الدخول الى توربان في شينجيانغ (صور)
ياسمين تشانغ
افتتحت في السابع عشر من يوليو فعاليات "إنجازات خمسين عاما: جولات لأجهزة الإعلام الوطنية على شبكات الإنترنت في منطقة شينجيانغ"، وقد أسعدني الحظ أن أكون من بين أعضاء الوفد الإعلامي الذي يزور مختلف أقاليم في شينجيانغ للتعرف على المعالم الجديدة والتغيرات الهائلة والتقدم السريع في شينجيانغ خلال خمسين عاما بعد تأسيس منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم في أول أكتوبر عام 1955. المحطة الأولى هي إقليم توربان، حيث دخلت، مع أعضاء الوفد الآخرين، في اليوم الثامن عشر من يوليو إلى توربان.
تقع توربان في وسط منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم، وتبلغ مساحتها الإجمالية 70 ألف كيلومتر مربع، عدد سكانها 579.6 ألف نسمة، ومعظمهم من الأقليات القومية مثل قوميات ويغور ومنغوليا وقازاق...الخ، يشكلون 76.73% في إجمالي السكان. وتوربان من أول الأقاليم التي نفذت سياسة الإصلاح والانفتاح في منطقة شينجيانغ.
تعتبر توربان ملتقى الثقافتين الشرقية والغربية وبوتقة انصهار لمختلف الديانات كما أن بها أكبر عدد من أطلال بطريق الحرير حيث يوجد فيها أكثر من مائتي موقع للمدن البائدة والمعابد والمغارات الصخرية وأحجار الصوان (التي كانت تشعل فيها النار لإعطاء الإنذار) والمقابر والرسوم الصخرية، من بينها ستة مواقع مدرجة في قائمة المواقع الأثرية الأساسية على المستوى الوطني علما أن هذا الرقم الأخير قرابة نصف الرقم الخاص بمنطقة شينجيانغ كلها وبهذا الرقم تشغل المدينة المرتبة التاسعة على نطاق البلاد. يذكر أن ثمانين بالمئة من المقتنيات الأثرية في متحف التاريخ لمنطقة شينجيانغ الخاصة بالفترة ما بين أسرتي هان الغربية وتانغ أي فترة ازدهار طريق الحرير مأخوذة من توربان. وتشمل الوثائق التاريخية المكتشفة في توربان 24 لغة، وهذا يجعلها أغنى المواقع لغويا على طريق الحرير.
تعد توربان مركزا للثقافة الويغورية حيث تتميز بالموسيقى والرقص والأزياء والديانة والآداب والطعام والعادات والأساليب المعمارية وغيرها من الجوانب الخاصة بقومية ويغور. وتوربان موطن للغناء والرقص فقد كان بها موسيقى قاوتشانغ، وهي واحدة من عشرة أنماط موسيقية إبان أسرة تانغ وكان الرقص الغنائي المعروف باسم قاوتشانغ سائدا إلى أبعد الحدود في العاصمة تشانغآن، حينذاك، كما تركت أثرا ملموسا في الرقص المميز المستمر إلى اليوم. إضافة إلى ذلك تشكل الأجناس الفنية مثل النازكوم والمقامات والمشريب وغيرها من الأنماط الفنية الموجودة في توربان نوافذ مهمة للإطلال على الثقافة الويغورية.
وتعتبر توربان نموذجا للبيئة الإيكولوجية المتميزة في المناطق الغربية وحضارة الواحات حيث تبرز فيها الصحارى والواحات والثلوج المتراكمة التي لا تذوب على قمة جبل تيانشان والغابات والمروج الخضراء على سفوح الجبل وقطعان المواشي وغيرها من المناظر الطبيعية المألوفة في منطقة شينجيانغ. أما بحيرة أيدينغ ووادي بوتاو (العنب) وجبل اللهب والأفلاج الشهيرة بلقب "السور العظيم تحت الأرض" وغيرها من المواقع الفريدة فتضفي على توربان سحرا وغموضا. وتحمل توربان أيضا لقب موطن الفواكه لأنها تنتج العنب والشمام بكميات كبيرة.
تراث تاريخي عريق، ثقافة متألقة ومتنوعة الأصول، بيئة إيكولوجية ومشاهد فولكلورية متميزة، أنها توربان الجديرة بلقب "متحف تاريخ وثقافة وطبيعة مناطق غربي الصين".
شبكة الصين / 20 يوليو 2005 /
|