قوات حفظ سلام كمبودية تغادر البلاد متجهة إلى جمهورية أفريقيا الوسطى

بنوم بنه 22 أكتوبر 2014 (شينخوا) ترسل كمبوديا اليوم (الأربعاء) الدفعة الأولى المؤلفة من 216 عسكريا للانضمام إلى عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى، حسبما أعلن مسؤولون.

وذكر وزير الدفاع الجنرال تي بانه، خلال مراسم التوديع التي أقيمت في القاعدة الجوية العسكرية في بنوم بنه، أن قوات حفظ السلام ستقوم بمهمتها التي تستمر عاما في بلدة بريا الواقعة على بعد 600 كلم شرق بانغوى عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى وتتضمن العمل في إزالة الألغام وإنشاء طرق وجسور وثكنات وحفر آبار.

وقال إن "مهتمنا تكمن في الانضمام إلى قوات حفظ السلام الأخرى للعمل على استقرار الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى".

وأضاف أن الحكومة الكمبودية لديها التزام قوي بالمساهمة في بناء السلام العالمي من خلال إرسال قوات للمشارك في مهام حفظ سلام أممية في الدول التي تمزقها الحروب.

ومن ناحية أخرى، نصحهم الوزير بالالتزام بشكل صارم بقوانين جمهورية أفريقيا الوسطى والقوانين الدولية من أجل الحفاظ على قواعد انضباط القوات المسلحة الملكية الكمبودية.

ولفت إلى أن "عناصرنا من قواتنا حفظ السلام لابد أن تتجنب القيام بأي نشاط يمكن أن يؤثر سلبا على معايير معيشة وتقاليد وعادات البلد المضيف".

وأعرب روجر كارتر المستشار الأمني لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشأن كمبوديا، عن تقديره لكمبوديا لما تقدمه من إسهامات نشطة للسلام والأمن العالميين، قائلا إن كمبوديا تعد نموذجا للعالم.

وقال إن "الحفل الذي يقام اليوم يذكرنا بالحدث الذي أقيم قبل 22 عاما عندما أرسلت قوات حفظ سلام أممية إلى هنا، ولكن كمبوديا ترسل الآن قوات وخبراء للمشاركة في عمليات حفظ السلام الأممية في السودان، وجنوب السودان، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، وسوريا، ولبنان، ومالي".

وأضاف أن "تفانيكم في مساعدة الآخرين وتقاسم مهاراتكم مع بلد آخر يعانى من الصراع سيكونا مصدر إلهام للكثيرين".

فقد اندلعت حرب أهلية في جمهورية أفريقيا الوسطى في ديسمبر عام 2012 بين متمردي السيليكا وغالبيتهم من المسلمين والقوات الحكومية. واستولي متمردو السيليكا على السلطة من الرئيس آنذاك فرانسوا بوزيزي في مارس 2013 وأعلن زعيم المتمردين ميشال دجوتوديا نفسه رئيسا.

ويعتقد أن الآلاف قتلوا في جمهورية أفريقيا الوسطى فيما يحتاج 2.2 مليون أي حوالي نصف السكان إلى مساعدات إنسانية في هذا الصراع الطائفي.

وظلت أعمال عنف متفرقة تعصف بجمهورية أفريقيا الوسطى رغم استقالة ميشال دجوتوديا من الرئاسة في يناير وتشكيل حكومة انتقالية برئاسة كاثرين سامبا - بانزا.

وكانت أول مرة ترسل فيها كمبوديا قوات إلى الخارج في أبريل عام 2006 تحت مظلة الأمم المتحدة. وأرسلت هذه الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا إجمالي 2165 من الأفراد للمشاركة في مهام حفظ سلام أممية.