخريبية بما فيها التشويش على أولمبياد بكين بالعنف، وحادثة "14 مارس" في لاسا وحوادث حرق النفس. في عام 2011، أعلن الدالاي لاما الرابع عشر "تقاعده" السياسي، وبعد فترة قصيرة من ذلك، أعلن ممثله الشخصي الذي اتصل بالحكومة المركزية، استقالته. وبعد ذلك، أعلنت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر أنها، باسم "الحكومة" المزعومة، ستجري مفاوضات مع الحكومة المركزية، مما قوّض أساس الاتصال والتشاور علنا، وأدى إلى العجز عن إجراء الاتصال والتشاور. منذ أكثر من 30 سنة، غيرت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر وعدلت تكتيكها بلا انقطاع وفقا لتغير الوضع داخل البلاد وخارجها، وتوقفت مرات وبلا استشارة، عن الاتصال والتشاور مع الحكومة المركزية. عندما رأت أن الوضع الداخلي والخارجي ليس في صالحها، طلبت إجراء الاتصال بالحكومة المركزية؛ وعندما رأت أن الوضع الداخلي والخارجي في صالحها، توقفت عن ذلك الاتصال. حتى خلال عمليات الاتصال كلها، ظلت تدور حول "استقلال التبت"، ولم تتوقف عن مزاولة الأنشطة الرامية إلى تقسيم الوطن الأم داخل البلاد وخارجها. منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، جددت لجنة الحزب المركزية، باعتبار الرفيق شي جين بينغ أمينا عاما لها، التأكيد على "أن سياسة الحكومة المركزية تجاه الدالاي لاما الرابع عشر ذاته ثابتة وواضحة، لا يستطيع الدالاي أن يتحدث عن تحسين علاقته مع الحكومة المركزية إلا بشرط أن يصرح علنا بأن التبت ظلت جزءا لا يتجزأ من الصين منذ القدم، ويتخلى عن موقف 'استقلال التبت'، ويتوقف عن مزاولة الأنشطة الرامية إلى تقسيم الوطن الأم." تأمل الحكومة المركزية أن يتمكن الدالاي لاما الرابع عشر، في ما تبقى من حياته، من نبذ وهمه والاعتراف بالوقائع وتصحيح الأخطاء واختيار طريق موضوعي وعقلاني، ليفعل بعض الأشياء المفيدة لأبناء التبت المنفيين في الخارج.



     1   2  



 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :