28 نوفمبر 2023 / شبكة الصين / يُنظم معرض الصين الدولي لسلسلة التوريد بنسخته الأولى في الفترة ما بين الـ28 من نوفمبر الجاري والـ2 من ديسمبر المقبل بالعاصمة بكين، باعتباره أول معرض حول سلسلة التوريد على المستوى الوطني في العالم.

ويُعد الحدث بمثابة نافذة جديدة تلقي الضوء على جهود الصين الرامية لتعزيز انفتاحها العالي المستوى، ومنصة جديدة تخدم مساعيها لبناء نمط تنموي جديد، وحامل جديد لتكثيف جهودها لتأسيس اقتصاد عالمي مفتوح، وتطبيقا جديدا لرؤية مجتمع مصير مشترك للبشرية.

ولا يعد المعرض منتجا دوليا عاما جديدا تنظمه الصين من أجل صون النظام الاقتصادي والتجاري المتعدد الأطراف في العالم فحسب، بل كذلك تأكيدا على جهود الصين الرامية لدفع تطور العولمة الاقتصادية في اتجاه صحيح.

وتتمثل سلسلة التوريد في شبكة من شركات المنبع والمصب التي تتعاون في إنتاج وتوزيع منتج أو خدمة لتصل إلى المستهلك النهائي، التي تُعد شريان الحياة للاقتصاد الصناعي، حيث يتحلى استقرارها وسلاسة أعمالها بأهمية قصوى بالنسبة إلى أداء الاقتصاد الصناعي.

وفي ظل العولمة الاقتصادية، يمر التعاون العالمي في سلسلة التوريد عبر الجبال والبحار، ويسهم في خفض تكاليف أعمال مختلف القطاعات ورفع كفاءتها، مما يزيد رفاه المستهلك في أنحاء العالم بمنتجات وخدمات نوعية واقتصادية.

ويُعد التعاون العالمي في مجال سلسلة التوريد نتيجة حتمية لعولمة الاستثمار والتجارة والتصنيع وتداول العناصر وتخصيصها، وله أساس نظري وواقعي عميق، وهناك إجماع واسع النطاق في دوائر الصناعة والتجارة والمالية على هذا.

وفي ظل التطور المتواصل في التقنيات الجديدة وأشكال الأعمال الحديثة، وتسارع وتيرة الجولة الجديدة من الثورات التقنية والصناعية، فهناك ضرورة حتمية لتعزيز اندماج سلاسل الصناعة العالمية، ومواصلة الابتكار والنمو، وضخ الحيوية لتسريع تنفيذ التقنيات والتطبيقات الجديدة، الأمر الذي يضمن تعزيز التعافي الاقتصادي العالمي، ويساعد دول العالم على مواجهة تحديات العصر بشكل أفضل.

ولكن تصر بعض الدول في السنوات الأخيرة على اعتبار مفهوم "تنافس القوى العظمى" كمعيار، و"تسييس" التعاون بين الدول المختلفة حول سلسلة التوريد، وفرض تدابير "فك الارتباط وقطع السلاسل" بذريعة ما تسميه بـ"حماية الأمن القومي".

وأظهرت الممارسات أن هذه الإجراءات المعاكسة للعولمة والمخالفة لقوانين الاقتصاد، والتي تستهدف تفكيك وإعادة تشكيل سلسلة التوريد، تسببت في نقص المستلزمات الأساسية وارتفاع التضخم في عدد كبير من الدول، بما فيها جميع الدول الغربية تقريبا، وزيادة حدة التناقضات الاجتماعية المحلية، الأمر الذي أدى إلى صعود الشعبوية اليمينة. ونتيجة لذلك، شكلت هذه الإجراءات المسماة بـ"حماية الأمن" تهديدا فعليا كبيرا لأمنها، وهو في الحقيقة "هراء كبير".

وبالمقابل، ظلت الصين ملتزمة بحماية استقرار سلاسل التوريد العالمية، والإسهام المتواصل في الحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي ونموه وبناء اقتصاد عالمي مفتوح.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أشار إلى أن "حماية مرونة واستقرار سلاسل الصناعة والتوريد العالمية هي ضمان مهم لدفع نمو الاقتصاد العالمي" و"الصين على استعداد للعمل مع دول العالم سويا على اغتنام فرص جديدة جلبتها الجولة الجديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية والتغيير الصناعي، وبذل الجهود المشتركة لبناء منظومة سلاسل التوريد والصناعة العالمية التي تتسم بالأمن والاستقرار والسلاسة والكفاءة العالية والانفتاح والشمول والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك"، بما يظهر إدراك القيادة الصينية الواضح لقواعد دفع النمو الاقتصادي العالمي، ويكشف شجاعة الصين في المثابرة على دفع التعاون العالمي المفتوح.

وتُعتبر الدورة الأولى لمعرض الصين الدولي لسلسلة التوريد ممارسة لتطبيق رؤية الصين للتعاون والانفتاح. فقد أفادت مصادر مطلعة أن أكثر من 515 شركة ومؤسسة محلية ودولية تشارك في الحدث. إضافة لمشاركة أكثر من 1000 شخصية من الوحدات الحكومية الصينية والأجنبية وأوساط التجارة والأعمال والمنظمات الدولية وخبراء وباحثين. ومن بينهم تشكل الشركات الأمريكية العارضة 20% من إجمالي الشركات الأجنبية العارضة، متجاوزة التوقعات.

وتبرهن السمة الدولية للمعرض أن رؤية الصين المتمثلة في التمسك بكسر الأسوار بدلا من بنائها، والانفتاح بدلا من العزلة، والاندماج بدلا من فك الارتباط، والمضي قدما في بناء اقتصاد عالمي مفتوح، هو "طريق مستقيم" يتفق مع المصالح الجوهرية والحيوية للأغلبية الساحقة من أبناء الشعب في العالم.

وتخصص الدورة الأولى للمعرض مناطق لعرض خمس سلاسل خاصة بالسيارات الذكية والزراعة الخضراء والطاقة النظيفة والتكنولوجيا الرقمية والحياة الصحية، إضافة إلى منطقة خاصة بخدمات سلسلة التوريد، لتتماشي مع زخم تطور التقنيات الحديثة وأشكال الأعمال الجديدة، الأمر الذي يقدم فرص جديدة ويبنى منصة جديدة لتعميق التعاون في سلاسل التوريد في العالم ودفع ابتكارها وتنميتها.

وتمثل الدورة الأولى لمعرض الصين الدولي لسلسلة التوريد مساعي الصين لتوفير فرص جديدة لدفع تحديث دول العالم من خلال تحديث نفسها، ومثلها العليا الطموحة لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، الأمر الذي يضخ ثقة قوية في سلاسل التوريد العالمية.