20 يونيو 2024 / شبكة الصين /  تعد منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم أكبر منتج للقطن في عموم الصين. كما تعتبر مدينة شاوان، مسقط رأس خه هونغ تاو رئيس تعاونية شوانغتشيوان الزراعية المهنية، القاعدة الرئيسية لإنتاج القطن في شينجيانغ.

وتمتلك التعاونية التي يرأسها خه أكثر من 27 كيلومترا مربعا من حقول القطن، ولإدارتها بشكل جيد استعان بخبرات مزارعي القطن كـ"مشرفيين"، ليصبحوا العمود الفقري للتعاونية، حيث يتولى كل منهم مسؤولية بضعة كيلومترات مربعة، ومنهم هايرولا مزارع القطن من أبناء قومية القازاق الذي بدأ مزاولة هذه المهنة قبل 40 سنة.

وأبدى هايرولا دهشته من التغيرات السريعة التي شهدتها زراعة محصول القطن، وقال "تطورت العلوم والتكنولوجيا بسرعة، وساعدت الميكنة الزراعية لأعمال البذر والحصاد في تخفيف أعباء العمل بشكل كبير وزيادة الإنتاجية". مضيفا أن مدينة شاوان بدأت زراعة القطن في عام 1952 على مساحة 0.01 كيلومتر مربع، والآن تغطي حقول القطن أكثر من 1,067 كيلومترا مربعا، وقد أظهرت بيانات إدارة الإحصاء أن إنتاج القطن في شينجيانغ عام 2023 بلغت 5.112 مليون طن.

وبالعودة إلى ما قبل 20 عامًا، عندما تسببت تجزئة الأراضي في تقييد تطور الإنتاجية بشكل خطير، أبدعت قرية شياباهو مفهوم "تبادل الأراضي" على نطاق واسع بين سكان القرية، وتحويل الأراضي المتناثرة إلى "قطاعات كبيرة من الحقول". وبعد عام واحد، تحققت نتائج إيجابية، حيث وفرت القرية 400 متر مكعب من المياه لكل مو (مو واحد يعادل 667 متراً مربعاً)، وزادت إنتاجية القطن بمقدار 150 إلى 180 كيلوغراما لكل مو، وارتفع دخل الفرد بأكثر من 300 يوان، كما وفرت حوالي 50% من العمالة، مما شجع المزارعين على الابتكار والتعاون بشكل كبير وتسريع استكشاف العديد من المناطق الريفية شمالي وجنوبي شينجيانغ أنظمة أكثر علمية لإدارة الأراضي الريفية بما في ذلك تبادل الأراضي وفقًا لمبادئ الطوعية والعدالة لتثمر الأراضي بحيوية جديدة.

وبعد أن حذت قرية شاوفانغتشوانغ، مسقط رأس خه هونغ تاو، حذو قرية شياباهو في تبادل الأراضي، قاد خه القرويين إلى إنشاء تعاونية زراعية محترفة للتركيز على زراعة القطن. وبدعم من تقنية الري بالتنقيط، ارتفعت إنتاجية القطن بشكل مستمر، لكن في الوقت نفسه زادت معها تكلفة الأيدي العاملة في قطف القطن لتصبح الميكنة الزراعية توجها عاما.

وأوكلت التعاونية الزراعية التي يرأسها خه أعمال الحصاد إلى المزارع هان بو، أول من امتلك آلة حصد قطن في شاوان. ففي عام 2008، أنفق هان أكثر من 2 مليون يوان لشراء أول آلة حصد قطن مستوردة، لكنه سرعان ما اكتشف أنها مصممة ببدن "ثقيل من الأمام وخفيف من الخلف"، ما يجعلها مناسبة للعمل في المساحات الكبيرة. علاوة أنه من الصعب جدًا السيطرة على أي حريق في حالة إندلاعة تحت أي ظرف.

ولمعرفته بصيانة الآلات والماكينات، ثبت هان بو خزان على العمود الخلفي لآلة حصد القطن مزود بمضخة إطفاء حريق، ما يمكّن السائق من التدخل في أسرع وقت ممكن عند حدث حريق. كما أن وزن خزان المياه يحل مشكلة ثقل الجزء الأمامي لآلة الحصد. وقد أوفدت الشركة الأجنبية التي اشترى منها هان آلة حصد القطن خبيرا للتحقيق من التعديلات، لتعتمد الشركة تعديلاته. وفي عام 2014، قدمت إحدى الشركات الأجنبية المصنعة لآلات حصد القطن دعوة إلى هان لإجراء زيارة ميدانية لقواعد الإنتاج لديها للاستفادة من آرائه واقتراحاته بشأن تحسين كفاءة آلاتها الزراعية.

وأثناء وجوده في الخارج، اكتشف هان استخدام مزارعو القطن الأجانب آلات تجمع بين حصد القطن وكبسه. وبمجرد عودته إلى الصين، درس كيفية تزويد آلة حصد القطن خاصته بوظيفة الكبس. وفي عام 2020، تعاون مع شركة آلات زراعية في مقاطعة جيانغسو لينجح في إضافة وظيفة الكبس إلى آلات حصد القطن، وقال "بعد ثلاث سنوات من الاختبار، وصلت الآلة المعدلة إلى كفاءة المكبس المستورد".

وحاليًا، تمتلك مدينة شاوان وحدها أكثر من 540 آلة حصد قطن. ومنذ عام 2016، تجاوز معدل قطف القطن الميكانيكي في شاوان 97%. وفي عام 2023، استعانت شينجيانغ بنحو 7,000 آلة حصد قطن بمعدل قطف ميكانيكي أكثر من 85%.

والآن، لا يزال هان بو وفريقه يواصلون إدخال التعديلات على مختلف الآلات الزراعية مثل آلات البذر ورشاشات المياه والمبيدات وآلات حصد القطن. وحصلت تصاميمهم على أكثر من 10 براءات اختراع، ما ساعد في تعزيز كفاءة زراعة القطن بشكل كبير.

وبعد أن أصبحت زراعة القطن ميكانيكية، بدأت مجموعة من مزارعي القطن العاديين في شينجيانغ مثل خه هونغ تاو وهان بو تجربة نماذج الإدارة الذكية للحقول، وتقدموا بشكل مشترك لمشاريع البحث العلمي مع المؤسسات البحثية، وساعدوا الكليات المهنية الثانوية المحلية على إنشاء تخصص آلات الزراعة الذكية، وقال هان بو "أولئك الذين يزرعون القطن هم جميعاً مزارعون محترفون، والزراعة تتعلق بالإدارة أكثر من كونها عملا شاقا".