شغلت جميع مقاعد المكتبة بالأطفال وذويهم

图书馆内座无虚席

8 أغسطس 2018 / شبكة الصين / "ارجو مساعدتنا على نقل الصورة الحقيقية هنا، الأعداد كبيرة فعلا"، بهذه الكلمات أنهى موظف بمكتبة الأطفال التابعة للمكتبة الوطنية بمنطقة هايديان في العاصمة الصينية بكين حديثه مع مراسلة موقع شبكة الصين الإخباري عبر الهاتف في تمام الساعة الـ9:30 صباحا بعد نصف ساعة من فتح المكتبة أبوابها لاستقبال روادها.

وبعد وصول مراسلتنا إلى مقر المكتبة، كان المشهد أكثر إثارة، حيث ازدحمت المكتبة البالغة مساحتها 1200 متر مربع بالأطفال وأولياء أمورهم سواء في جناح المطالعة العائلية في الطالق الأول، أو جناح المراهقين في الطابق الثاني. وقد شغلت جميع المقاعد البالغ عددها 500 مقعد منها 200 ثابتة، وجلس عدد من الأطفال وذويهم على أرضية المكتبة مباشرة منهمكين في المطالعة.

ولتلبية احتياجات الجيل الجديد من الأطفال والمراهقين قبل 15 سنة بشكل أفضل، توفر المكتبة الموارد التعليمية المتنوعة وتخلق بيئة مريحة لهم. وكانت المكتبة الوطنية قد افتتحت مكتبة الأطفال في عام 2008، وأصبحت وجهة تلقي إقبالا كبيرا في العطلة الصيفية بشكل خاص منذ افتتاحها.

وقالت إحدى الموظفات إن المكتبة تقدم أكثر من 100 ألف كتاب ونحو 100 نوع مجلة في مجالات متنوعة على مدار العام، إضافة إلى 16 جهازا تفاعليا وشاشتين تعملان باللمس وأجهزة كتب إلكترونية وغيرها من الأجهزة المتقدمة التي تشجع المطالعة بشكل خاص. مضيفة أنه مع حلول العطلة الصيفية تنظم المكتبة الكثير من الأنشطة منها "جلسات إلقاء القصص" و"ندوات حول أوبرا بكين" و"حلقات عالم التكنولوجيا" و"برنامج موظفي القاعة الصغار"، كما توفر للقراء من صغار السن تجربة التكنولوجيا والثقافة.

وجذبت هذه الفعاليات والأنشطة المتنوعة والمفعمة بالحيوية عددا كبيرا من الأطفال وذويهم، حيث أظهرت إحصاءات خاصة بالمكتبة أن عدد القراء اليومي قبل العطلة الصيفية بلغ 1400 زائر، وخلال العطلة يرتفع الرقم للضعف ليتجاوز 3000 زائر. لتزيد المكتبة ساعات العمل اليومي بحوالي ساعتين، لتغلق في الساعة السابعة مساء، مع تقسيم مجموعات الأطفال بحد أقصى 500 طفل.

ويشعر موظفو المكتبة بفرحة خاصة لرغبة الأطفال في تحصيل العلوم والمعارف، إلا أنهم لا يفضلون انتظار الأطفال في الخارج لأوقات طويلة بسبب حدود العدد المسموح به. وقالت موظفة بالمكتبة إن المكتبات التي تقدم نفس الخدمات منتشرة في بلدية بكين، ويستطيع الأطفال زيارة الأقسام المخصصة لهم والتابع لمكتبة منطقة هايديان أو مكتبة الأطفال والمراهقين بمنطقة شيتشنغ.

وعند زيارة مراسلة شبكة الصين للمكتبتين المذكورتين، وجدت أن عدد القراء أقل نسبيا من المكتبة الوطنية والمساحات المخصصة للمطالعة أصغر من المكتبة الوطنية، إلا أن أعداد الكتب وتنوعها وبيئة المطالعة والفعاليات والأنشطة تماما مثل الموجودة في المكتبة الوطنية.

