27 سبتمبر 2018 / شبكة الصين / تعتبر البناية الخشبية القديمة الواقعة جنوب تقاطع شارع ديآنمن بالعاصمة الصين بكين، بمثابة نقطة حماية للمدينة المحرمة الإمبراطورية قبل 600 عام، ويطلق عليها "يانتشي"، وتحوّلت لمكتبة لمطالعة وبيع الكتب على مدار الساعة تابعة لدار النشر الصيني. وتؤدي مكتبة يانتشي دورا هاما في تعزيز الحياة الثقافية لأبناء الشعب. وخلال عطلة العيد الوطني، يمكن للزوار الاستمتاع بالأجواء الثقافية الخاصة.

وتضم المكتبة المعبّقة برائحة الخشب القديم وأوراق الكتب، قسما في الركن الأيسر للمطالعة المجانية به مجموعة من الطاولات والمقاعد. وفي الركن الأيمن، تضم أرفف الكتب مجموعة كبيرة من كتب ومجلات التاريخ والثقافات التقليدية والحضارة الصينية والفنون وغيرها.

وتقدم المكتبة خدمات ترميم الكتب القديمة وجمعها وعرضها للبيع. بالإضافة إلى ذلك، تعرض المكتبة مجموعة من التذكارات الثقافية والإبداعية بخصائص بكين والصين الثقافية، منها منحوتة الأرنب لمهرجان منتصف الخريف التقليدي وشارة الكتب على شكل دب الباندا وفرشاة الكتابة والحبر والأوراق والمحبرة الحجرية، ما يضفي أجواء ثقافية مميزة على المكتبة.

وقالت السيدة وو القادمة من مدينة شيآن شمال غربي الصين، إنها قضت عطلتها في بكين، وزارت منطقة نانلوقوشيانغ وجذبها تصميم بناية "يانتشي" لتكتشف أن المكان عبارة عن مكتبة. وعبّرت عن إعجابها بنقل ونشر الثقافة للجماهير في العاصمة.

ويسكن المسنّ قاو في شمال بكين، ويحرص على زيارة المكتبة كل أسبوع بعد تقاعده، لتحصيل المعلومات. وقال قاو وهو يطالع كتاب "أسطورة بكين"، إنه من سكان بكين ومهتم بتاريخ العاصمة وقصصها القديمة. مضيفا أن مكتبة يانتشي توفّر الكثير من الكتب حول تاريخ بكين، ويرغب في مطالعة هذه الكتب للتمتّع بسحر الثقافة القديمة.

ويقضي بان (40 سنة)، حارس الأمن بجامعة بكين للمعلمين، يوم عطلته في المطالعة بمكتبة يانتشي. وقال إن المكتبة تمثل متنفسا أصيلا للمطالعة لسكان بكين، وتلعب دورا هاما في التعريف بثقافة العاصمة للزوار من أنحاء البلاد. مضيفا أنها لا تحفظ وتنشر ثقافات الصين التقليدية فحسب، بل تلبي كذلك متطلبات هواة المطالعة.

ويرى تشانغ شياو دونغ، الأمين العام للجنة الحزب في دار النشر الصيني، أن دار النشر تعمل بنشاط على توريث ونشر ثقافات الصين التقليدية وخلق تنمية تعددية ثقافية على أسس الفن والتاريخ. ومنذ افتتاحها في عام 2015، تسعى إدارة المكتبة لتقديم مكان مثالي ومريح للمطالعة، إلى جانب تنظيم أنشطة ثقافية متنوعة للقراء خلال عطلة العيد الوطني، منها سلسلة ندوات حول بكين ومحاضرة حول المطالعة والقصص الكلاسيكية وغيرها.

وأشار تشانغ إلى أن المكتبة ستعمل على خلق مركز ثقافي وطني وتقديم أفضل خدمة للقراء، استفادة من مواردها.

ووسط الأحياء المحيطة بالقصر الإمبراطوري وحدائق جينغشان وبيهاي وبحيرة شيشاهاي، التي تتمتع بالحركة دائما، تقدم مكتبة يانتشي موقعا هادئا للمطالعة. وخلال عطلة العيد الوطني، ستكون المكتبة للاستمتاع بالمطالعة مع تذوق القهوة في أجواء هادئة، اختيارا مناسبا لـ"رحلة روحية أصيلة".