الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

خامسا، سياسة الحكومة المركزية تجاه الدالاي لاما الرابع عشر

arabic.china.org.cn / 13:36:23 2015-04-18

قبل أكثر من 60 سنة، وانطلاقا من الوضع العام المتمثل في الحفاظ على وحدة الوطن الأم والتضامن بين القوميات، عملت الحكومة المركزية بنشاط على تحقيق التعاون مع الدالاي لاما الرابع عشر، سعيا وراء تحقيق تحرير التبت سلميا. وبعد فرار الدالاي لاما الرابع عشر إلى الخارج عام 1959، ظلت الحكومة المركزية تبدي غاية الرحمة والصبر تجاهه وتقدم المخرج له. لكنه اتخذ خيارات متكررة مخالفة لرغبة الحكومة المركزية وأبناء التبت في تلك الفترة الممتدة لأكثر من 60 سنة.

- مصدر الشرعية التاريخية للدالاي لاما الرابع عشر هو الحكومة المركزية، وخلال عملية التحرير السلمي للتبت، كان الدالاي لاما الرابع عشر يقوم ببعض الأعمال المفيدة، لكنه حاد عن خياره الصائب في نهاية المطاف

يرتبط الدالاي لاما، بصفته لقب بوذا حي كبير من مذهب قلوق للبوذية التبتية، ومكانته التاريخية وتأثيره، ارتباطا وثيقا بمنحه من قبل الحكومة المركزية. في عام 1653، سافر الدالاي لاما الخامس إلى بكين لمقابلة الإمبراطور شون تشي من أسرة تشينغ تلبية لدعوة، حيث مُنح اللقب والمرسوم الإمبراطوري الذهبي والختم الذهبي. منذ ذلك الوقت، تم تحديد لقب الدالاي لاما ومكانته السياسية والدينية في التبت. في عام 1793، أصدرت أسرة تشينغ «اللوائح الـ29 الإمبراطورية حول إدارة شؤون التبت» التي حددت نظام سحب القرعة من جرة ذهبية لتحديد متناسخ الروح للدالاي لاما. في 5 فبراير 1940، أصدرت حكومة جمهورية الصين "قرار الحكومة رقم 898" الذي أقر تحديد الطفل لهامو تسوندوب البالغ 5 سنوات من عمره في تشيجياتشوان بمحافظة هوانغتشونغ في مقاطعة تشينغهاي، كمتناسخ روح الدالاي لاما الثالث عشر، واعتمدت بشكل خاص خلافته للقب الدالاي لاما الرابع عشر وفقا لطلب حكومة التبت المحلية حول الإعفاء من سحب القرعة من جرة ذهبية، مع تخصيص 400 ألف يوان لإقامة مراسم التنصيب. في 22 فبراير، وفقا للأنظمة التاريخية المحددة، ترأس مندوب الحكومة المركزية وو تشونغ شين والبوذا الحي رتينغ معا مراسم تنصيب الدالاي لاما الرابع عشر. فأصبح لهامو تسوندوب الدالاي لاما الرابع عشر، لذا جاءت شرعيته من أحكام الحكومة المركزية بشأن نظام الدالاي لاما وموافقة حكومة جمهورية الصين واعتمادها. بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، نظمت الحكومة المركزية ونفذت أعمالا كثيرة هادفة لتحقيق التنسيق السياسي، وذلك في سبيل تحرير التبت سلميا. في نوفمبر 1950، اُضطر وصي العرش تاكترا نجاوانغ سونغراب، الذي دعا إلى موالاة الإمبريالية والانفصال، إلى التنازل عن منصبه، فتولى الدالاي لاما الرابع عشر زمام السلطة قبل الموعد المحدد، وهنأه قادة الصين الجديدة. وبتأثير من سياسة المساواة القومية وسياسة التحرير السلمي للتبت اللتين اتخذتهما الحكومة المركزية، أرسل الدالاي لاما الرابع عشر وحكومة التبت المحلية بعثة رأسها نجابوي نجاوانج جيجم إلى بكين لإجراء مفاوضات. وبعد تحقيق التحرير السلمي للتبت، وصل مندوب الحكومة الشعبية المركزية المقيم في التبت، حاملا رسالة كتبها رئيس الصين الجديدة ماو تسي تونغ بخط يده، إلى محافظة يادونغ قرب حدود الصين مع الهند، ليقنع الدالاي لاما الرابع عشر، الذي كان يراقب الوضع هناك، بالعودة إلى لاسا. أشار رئيس الصين الجديدة في رسالته: "تتفق هذه الاتفاقية مع مصالح القوميات وأبناء الشعب بالتبت، كما تتطابق مع مصالح أبناء مختلف القوميات بالصين كلها. ومنذ الآن فصاعدا، تستطيع حكومة التبت المحلية وأبناء التبت، في الأسرة الكبيرة للوطن الأم العظيم وتحت القيادة الموحدة من الحكومة الشعبية المركزية، التخلص إلى الأبد من قيود الإمبريالية واضطهاد الأمم الأخرى، لينهضوا ويكافحوا من أجل قضية أبناء التبت ذاتهم. أرجو أن تنفذ حكومة التبت المحلية، التي برئاستك، تنفيذا جادا الاتفاقية بشأن طرق التحرير السلمي للتبت، وتبذل أقصى جهد في مساعدة جيش التحرير الشعبي على دخول منطقة التبت سلميا." في 21 يوليو، انطلق الدالاي لاما الرابع عشر للعودة إلى لاسا. وفي 24 أكتوبر، أعلن الدالاي لاما الرابع عشر، نيابة عن حكومة التبت المحلية، القبول التام لـ«اتفاقية الـ17 مادة».

