7 أغسطس 2018 / شبكة الصين / لا شك أن الإنسان ضعيف أمام عظمة الطبيعة، وقدرته على تحويل الصحراء القاحلة إلى واحة خضراء دليل قوي على عظمته. ولم تبرز تجربة الصين الناجحة في مكافحة التصحر بمنطقة صحراء كوبوتشي بمدينة أردوس التابعة لمنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم شمال البلاد، عزيمتها وقدرتها على تقليص مساحة الأراضي القاحلة وزيادة المسطح الأخضر فحسب، بل تُعتبر كذلك معجزة كبيرة في تاريخ مكافحة التصحر.

وتُعد منطقة صحراء كوبوتشي سابع أكبر صحاري الصين، وبمثابة "بحر الموت" الذي كان من المستحيل إعادة الحياة إليه. حيث تتطلب عملية تحويل عدة بوصات من الأراضي القاحلة إلى أخرى خضراء بذل جهود هائلة واجتياز صعاب لا يمكن تصورها.

وثابر سكان مدينة أردوس من أبناء القوميات المختلفة بمساعدة الحكومة على بذل الجهود، ونجحوا في تحقيق إنجازات مثمرة في مكافحة التصحر طوال السنوات الأربعين الماضية، وخاصة بعد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، حيث وصلت مساحة الأراضي التي تم تشجيرها إلى 6000 كيلومتر مربع.

وتُعد مكافحة التصحر قضية عالمية تعاني منها العديد من الدول وتتطلب معالجتها أساليب علمية معقدة. ولا شك أن سكان أردوس قد وجدوا من خلال تجاربهم المتكررة أساليبهم الفريدة والمميزة في مكافحة التصحر، والمتمثلة في صناعة حواجز الرمال من القش وتطوير تقنيات اقتصادية وفعالة لزراعة الأشجار في المناطق القاحلة وغيرهما من الإجراءات الفعالة. وشقوا طريقا مميزا في مكافحة التصحر يتفق مع قواعد حماية البيئة ويعزز مواصلة الإبداع. الأمر الذي لم يسهم في تقليص مساحة الأراضي القاحلة فحسب، بل وفر كذلك تجربة مميزة يمكن للعالم الاستفادة منها.

وبحسب خبراء فإن مكافحة التصحر ليست قضية متعلقة ببقاء الإنسان فحسب، بل هي ذات صلة وثيقة بالتنمية، إذ إن هدفها الأساسي هو تحسين حياة سكان المناطق الصحراوية.

وقد طرأت تغيرات كبيرة على حياة سكان منطقة صحراء كوبوتشي خلال السنوات الماضية، حيث تحولت المناطق القاحلة في مواطن إقامتهم إلى واحات جميلة تزينها ألوان الزهور وتغريد الطيور، وذلك بفضل تطبيقهم نظام مميز يتمثل في أربعة محاور "التوجيه السياسي الحكيم من السلطة المحلية" و"استثمارات الشركات" و"المشاركة الواسعة النطاق من الرعاة والمزارعين المحليين" و"مواصلة الإبداع التقني".

وبالإضافة إلى تحسين البيئة الإحيائية، نجح سكان أردوس في خلق نظام صناعي بيئي متكامل، يظهر الإمكانات الكامنة في الصحراء والنظرة المستقبلية الإيجابية.

وكانت الجلسة الـ13 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر قد عقدت بمدينة أردوس في سبتمبر العام الماضي تحت شعار "التضامن من أجل مكافحة التصحر وتحقيق رخاء البشرية"، حيث بدأ تفعيل آلية تعاون لمكافحة التصحر في إطار مبادرة "الحزام والطريق".

وجذب سكان صحراء كوبوتشي أنظار العالم بعزيمتهم على تحقيق المزيد من "المعجزات" والإسهام في دفع التنمية المستدامة للمجتمع البشري.