نافذة على الجمال

في بداية تأسيس المشروع، لم تكن أعمال الفندق مزدهرة، فوظف بادما دورجي متخصصين من ألمانيا والنمسا ودول أخرى لإدارة الفندق، ومع ذلك لم تكن النتيجة مرضية. في عام 2003، قرر بادما دورجي أن يدير الفندق بنفسه، فأقام في الفندق ليكون على تواصل دائم مع العاملين، ويدربهم على التعامل الهادئ وإعطاء الزوار تجربة مميزة لثقافة المنطقة المأهولة بأبناء قومية التبت. وبفضل جهودهم المشتركة، ازدهرت أعمال الفندق. وظف عددا من العارفين بالثقافة التبتية لإطلاع النزلاء على عقيدة وثقافة وتاريخ قومية التبت. قال، "أود أن يشعر ضيوفنا بلطف الثقافة التبتية وطريقة حياة أبناء قومية التبت المندمجة مع الطبيعة".

مع زيادة شهرة فندق سونغتسان ليوقو، أعرب كثيرون عن رغباتهم في الاستثمار فيه، ولكن بادما دورجي رفض، لإيمانه بأن الموارد السياحية لولاية ديتشينغ نادرة في العالم، وإذا لم يجد الطريقة المثلى لتوظيفها، فإن تركها للأجيال القادمة أفضل من اتخاذ خطوات متسرعة لكسب المال.

في عام 2006، وجد بادما دورجي شريكا له نفس التطلعات. استلهاما من الموقع الجغرافي للفندق في منطقة الأنهار الثلاثة المتوازية (نهر جينشا ونهر لانتسانغ ونهر نوجيانغ)، أراد أن تكون فنادقه على غرار محطات خيالة البريد في العصور القديمة، لكل محطة سمات مختلفة.

خلال حوالي عشر سنوات من عام 2001 إلى عام 2009 لم يقم بادما دورجي بأي دعاية أو ترويج للفندق، بل قام بالدراسة والتجربة. وفي عام 2009، افتتح فندق سونغتسان لينكا على شكل برج المراقبة القديم، في جبل مقابل معبد سونغتسانلين. ومنذ عام 2011، تم على التوالي افتتاح أربعة فنادق بماركة سونغتسان في وسط ولاية ديتشينغ.

المسافة بالسيارة من "شانغريلا" إلى بلدة بنتسيلان على ضفة نهر جينشا تستغرق ساعة تقريبا. في نفس المكان الذي كان يمر به طريق تشاما (الشاي والخيل)، يقع فندق سونغتسان بنتسيلان في قرية صغيرة، تحتضن بضع عشرة أسرة. هذا الفندق الذي تطل نوافذه على حقول أبناء القرية، يرتبط بخارجه عبر طريق ممهد بالحصى.

من بلدة بنتسيلان يجتاز المسافر جبال باما، حتى يصل إلى محافظة دتشين على ضفة نهر لانتسانغ. يأتي الزوار إلى هذا المكان للتمتع بجمال جبل ميلي المغطى بالثلوج. يعتز بادما دورجي كثيرا بموقع فندق سونغتسان ميلي، حيث يرى المرء مشهد جبل ميلي الساحر المغطى بالثلوج بمجرد أن يفتح نافذة الفندق.

السير باتجاه الجنوب على امتداد وادي نهر لانتسانغ، يقودك إلى قرية تسيتشونغ. في بداية القرن الماضي، جاء مبشر فرنسي إلى هنا وبنى كنيسة كاثوليكية. يفصل بين فندق سونغتسان تسيتشونغ والكنيسة مسافة لا تتجاوز مائتي متر. من نافذة الفندق، ترى مزرعة للعنب ملفوفة بالسحاب والضباب. تقريبا كل أبناء قرية تسيتشونغ يزرعون العنب، وتجيد هذه القرية الواقعة على ارتفاع ثلاثة آلاف متر عن سطح البحر، صنع نبيذ العنب بطريقة خاصة.

أربع ساعات فقط بالسيارة تأخذك إلى ناحية تاتشنغ، حيث يوجد كهف الراهب البوذي بوديدارما المشهور. يقع فندق سونغتسان تاتشنغ بين القرى والحقول المدرجة والجبل والأنهار.

تشكل سلسلة فنادق سونغتسان خطا سياحيا دائريا رائعا، مركزه "شانغريلا".