حلاقة المسلمين.. حلاق مسلم يسعى لتجميل النفوس (خاص)

10 أكتوبر 2014 / شبكة الصين / عمل ما لين شنغ لقرابة 30 عاما في مهنة الحلاقة بمدينة شينينغ حاضرة مقاطعة تشينغهاى شمال غرب الصين، ويرى أن نظافة القلب وتجميله هي السبيل لتحقيق كمال الإيمان إلى جانب الاهتمام والاعتناء بالمظهر الخارجي. ويأمل ما لين شنغ، الرجل المسلم البسيط، بقميصه الأبيض النظيف وبنطاله الأسود أن يحاول عدد أكبر من الناس الاهتمام بتجميل أنفسهم من الداخل أولا.

وكان ما لين شنغ (50 سنة) قد بدأ رحلته العملية كحلاق متدرب وهو في سن الـ15 على يد والده، وأتقن مهارات وفنون الحلاقة بعد ثلاث سنوات، ويهتم كثيرا بموضوع النظافة، ويدير حاليا صالون حلاقة يرجع تاريخه لقرابة نصف قرن بجوار مسجد دونغقوان الكبير، لذلك يعتبر معظم زبائنه من المسلمين.

وتعد مقاطعة تشينغهاى أحد مواقع التجمعات الرئيسية للمسلمين في الصين، ومن عادة أبناء الأقليات المسلمة الاغتسال والتطيّب قبل الذهاب إلى المسجد، ويوفر صالون ما لين شنغ فرصة لتجميل مظهرهم. ومع مرور الوقت اشتهر صالون الحلاقة الصغير، الذي كان يديره في السابق والد لاو ما، وأصبح يتردد عليه الكثير من الزبائن. ويزين الصالون ملصق مطبوع عليه كلمة "الحلاق الإسلامي" حيث يتبع لإدارة مسجد دونغقوان الكبير الواقع شرقي مدينة شينينغ حاضرة مقاطعة تشينغهاى الذي تأسس في عهد أسرة مينغ (1368 - 1644) ويعد أحد أكبر المساجد الأربعة في شمال غرب الصين ويتمتع بمكانة عالية في نفوس المسلمين الصينيين. ويقيم في المنطقة السكنية المحيطة بالمسجد قرابة 120 ألف مسلم، يجتمع عدد كبير منهم كل يوم جمعة للصلاة فيه، وفي صلاة العيد يستقبل المسجد قرابة 200 ألف مسلم.

وقال ما لين شنغ إن عددا كبيرا من مسلمي مقاطعتي قانسو وشنشى وغيرهما يحرصون على صلاة العيد في مسجد دونغقوان الكبير ما يدفع الحكومة المحلية للتحضير لهذا اليوم بتجهيز مساحات إضافية في الشوارع المحيطة لاستقبال المصليين من خلال إغلاقها أمام حركة المركبات.

ويحقق صالون ما لين شنغ الواقع على مساحة 20 مترا مربعا دخلا جيدا نتيجة موقعه المتميز وسعره المناسب، حيث يتسع المكان لخمسة كراسي حلاقة ويشرف عليه ثلاثة حلاقين هم ما لو (55 سنة)، ما تساي ( 49 سنة)، قاو تشياو ( 32 سنة) بالإضافة إلى ما لين شنغ.

ورغم الاهتمام بشكل المكان إلا أن تاريخه الطويل الممتد لقرابة نصف قرن لا يزال واضحا، حيث يجذب الأثاث والتصميم القديم الذي لا يمكن رؤيته في أي صالون آخر بالإضافة إلى ابتسامة ما لين شنغ التي لا تفارقه تجذب الزبائن. وتعتبر الساعة الثانية عشرة هي "ساعة الذروة" للصالون حيث ينتظر كثير من الزبائن المسلمين للحلاقة قبل أداء صلاة الظهر.

وبكلمة "السلام" رحب ما لين شنغ بزبونه القديم ما جان تشينغ وسارع إلى خدمته وحلاقة شعر رأسه وتجمل لحيته، وبعد قرابة 8 دقائق فقط استعد ما جان تشينغ لمغادرة المكان بعد أن دفع 12 يوانا (حوالي دولارين) ووضع قبعته البيضاء على رأسه. وتعد هذه طبيعة عمل ما لين شنغ لقرابة 32 عاما مضى.

ويحرص الحلاقون الثلاثة ومعهم ما لين شنغ على أداء الصلوات الخمس في موعدها بالمسجد، وفي حالة عدم تمكنهم من تأدية صلاة الجماعة يفرشون سَجّادات الصلاة داخل المكان ويؤدون صلاتهم.

ويفتح "الحلاق الإسلامي" أبوابه يوميا في الساعة الثامنة صباحا ويبدأ في استقبال زبائنه في وقت مبكر وكذلك عدد من كبار السن الذين يفضلون الراحة بعد تجولهم في الشارع التجاري الطويل المخصص للأطعمة الحلال والقريب من الصالون. وقال ما لين شنغ إنه يرحب بالجميع، حيث أن معظم زبائنه من كبار السن والأطفال، أما الشباب فيفضلون الحلاقة العصرية، مشيرا إلى أن الصالون أصبح لـ"المسنين" لما يتمتع به المحل من تاريخ طويل.

ويستقبل ما لين شنغ الأطفال الذين يبلغون 100 يوم لحلاقة شعر رؤوسهم بحسب التقاليد الصينية حيث يحتفظ بشعر الطفل للذكرى، ويحرص على استعمال أدوات نظيفة ومعقمة خاصة بهم بالإضافة إلى المناشف.

وكان ما لين شنغ يحلم بأن يورث إبنه هذه المهنة إلا أنه اختار العمل كمرشد سياحي حيث يوفر لوالدة رحلات لزيارة مقاطعات تجمعات المسلمين مثل نينغشيا وقانسو. وقال ما لين شنغ إنه يرغب في تأدية فريضة الحج في المستقبل فهو حلم خاص به وركن مهم من أركان الإسلام.