وقال لين يونغ هونغ، مدير قسم الأطفال التابع لمكتبة منطقة هايديان، إن المكتبة تضم نحو 30 ألف كتاب، وتحرص على تجديدها بشكل دوري، إضافة إلى وضع الخطط لتنظيم الأنشطة مثل الجلسات الثقافية وصالون المطالعة والأعمال اليدوية وغيرها من الأنشطة خلال أشهر العطلة الصيفية. مشيرا إلى أن عدد الزوار اليومي يتجاوز 400 زائر/مرة.

وباعتبار مكتبة الأطفال والمراهقين بمنطقة شيتشنغ، مكتبة مستقلة وحيدة في العاصمة بكين، فإن حصيلتها من الكتب أكبر من المكتبتين المذكورتين سالفا، حيث تضم 700 ألف كتاب من بينها 500 ألف كتاب ورقي و200 ألف إلكتروني.

وأضاف ليو شين، موظف في مكتبة الأطفال والمراهقين بمنطقة شيتشنغ، أن المكتبة تتعاون مع المدارس والهيئات الثقافية لتنظيم أنشطة رسم وتصوير فوتوغرافي وكتابة، وكذلك تنظيم أنشطة صيفية متنوعة داخل المكتبة. إلى جانب الاهتمام بالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وتنظّم حلقات قراءة خاصة بهم.

وبعد تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين، وبشكل خاص خلال السنوات القليلة الماضية، ومع حملة تعزيز الترويج للتعليم والتنمية الشاملة وتنمية تيار المطالعة الوطني، ارتفع اهتمام المراهقين والأطفال بالمطالعة بصورة متزايدة، وحققت أعداد القراء ارتفاعا ملحوظا.

ونجحت الصين في تحقيق انجازات ملحوظة في تحسين بيئة وبنية المكتبات التحتية في ظل زيادة الحاجة والإقبال على المكتبات العامة، كما وفرت المنتجات الثقافية ورفعت جودة الخدمات وغيرها من الجوانب ذات الصلة، من خلال تنفيذ مشروعات بناء المكاتب العامة والمراكز الثقافية على المستويات المختلفة و مشروع تقاسم موارد المعلومات الثقافية.

وحسب الأرقام الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء فإن عدد المكاتب العامة في البلاد ارتفع بشكل متواصل منذ تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح. ففي عام 1979، كانت الصين تحتضن 1218 مكتبة عامة، بمساحة إجمالية 866 ألف متر مربع فقط. إلا أن عددها تجاوز 3166 مكتبة بنهاية عام 2017، بمساحة 15.1527 مليون متر مربع، بزيادة 1.6 ضعف و15.6 ضعف على التوالي مقارنة ببداية الإصلاح والانفتاح. وقد تضاعفت أعداد الكتب إلى 71 ضعفا من 13.43 مليون إلى 969.53 مليون كتاب.

وفي الوقت نفسه، مع تعميم التقنيات المعلوماتية بشكل واسع، ارتفعت جودة وكفاءة الأجهزة في المكتبات العامة بشكل مطرد، حيث زودت المكاتب بأجهزة حاسوب وغرف مطالعة إلكترونية. وحتى نهاية عام 2017، كانت مكتبات الصين العامة تضم 221 ألف جهاز حاسوب، منها 144.3 ألف مخصصة للمطالعة الإلكترونية.

وشهدت قضية بناء المكتبات في البلاد تطورا سريعا خلال السنوات الأربعين الماضية منذ تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح، وحققت المكتبات العامة تغطية شاملة بشكل أساسي. إلا أنه بحسب مراقبون لا تزال أعداد المكتبات العامة في الصين غير كافية لتلبية الاحتياجات الثقافية المتزايدة للشعب وخاصة الأطفال والمراهقين مع الزيادة السكانية وتسريع عملية الحضرنة، كما أن أوضاع توزيع الموارد المعرفية بين المكاتب غير متوازنة، وتحتاج جميع هذه التحديات لمعالجة في المستقبل.