8 أغسطس 2023 / شبكة الصين / في وقت متأخر من الليل، حيث تستغرق غالبية ساحقة من الناس في النوم، يجتهد تشن بنغ تشياو، موظف بمكتب تشنغتشو التابع لشركة لوكسمبورغ للشحن الجوي، في أداء واجبه داخل مطار شينغتشنغ الدولي بمدينة تشنغتشو حاضرة مقاطعة خنان وسط الصين.

وقال تشن إنه بدأ العمل لتفريغ 110 أطنان من البضائع وشحن 130 طنا من السلع في مدينة تشنغتشو خلال ساعتين ونصف فقط، قبل توجه الرحلة إلى مدينة شيكاغو الأمريكية مباشرة.

واستحوذت شركة خنان لاستثمار وتنمية الطيران المدني 35% من أسهم شركة لوكسمبورغ للشحن الجوي عام 2014، لتنجح في بناء طريق حرير جوي يربط بين تشنغتشو ولوكسمبورغ، ومن ثم بين الصين وأنحاء العالم.

وازداد عدد الرحلات من رحلتين إلى 14 رحلة على الأكثر كل أسبوع، تربط بين لندن وشيكاغو وميلان وغيرها من 15 مدينة عالمية.

ويسهم الخط الجوي في دعم تنمية الشركات اللوجستية المعنية، وقال شانغ ليانغ، رئيس مجلس إدارة شركة لانغتيان الصينية العاملة في مجال الخدمات اللوجستية الدولية والتجارة الإلكترونية عبر الحدود المتعاونة مع شركة لوكسمبورغ للشحن الجوي، إن نمو أعمال شركته يعود إلى كثافة رحلات الشحن الدورية وكفاءة الشريك، إلى جانب الخصائص المميزة لمطار تشينغتشو المتمثلة في عمليات التخليص الجمركية السهلة ونطاق التغطية الواسع لشبكة النقل، مما يضمن نقل السلع إلى مدينة تشنغتشو من نقاط التوزيع حتى تصل إلى الدول الأوروبية عبر رحلات شركة لوكسمبورغ لإكمال عمليات التخليص الجمركي خلال ثلاثة أيام فقط، وذلك يلبي احتياجات شركات التجارة الإلكترونية عبر الحدود إلى ضمان توصيل السلع في وقتها.

ونجحت مدينة تشنغتشو في بناء دائرة مدن يمكن التنقل بينها خلال ساعة فقط، تُغطى أكثر من 300 كيلومتر من الطرق السريعة و800 كيلومتر من السكك الحديدية الفائقة السرعة وشبكة نقل جوي متكاملة تربط بين الاقتصادات الرئيسية العالمية.

واعتمادا على مزاياها في النقل الجوي، تخطط المدينة لبناء مجمعات صناعية خاصة بقطاعات الأجهزة الذكية والمعدات الدقيقة والطب الحيوي والأدوية.

وأصبحت السوق الصينية القوة الرئيسية لدفع نمو أعمال شركة لوكسمبورغ للشحن الجوي وزيادة أرباحها. فبحسب بيانات صادرة عن الشركة قفز حجم الشحن عبر خط تشنغتشو في عام 2017 إلى نحو 10 أضعاف عما كان عليه في عام 2014، حيث حولت الشركة خسائرها إلى أرباح صافية بقيمة 122 مليون دولار، لتصعد من المرتبة التاسعة إلى الخامسة ضمن قائمة الشركات العالمية في قطاع الشحن. وفي عام 2022 قفزت الايرادات 5.1 مليار دولار، وأرباح صافية 1.6 مليار دولار.

وقال ريتشارد فوسن، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة لوكسمبورغ للشحن الجوي، إن مدينة تشنغتشو بمثابة "المقر الثاني" للشركة، ويتعين على جميع موظفي الشركة فهمها والتعرف عليها بشكل حقيقي سواء كان مسؤول بالشركة أو مدير عام في أحد مكاتبها حول العالم، وهو أمر يعكس ثقة الشركة في النمو المتواصل للاقتصاد الصيني ومستقبل سوقها.

وخصصت شركة لوكسمبورغ في آسيا 19 نقطة رئيسية، يغطي خط تشنغتشو 8 نقاط منها. كما أصبحت سوق آسيا والمحيط الهادئ نقطة مهمة لتنمية أعمال الشركة.

ولا شك أن مبادرة "الحزام والطريق" تسهم في تنمية الاقتصاد العالمي، كونها تربط بين الصين ومدن العالم. وقال كلود زيلين، المسؤول بشركة لوكسمبورغ إن الشحن الجوي أصبح جزءا مهما من السلسلة اللوجستية العالمية بفضل قدرته على توصيل البضائع الطارئة في زمن قياسي.

ولم تعلق شركة لوكسمبورغ للشحن الجوي رحلاتها بين تشنغتشو ولوكسمبورغ خلال جائحة كوفيد-19، بل زادتها لدعم توصيل المواد الوقائية الخاصة بين الصين والدول الأوروبية، حيث نقلت أكثر من 500 ألف كمامة طبية و4500 سترة واقية على متن طائرات إلى الدول الأوروبية، طُبع عليها شعار "صداقة بلا حدود، والصديق الحميم مثل جار قريب وإن كان بعيدا".

وأعرب فوسن أن شركته تحرص على دعم بناء طريق الحرير الجوي الذي يسهم في تعزيز الترابط والتواصل بين الصين والدول الأوروبية، لتعود الفائدة على المزيد من الشركات وأبناء الشعوب الأخرى، مؤكدا على فخره كونه شاهدا على تأسيس طريق الحرير الجوي بين تشنغتشو ولوكسمبورغ، واستعداده لتقديم مساهمات أكبر لتطويره.