الخرطوم: محمد عبد العزيز

16 مارس 2017 / شبكة الصين / مثلت زيارة الشيخة موزا ناصر لأهرامات البجراوية اشارة قوية للتعاون للمشروع القطري لتطوير الآثار السودانية الذي بدأ منذ سنوات بما يتجاوز 135 مليون دولار بغية ترميم وتطوير الآثار السودانية، لا سيما وأن هناك أكثر من ألف هرم بالسودان هي بمثابة مدافن للملوك وعلية القوم في الحضارات النوبية القديمة، ولفت المدير العام لهيئة الآثار والمتاحف بالسودان د. عبد الرحمن علي الى أن هناك نحو 230 هرما تتميز بالبناء الفوقي تتواجد في مناطق متفرقة في شمال السودان (مروي، والبجراوية، وعمارة، وتمبس)، وتتنوع طريقة البناء للأهرامات السودانية، فمنها المبني بالحجر الرملي، والطوب الأحمر، والأخضر، وحجارة القرانيت.

وأشار عبد الرحمن إلى أن هناك تعاونا بين السودان وقطر لتنمية آثار النوبة بتكلفة تبلغ 135 مليون دولار، ولمدة خمسة أعوام، ويهدف إلى التنقيب عن الآثار واكتشاف ما هو مخبأ لفائدة الحضارة السودانية والعالمية. وأضاف أن المشروع "السوداني القطري" لتنمية الآثار يجسد العلاقات المتميزة بين الشعبين السوداني والقطري، ويعكس الدور الكبير الذي تضطلع به قطر في مجال حماية وتعزيز التراث العالمي والإنساني، ودعم المبادرات في مجال حماية وتعزيز التراث الثقافي للشعوب. وزاد أن هذا المشروع يعد عملا استراتيجيا للآثار السودانية، وله مردود ثقافي واجتماعي واقتصادي كبير.

ومنذ عام 2013 انطلق المشروع لترميم (100) موقع أثري بالولاية الشمالية ونهر النيل بمبلغ قدره 135 مليون دولار، ووفقا للمشروع فأن قطر ستتبنى ترميم الآثار بتقديم الاستشارات العلمية للمركز القومي للآثار وتأهيل المتحف السوداني القومي وإعادة ترميم التحف فيه للحفاظ على مقتنيات البلاد الثمينة من الاندثار، بالإضافة إلى تأسيس وإنشاء أكبر مجمعين في ولاية نهر النيل بأحدث البنى التحتية للأعمال الاستكشافية والأثرية لغرض الترميم والسياحة والعمل على تأهيل الكوادر السودانية والقطرية مما يعكس أهمية التعاون المشترك، فضلا عن جهود للحصول على أرشيف من المعهد الألماني للآثار يحوي كل ما يختص بهذه الآثار للمهندس المعماري الألماني الراحل فريتز هنكل، الذي عمل لأكثر من 4 عقود في خدمة الآثار من السودان وخاصة مشروع ترميم أهرامات مروي، علاوة على الاتفاق مع مؤسسات علمية مرموقة، وقنوات إعلامية مثل ناشيونال جيوغرافيك ومصورين عالميين مثل المصور البريطاني بيتر ساندرز للتوثيق لهذا المشروع.

فى ذات السياق قالت الكاتبة الصحفية عواطف عبد اللطيف إن الدعم القطري سيحدث تطورا هائلا لآثار النوبة التي ظلت مغمورة كما سينشط القطاع السياحى السودانى الواعد بالنمو فى اطار جهود الحكومة لتنويع مصادر الدخل وتفعيل الاستثمارات، وأضافت عواطف أن هذا التعاون القوى يسير فى اطار الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين قطر والسودان حيث تضم منطقة النوبة والتى شهدت حضارة ثرية على آثار ضخمة وهى معرضة لتغييرات مناخية مهددة بالاندثار ومن شأن هذه الجهود احياء تراث غنى يقدم للعالم حضارة غنية يشار لها بالبنان وتحلق بآفاق الاستثمار السياحي الى مراتب متقدمة .

ويتفق مع ما سبق المدير العام للمركز السوداني للإعلام السياحي محمد عبد القادر ويري أن الدعم القطري يمثل أكبر تمويل فى تاريخ الآثار السودانية وهو ما سيمنحها دفعة قوية ويسهم فى المحافظة على القيمة التاريخية لها عبر الترميم والتأهيل ودعم البحوث والنشاط الأثري، ولفت عبد القادر الى أن زيارة الشيخ موزا لأهرامات البجراوية لفتت أنظار العالم للتراث الحضاري الموجود في السودان.

 

 

-----------------------------------------------

الآراء الواردة في المقال تعكس آراء الكاتب فحسب، و ليس الشبكة