- بعد تحرير التبت سلميا، احترمت الحكومة المركزية المكانة القائمة للدالاي لاما الرابع عشر، ومنحته الشرف السامي وعملت بنشاط على جعله يسهم في بناء الصين الجديدة، لكنه عمل أمامها بطريقة وعمل وراءها بطريقة أخرى

تنص «اتفاقية الـ17 مادة» على: "أن الحكومة المركزية لا تغير المكانة والصلاحيات القائمة للدالاي لاما." وبعد التحرير السلمي، منحت الحكومة المركزية الدالاي لاما الرابع عشر، معاملة سياسية عالية. إذ في عام 1953، اُنتخب الدالاي لاما الرابع عشر رئيسا فخريا للجمعية البوذية لعموم البلاد. وفي عام 1954، شارك الدالاي لاما الرابع عشر في الدورة الأولى للمجلس الوطني الأول لنواب الشعب لجمهورية الصين الشعبية، حيث ناقش شؤون الدولة وعبر عن تأييده وموافقته على مشروع الدستور الأول. ألقى الدالاي لاما الرابع عشر كلمة في الدورة، أكد فيها تأكيدا مستفيضا الإنجازات المتحققة خلال تنفيذ «اتفاقية الـ17 مادة» في مدة أكثر من 3 سنوات، وأعرب عن تأييده الحار لمبادئ ولوائح الحكم الذاتي الإقليمي القومي. كما قال: "إن العدو اختلق إشاعة تقول إن الحزب الشيوعي والحكومة الشعبية يعملان على تبديد الأديان، لكن الآن هذه الإشاعة قد أفلست تماما، إذ أن أبناء التبت قد أحسوا إحساسا شخصيا بحريتهم في الاعتقاد الديني." وفي هذه الدورة، اُنتخب الدالاي لاما الرابع عشر نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني الأول لنواب الشعب، ويعد ذلك أعلى منصب في الحكومة المركزية تولاه قادة منطقة التبت في التاريخ. وخلال فترة بقاء الدالاي لاما الرابع عشر في بكين، التقى به قادة الصين الجديدة مرات، وتحدثوا معه من القلب إلى القلب. إضافة إلى ذلك، كتب الدالاي لاما الرابع عشر «أنشودة إلى الرئيس ماو» التي تمدح المساهمات الواسعة والمآثر العظيمة لرئيس الصين الجديدة ماو تسي تونغ. في عام 1956، أنشئت اللجنة التحضيرية لمنطقة التبت الذاتية الحكم، وتولى الدالاي لاما الرابع عشر منصب رئيس اللجنة. وأعرب في خطابه الملقى في مؤتمر إنشاء اللجنة عن أن «اتفاقية الـ17 مادة» جعلت أبناء التبت "يتمتعون بكافة الحقوق للمساواة القومية بشكل مستفيض، وشرعوا يسلكون طريقا مشرقا منعما بالحرية والسعادة"، و"ليس إنشاء اللجنة التحضيرية للمنطقة الذاتية الحكم في الوقت المناسب فحسب، بل يعد أمرا ضروريا أيضا." كان الدالاي لاما الرابع عشر قد أبدى لفترة موقفا إيجابيا إزاء تنفيذ «اتفاقية الـ17 مادة» ودخول جيش التحرير الشعبي إلى التبت وعودة البانتشن أرديني العاشر إلى التبت وإنشاء اللجنة التحضيرية للمنطقة الذاتية الحكم وغيرها من المسائل. على الرغم من ذلك، وباستمالة ودعم العناصر الانفصالية والقوى الإمبريالية، تجاهل الدالاي لاما الرابع عشر الوصايا والمبادئ الأخلاقية الأساسية للمؤمنين بالبوذية، وخيب أمل الحكومة المركزية، وأطاع الحكومة المركزية في الظاهر وخالفها في الباطن، وقام خفية بالأنشطة الرامية إلى تقسيم الوطن. في عام 1959، مزقت عصابة الدالاي لاما الرابع عشر «اتفاقية الـ17 مادة» وأطلقت تمردا مسلحا شاملا، لمقاومة الإصلاح الديمقراطي الهادف لإلغاء نظام العبودية. وقد استشعرت الحكومة المركزية منذ زمن، تكتيكاته ذات الوجهين. وأشار رئيس الصين الجديدة ماو تسي تونغ إلى: "أن مؤامرة الدالاي حول التمرد بدأت منذ عودته من بكين عام 1955. فقد دبرها سنتين منذ عودته من الهند في أوائل عام 1957 حتى عام 1958." وتحدث الدالاي لاما الرابع عشر بكل صراحة عن ما فعله من الموافقة جهرا والمعارضة سرا، وقد زعم في عام 1965، أنه خلال 9 سنوات منذ عام 1951 إلى عام 1959، "عندما قلنا في الظاهر إننا نسعد بالعودة إلى الأسرة الكبيرة للوطن الأم وبتمكننا من مشاركة أبناء الشعب من الأسرة الكبيرة للوطن الأم في بناء المجتمع الاشتراكي وما إلى ذلك، أخفينا في قلوبنا جملة أخرى"، "ألا وهي: لا بد من تحقيق حرية واستقلال التبت".



1   2    



 
انقلها الى... :

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :