4 فبراير 2015 / شبكة الصين / قرر الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران في أوائل الثمانينات من القرن الماضي تحديث وتوسيع متحف اللوفر الذي يعتبر مستودع الفنون المشهور في العالم. وبناء على ذلك طلبت الحكومة الفرنسية تصميمات من المعماريين المشهورين في فرنسا والدول الأخرى.
ودعا الرئيس ميتران بنفسه في نهاية المطاف 15 مديرا للمتاحف المعروفة في العالم لاختيار التصميم الفائز. واختار 13 منهم بالاجماع تصميم ايوه مينغ بى، وهو معماري أمريكي من أصل صيني، واقترح بناء هرم من الزجاج مع مواد حديثة بساحة نابليون في متحف اللوفر.
وكان المعماري ايوه مينغ بى قد اقتبس تصميمه من شكل الأهرام في مصر القديمة واستخدم الزجاج كمواد بناء. وليست للهرم الزجاجي مساحة سطح صغيرة فحسب، بل يمكنه عكس السماء المتغيرة في باريس، ويوفر إضاءة جيدة لمنشآت تحت الأرض. وحقق تصميم المعماري ايوه مينغ بى نجاحا كبيرا في حل سلسلة من المشاكل الصعبة التي كان يواجهها تعديل القصر القديم الى متحف حديث للفنون الجميلة. وزعم المعماري ايوه مينغ بى "أن الهرم الزجاجي يتنبأ بالتيار في المستقبل ويجعل متحف اللوفر يحقق الكمال."
ويصل ارتفاع الهرم الزجاجي الى 21 مترا وعرض قاعدته 30 مترا. وتتكون جوانبه الأربعة من 673 معينا من شرائح الزجاج. وتبلغ مساحة السطح نحو 2000 متر مربع. وقد استخدمت في بنائه 105 أطنان من الزجاج و95 طنا فقط من الهيكل المعدني. وحقا قد نوّر هذا الهرم الزجاجي متحف اللوفر ومدينة باريس معا. وبفضله، أصبحت خطط زيارة الجمهور أكثر معقولية. مثلا، يمكن للزوار الذهاب مباشرة من مدخل الهرم الزجاجي إلى القاعة المفضلة لهم. أما في الماضي، فكان يجب عليهم الالتفاف لسبع أو ثمانمائة متر والمرور بعدة قاعات لكي يصلوا الى القاعة المفضلة. وبشكل عام، تشغل مساحة الخدمات اللوجستية في المتحف الحديث نحو نصف مساحته الاجمالية. وقبل التحديث، كانت 20% من مساحة متحف اللوفر تستخدم كمساحة للخدمات اللوجستية. وبعد بناء هذا الهرم وتحديث المتحف، توفرت في متحف اللوفر مساحة كافية للخدمات، من ضمنها قاعة استقبال كبيرة ومكاتب وغرف تخزين ومكاتب تذاكر ومكتب بريد ومطعم وغرف لتبديل الملابس وصالات استراحة وغيرها. ويمكن لمتحف اللوفر أن يقدم لزواره خدمات أكثر تكاملا.