23 إبريل 2017 /شبكة الصين/ يظل الختم رمزا للثقة والائتمان والصدق منذ نشأته في الزمن القديم، وفي عصرنا اليوم حققت شركة "كونغ فو ين غه" للأختام مبيعات سنوية تصل إلى 500 ألف ختم بفضل صدقها وإخلاصها في الحفاظ على فن صناعة الأختام التقليدي ومصداقيتها في التجارة الإلكترونية. وخلقت نمطا جديدا لتسويق المنتجات الثقافية التقليدية.

تقع شركة "كونغ فو ين غه" في قرية قرب منطقة ضريح كونفوشيوس السياحية بمدينة تشوفو التابعة لمقاطعة شاندونغ، وتشتهر هذه القرية بالفنون والحرف اليدوية الشعبية مثل صناعة الأختام الحجرية. ويذكر أن الحرفيين في هذه القرية عملوا في الكثير من المناطق الصينية حيث نشروا فن صناعة الأختام، ولكن طريقة التسويق التقليدية تشكل عنق زجاجة يحول دون توسع فن صناعة الأختام في مدينة تشوفو، حيث ظلت الأختام الحجرية تقتصر على كونها الهدايا التذكارية السياحية لفترة طويلة.

الشاب تشانغ كاي البالغ من العمر 30 عاما، صاحب شركة "كونغ فو ين غه"، توارثت عائلته صناعة الأختام. وحول الحفاظ على الفن التقليدي لعائلته، عبر تشانغ عن رأيه الخاص قائلا "درست تكنولوجيا المعلومات وأعتقد أنه لن يتم تجسيد قيم فن الأختام بصورة كاملة إلا من خلال إنشاء علامة تجارية خاصة بها وتحويل هذا الفن التقليدي إلى صناعة حديثة وإلا فسيواجه هذا الفن مشكلة في التوارث". لذا أسس تشانغ كاي شركة "كو فو ين غه" في عام 2014 لبيع الأختام عبر الإنترنت، وفتح متاجر خاصة بالأختام ومنتجات الثقافة الكونفوشيوسية على عدة مواقع كبيرة للتسوق الإلكتروني.

وإلى جانب تسويق الأختام والحرف اليدوية، اتفق تشانغ أيضا مع الحرفيين في القرية على بيع منتجاتهم عبر الإنترنت، وقال أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني في القرية كونغ شيانغ لونغ لمراسلنا إن تشانغ نظم تدريبات للسكان المحليين الذين يرغبون في إنشاء المتاجر الإلكترونية كما وفرت شركته أكثر من 200 فرصة عمل لسكان القرية، حيث شهد قطاع الحرف الشعبية في القرية تطورا وازدهارا وبدأ الشباب في تعلم صناعة الأختام وذلك يحقق التوارث لهذا الفن التقليدي في حين يجلب المصالح الاقتصادية أيضا.

ومع مشاركة السكان المحليين شهدت منتجات تشانغ كاي تنوعا كبيرا في الوقت الذي نالت أختام تشوفو رواجا كبيرا على شبكة الإنترنت. ويرى تشانغ أن سبب زيادة المبيعات يرجع إلى احتياجات الناس الثقافية التي تجسد القيم الثقافية للأختام.

ويعمل تشانغ كاي الآن على تطوير تقنيات التجارة الإلكترونية وصناعة الأختام في نفس الوقت ليجعل قريته قاعدة صناعية شاملة تجمع بين تصنيع الأحجار الخام وصناعة الأختام وبيعها عبر الإنترنت وخدمة التجربة الثقافية. ويعمل في شركته الآن نحو 400 عامل كما أصبحت قريته منشأ كبيرا للأختام ومرفقاتها في الصين وتصدر منتجاتها إلى اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وغيرها من الدول ليحقق مبيعات قيمتها 40 مليون يوان كل سنة.