الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

كاشغر.. ياقوتة لامعة جنوب جبل تيانشان (صور)


في تلك الأزقة، ترى التلاميذ بأزيائهم المدرسية، والنساء من قومية الويغور بأزيائهن الإسلامية التقليدية والكهول والشيوخ بقبعاتهم التقليدية، وعمال النظافة وجامعي القمامة. إنهم يعتبرون أزقتهم عالمهم الذي يعيشون فيه حياتهم الهادئة، لا تعنيهم في شيء الصروح الحديثة العالية الشامخة على بعد مئات الأمتار منهم.

في هذا المكان، لا ينبغي أن تضيّع فرصة زيارة جسر بحيرة دونغهو القريب من تلك البنايات المعلقة. في سنة 2009، قامت الحكومة المحلية بتطهير بحيرة دونغهو بعد فترة من الإهمال جعلتها مثل مستنقع كبير، وأنشأت داخلها جزيرة صغيرة مزينة بمصابيح ملونة، فصارت من المعالم المشهورة في كاشغر. من أعلى جسر دونغهو، يلوح أمامك مشهدان مختلفان ولكنهما متناغمان: المشهد الليلي للمدينة الحديثة والمشهد الليلي للبنايات القديمة المعلقة المزينة بنور المصابيح.

مسجد عيد كاه

يحمل المسجد لقب "مكة الصغرى". إنه نموذج بارز لفن العمارة التقليدي لقومية الويغور، وهو أحد أكبر المساجد في الصين. ويعتبر القلب النابض لمدينة كاشغر، حيث عبق الماضي وتطلعات المستقبل لأبناء المدينة العريقة.

في كل صباح تستيقظ كاشغر القديمة على صوت الأذان، فيشرع الناس في الخروج من المدينة القديمة إلى الشارع يلفهم هدوء جليل، إذ لا تسمع سوى وقع خطو الناس وهم يحثون السير إلى المسجد لتلبية نداء الصلاة. لا يسمح بدخول الزوار إلى المسجد إلا بعد انتهاء الصلاة.

بني مسجد عيد كاه سنة 1442م بالقرميد الأصفر. بجانب البوابة مئذنة مستديرة ارتفاعها ثمانية عشر مترا، يعلوها رواق صغير يُرفع منه الأذان. ويتسع المسجد لـستمائة مصل. في الركن الخلفي لفناء المسجد، بناية على قاعدة ارتفاعها متر واحد. خلف بوابة هذه البناية تقع قاعة الصلاة الرئيسية التي يحمل قبتها الخشبية البيضاء أكثر من مائة وأربعين عامودا أخضر مزينة بنقوش زخرفية متنوعة. أما السقف فعليه عشرات من الزخارف المُطعمة بالزهور، والجدران تزينها زخارف من الجبس، والأرضية مفروشة بسجاد فاخر.

أمام مسجد عيد كاه ميدان واسع، يجتمع فيه آلاف المسلمين خلال عيدي الأضحى والفطر المباركين، يبدو الخشوع على محياهم وكأنهم ييممون وجههم شطر المسجد الحرام. من هذا المكان ينطلق صوت إمام المسجد الذي تنبعث منه قوة السلام والإيمان. في تلك اللحظات تتوقف مظاهر الحياة وجميع الأنشطة الدنيوية الأخرى في مدينة كاشغر، ويبقى مسجد عيد كاه القلب النابض الوحيد في المدينة.



     1   2   3    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :