17 مارس 2017/ شبكة الصين/ "لا يوجد اكتشاف أثري خلال السنوات الأخيرة مثل تلك المعرضة في معرض طرق التجارة في الجزيرة العربية، حيث يمكنها تغيير نظرة الناس إلى تاريخ منطقة قديمة بشكل شامل". هذه العبارة التعريفية لتقدم معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية.. روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور". وتعتبر المنطقة العربية منطقة مليئة بالأسرار بنسبة إلى الشعب الصيني، حيث الإبل والأزياء التقليدية والنفط، ظلت المعالم الرئيسية للعالم العربي في عقل الشعب الصيني، إضافة إلى ما كشفته حكايات ألف ليلة وليلة من أسرار. ويعتبر معرض طرق التجارة في الجزيرة العربية هذا فرصة ثمينة لتسليط الضوء على خبايا العالم العربي وتاريخ الجزيرة العربية للشعب الصيني.

نظم هذا المعرض بإشراف المجلس الوطني الصيني للتراث ومتحف الصين الوطني والمكتب السعودي الرئيسي للسياحة والتراث، وعرض 466 قطعة أثرية قديم ثمينة جمعت من العديد من المتاحف السعودية. وقسم المعرض إلى 4 أجزاء وفقا للعصور المختلفة، وهي "أحجار في أشكال بشرية" من العصر الحجري القديم، و"طريق التوابل" لعصر ما قبل الإسلام، و"طريق الحج" عصر الإسلام، و"نشأة الدولة السعودية" حول التاريخ الحديث للمملكة. وعرضت الآثار الثمينة في جناحين، وزينت بشكل جيد. وكان لون أحد الجناحين هو الأصفر، والآخر هو الأزرق، حيث يمثل هذان اللونين تعايش حضارتي البحر والصحراء معا. ويبدو أن الزوار انتقلوا إلى أجواء العالم العربي البعيد داخل الجناحين. وتشكل "طريق التوابل" الذي ظهر مع ازدهار حركة التجارة، و"طريق الحج" الذي نبع من الإيمان، و"الطريق العربي" الذي يجمع بين التبادل والاندماج، والحرب والسلام، والشجاعة من كل خطوة لأسلاف العرب.

وكانت الصين والمملكة العربية السعودية قد أقامتا العلاقة الدبلوماسية الرسمية في عام 1990، وتعد المملكة أكبر مورد نفط خام وأكبر شريك تجاري للصين في منطقة غرب آسيا وأفريقيا. وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للسعودية للمرة الأولي في عام 2013. وقدمت المملكة مساعدات عينية ونقدية قيمتها أكثر من 60 مليون دولار إلى الصين بعد زلزال ونتشوان عام 2008، واعتبرت هذه القائمة من المساعدات الأكبر التي تلقتها الصين من الخارج.

وأجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية في يناير 2016. واتفق البلدان على الدمج بين مبادرة "الطريق والحزام" و"رؤية 2030". كما اتفقا على دفع حوار الحضارات وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، وتوسيع التعاون والتبادلات في قطاعات الثقافة والتعليم والإعلام والطب والعلوم والسياحة وغيرها. ويعتبر هذا المعرض أحد ثمار التبادل والتعاون الثقافي بين الصين والمملكة. وفي نفس الوقت، يعتبر هذا المعرض الأول لعرض الآثار السعودية القديمة في الصين، ما يجعل منه أهمية استثنائية.