Home |
arabic.china.org.cn | 17. 06. 2016 |
17 يونيو 2016 /شبكة الصين/ في حين تحدث ملياردير العقارات دونالد ترامب المرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية عن بناء "جدار عازل" لمنع دخول المهاجرين المكسيكيين غير الشرعيين، تدفقت دفعات من المهاجرين من أصل لاتيني في هدوء إلى مدينة ميامي بولاية فلوريدا جنوب البلاد ليشكلوا أغلبية السكان المحليين. وغالبا ما تتلقى فئة المهاجرين تعليم جيد وتكون ظروفهم الاقتصادية ميسورة. فإضافة إلى التمتع بالشمس والشاطئ والبحر، اشتروا منازل فخمة بها أحواض سباحة وأرسلوا أطفالهم إلى أفضل المدارس، ويبدو أنهم قد "سيطروا" على الطبقة الوسطى والعليا للمجتمع المحلي، حيث أصبحت اللغة الإسبانية متداولة في معظم أنحاء المدينة.
ويبلغ عدد سكان ميامي حاليا 25 مليون نسمة، منهم 51% ولدوا خارج البلاد ويمثل عدد الأمريكيين من أصل لاتيني نحو 70% من سكان المدينة. وقال بروفسر علم المجتمع بجامعة فوريدا الدولية غييرمو غري بونيل إن الكوبيين أول دفعة من اللاتينيين الذين تدفقوا إلى ميامي وذلك بسبب الأزمة السياسية في عام 1959 وبعدهم هاجر إليها دفعات من المهاجرين الجدد من مختلف دول أمريكا اللاتينية وقد انتقل نحو 100 ألف من اللاتينيين من الطبقة الوسطى إلى ميامي من كولومبيا والأرجنتين وفنزويلا والبرازيل وغيرها من الدول.
وأشار بونيل إلى أن نحو ربع أصحاب الشركات في ولاية فوريدا من أصل لاتيني، مقارنة مع المناطق الأمريكية الأخرى، ويمتلك الأمريكيون من أصل لاتيني في ميامي المزيد من الحق في الكلام ويحتلون الطبقات العليا في المجتمع.
وتدعى الفئات التي تناشد فرض القيود على الهجرة والتي ينتمي إليها ترامب، أن العدد الكبير من المهاجرين يفرض أعباء على الاقتصاد الأمريكي ولكن يرى السكان المحليون في ميامي أن أكثر ما جلبه المهاجرون هي الفرص التجارية ويعتبر قطاع العقارات من أبرز القطاعات التي استفادت منهم.
أظهرت إحصاءات جمعية وكلاء العقارات بميامي أن الأجانب أنفقوا 6.1 مليار دولار في شراء العقارات بالمدينة العام الماضي ليمثل هذا المبلغ 36% من إجمالي مبيعات العقارات. وعلى الصعيد الوطني، فإن إسهامات الأجانب تمثل 8% فقط من إجمالي مبيعات العقارات للولايات المتحدة ويعتبر البرازيليون أكبر فئة لمشتري العقارات في ميامي ويليهم الفنزويليون والأرجنتينيون.
وأصبحت الحياة الاقتصادية والاجتماعية في ميامي تتسم بالمزيد من الطابع اللاتيني على نطاق واسع حيث أصبح المطعم المكسيكي الراقي "Cantina La Veinte00" وسط المدينة مكان اجتماع المشاهير من مختلف الأوساط ووجهة سياحية مفضلة لدى السياح من مختلف الدول لتذوق أطعمة ميامي اللذيذة.
من جهة أخرى لقد تغيرت مواقف المستهلكين حيث كانت فئة الأغنياء من مختلف الدول تسعى لامتلاك العقارات في باريس ولندن ونيويورك وغيرها من المدن العالمية الكبرى ولكن أفكارهم قد تغيرت. ففي الماضي إذا أردت زيارة محلات شانيل تذهب إلى باريس وإذا أردت تناول شريحة اللحم في مطعم سميث – ينسكي، تذهب إلى نيويورك، ولكن اليوم تجد كل هذه الأشياء في ميامي، فضلا عن الجو المعتدل الجميل. كما أصبحت الشركات الأجنبية العاملة في ميامي حساسة إزاء تزايد عدد الأثرياء من أصل لاتيني. فقد فتح مصنع الأثاث "Artefacto" محلات في البرازيل وميامي، وقال الرئيس التنفيذي للشركة بول بوكي إنه لاحظ أن زبائنه يقبلون على المزيد من قطع الأثاث التي تناسب المنازل الكبيرة، وذلك يدل على أنهم قرروا الإقامة بشكل دائم في المنطقة.
وأشار قطاع السياحة إلى أن السياح من أمريكا اللاتينية بدؤوا يقضون وقتا أطول في ميامي فكانوا يبقون فيها لأسابيع والآن لأشهر. وبالنسبة للأثرياء من أمريكا اللاتينية، فإن الحياة في ميامي لم توفر لهم التسهيلات بل أيضا الشعور بالأمن حيث يمكنهم إظهار ثروتهم كما يريدون دون القلق من الخطف والسرقة والابتزاز كما يحدث لهم في بلادهم.
انقلها الى... : |
|
||
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |