النص الكامل لخطاب رئيس المؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى
بواو ، هاينان 23 ابريل/شينخوانت/ فيما يلى النص الكامل لخطاب رئيسى القاه رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى جيا تشينغ لين فى المؤتمر السنوى لمنتدى بواو الاسيوى لعام 2005 اليوم /السبت/:
بناء اسيا منسجمة ومزدهرة من اجل تحقيق تعاون شامل
- - خطاب رئيس المؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى جيا تشينغ لين فى المؤتمر السنوى لمنتدى بواو الاسيوى لعام 2005
بواو 23 ابريل من عام 2005
الضيوف الكرام،
الاصدقاء،
السيدات والسادة،
فى موسم الربيع المزدهر هذا، يجتمع فى بلدة بواو الجميلة هذه الكثير من الاصدقاء من جميع انحاء اسيا والعالم. ونيابة عن الحكومة الصينية، دعونى ابدأ بتهنئة حارة بانعقاد هذا الاجتماع وبالاعراب عن خالص ترحيبنا بجميع اصدقائنا.
ويعد المجىء لحضور هذا الاجتماع الذى يعقد مرة فى العام امرا له مغزى كبير بالنسبة لنا جميعا. هنا، نرسم خططا للتنمية فى جميع انحاء اسيا، ونستكشف الطريق من اجل التعاون وتجديد شباب اسيا، ونرسم مستقبل اسيا سلمية ومزدهرة. ويعد حضورنا هنا دليلا اخر على الرغبة المتقدة لدى الدول الاسيوية فى تحقيق تعاون اوثق ومتكافىء.
وتواجه اسيا حاليا فرصة تاريخية من اجل التنمية. وما زال السلام والتنمية هما الموضوعان المسيطران على العصر، واصبح السعى لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية والتعاون الامل المشترك لجميع الشعوب الاسيوية. وفى ظل خلفية عولمة اقتصادية اخذة فى التزايد، نجحت الكثير من الدول الاسيوية فى اعادة هيكلة اقتصادياتها، وسرعت من رفع مستواها الصناعى، وارتقت بمستوى العلوم والتكنولوجيا، وحافظت على قوة دفع للتنمية. وفى عملية التكامل الاقليمى، وجدت الدول الاسيوية نفسها تعتمد على بعضها الاخر بصورة متزايدة مع حوار وتنسيق اوثق، وتحسن واضح فى القدرة على مواجهة المخاطر، من خلال شبكة تعاون اقليمية اخذة فى الازدهار. وفر كل ذلك ارضية صلبة وظروفا مواتية لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية والتعاون فى اسيا.
وفى الوقت نفسه، علينا الا نتجاهل الصعوبات والتحديات الهائلة التى ما زالت تواجه اسيا. ان النزاعات التاريخية والصراعات الحالية تؤدى لتراجع الثقة المتبادلة بين دول بعينها. لقد اجتمعت التهديدات الامنية التقليدية وغير التقليدية، التى تتدرج من المناطق الاقليمية الساخنة والارهاب وحتى الجرائم العابرة للقوميات، لتسهم فى عدم استقرار اسيا. كما ادت مشكلات اخرى مثل التدهور البيئى، والكوارث الطبيعية، والامراض المعدية، واتساع فجوة الثراء الى تراجع التنمية فى اسيا. وما زالت المهمة الهائلة امام الدول الاسيوية هى الحفاظ على السلام والاستقرار فى المنطقة وتحقيق ازدهارها.
علينا نحن الدول الاسيوية، التى تواجه فرصا وتحديات، مواكبة تيار التاريخ، واغتنام الفرص، والعمل فى وحدة من اجل شق طريق من التعاون المفيد للجانبين لبناء اسيا منسجمة تتعايش فيها الدول فى ود من الناحية السياسية، وتتفاعل على قدم المساواة، وتحقق تعاونا متبادل المنفعة من الناحية الاقتصادية، وثقة متبادلة من خلال تنسيق وثيق فى امور الامن، وتكمل كل منها الاخرى من الناحية الثقافية. ومن اجل تحقيق هذه الغاية، نقترح ان نقوم نحن الدول الاسيوية بمساعى فى الاوجه التالية:
اولا، علينا السعى للحفاظ على السلام والاستقرار. ان السلام هو الشرط الاساسى للتنمية. ويتحتم علينا السعى لايجاد ارضية مشتركة بينما نطرح الخلافات جانبا ونعيش مع الاخر فى انسجام على اساس المبادىء الخمسة للتعايش السلمى. وعلينا نبذ عقلية الحرب الباردة وننمى مفهوما امنيا يتسم بالثقة المتبادلة، والمنفعة المتبادلة، والمساواة، والتعاون. وعلينا ان نتعامل بصورة مناسبة مع القضايا المعلقة التى خلفها التاريخ والصراعات الحالية على المصالح من خلال الحوار والتشاور اخذين فى الاعتبار مصالح ومخاوف الجانبين.
ثانيا، علينا السعى لتعزيز التنمية المشتركة. فالتنمية هى الحل الاساسى لجميع انواع المشكلات. وعلينا دائما ان نجعل التنمية من اولوياتنا ونحسن على الدوام من مستوى معيشة شعبنا. ويتعين ان تهدف التنمية الى تدعيم الاخر وتحقيق نتائج متكافئة. ويتعين ان تجعل الدول مفتوحة بدلا من ان تكون مغلقة امام بعضها الاخر. ويتعين ان تقدم منافسة متكافئة بدلا من ان تسمح للدول بالتربص ببعضها البعض. وعليها ان تفسح المجال كاملا امام التكامل المتبادل لقوة الاخر بدلا من ان تدفع مصلحة جهة على حساب الاخرى.
ثالثا، يتعين علينا السعى لدفع التعاون الشامل قدما. ان التعاون هو سبيل رئيسى لتحقيق التنمية المشتركة. وعلينا ان نتخذ من التعاون التجارى والاقتصادى المحرك لتحقيق التعاون فى المجالات السياسية والامنية والاجتماعية والثقافية وغيرها من المجالات. وعلينا ان نبدأ بالتكامل الاقتصادى ونطبق تدريجيا اطارا اساسيا وعريضا وذا طابع مؤسسى للتعاون الاقليمى.
رابعا، علينا احترام التنوع. وتقدر اسيا الانسجام الثقافى منذ قديم الازل. ولا يتعين ان تقف الاختلافات فى الايديولوجيا او النظام الاجتماعى او الدين اوالثقافة عقبة فى طريق الاتصالات، ولكنها اصبحت قوة محركة لتحقيق تفاعل اكبر بين الدول الاسيوية. وعلينا احترام حق كل دولة فى اختيار طريقها للتنمية ومعارضة التمييز والتحيز. علينا زيادة الفهم المتبادل من خلال التبادلات وتحقيق تقدم مشترك من خلال التنافس المتبادل.
فى السنوات العشرين الماضية ويزيد منذ ان طبقت برامج الاصلاح والانفتاح، حققت الصين تقدما ملحوظا فى التنمية الاقتصادية، مما ادى الى قفزة تاريخية للامام فى مجال الانتاجية الاجتماعية والقوة الوطنية الشاملة. وفى عام 2004، وصل اجمالى الناتج المحلى للصين الى 1.65 تريليون دولار امريكى بحجم تجارة خارجية يتجاوز 1.15 تريليون دولار امريكى واحتياطى نقد اجنبى يتجاوز 600 مليار دولار امريكى. وتم بشكل اساسى تطبيق اقتصاد سوق اشتراكى. وباجمالى ناتج محلى للفرد يتجاوز الف دولار امريكى، والصينيون ككل يتمتعون بالازدهار المعتدل فى حياتهم مع تقدم فى جميع الاوجه الاجتماعية فى البلاد. غير اننا ندرك بصورة واقعية ان امامنا طريق طويل ومتقلب لنقطعه اثناء محاولتنا تحديث الصين بالنظر الى عدد سكانها الضخم وقاعدتها الاقتصادية غير الملائمة والتنمية شديدة التفاوت بها.
وتمر الصين الان بمنعطف حاسم من مسيرة التحديث. وبناء على خبرات الدول الاخرى، فان الفترة التى يرتفع خلالها اجمالى الناتج المحلى للفرد فى البلاد من الف دولار امريكى الى 3 الاف دولار امريكى تكون عادة مصحوبة بقوة هائلة وامكانات للتنمية ومفعمة فى الوقت نفسه بصعوبات ومخاطر كبيرة. وقد قدم العالم قصص نجاح واخفاقات مريرة عندما يتعلق الامر بالتنمية فى غضون فترة كهذه. وحققت بعض الدول بفضل السياسات والاجراءات الصحيحة نموا اقتصاديا سريعا مصحوبا باستقرار وتقدم اجتماعيين. وعانى البعض الاخر من ركود اقتصادى طويل وعدم استقرار اجتماعى بسبب السياسات والاجراءات المضللة. ولكى نستعد بصورة افضل لمواجهة جميع المشكلات المصاحبة لهذه الفترة من التنمية، علينا وضع مفهوم علمى للتنمية يعطى للشعب الاولوية ويشجع على تحقيق تنمية شاملة ومنسقة ومستدامة والتأكد من ان المفهوم يطبق بجد فى جميع اوجه الحياة الاجتماعية الاقتصادية فى الصين.
يحتاج المفهوم العلمى للتنمية الى ان نولى اهتماما وثيقا بجودة افضل وكفاءة فى النمو الاقتصادى بينما نركز على مهمتنا الرئيسية للتنمية الاقتصادية ونضمن معدل نمو مرتفع نسبيا. وسنمضى قدما فى تنفيذ برامجنا للاصلاح والانفتاح على اساس ضمان تحقيق تنمية متوازنة بين مناطق الحضر والريف، وبين المناطق المختلفة، وبين التقدم الاقتصادى والاجتماعى، وبين الانسان والطبيعة، وبين التنمية المحلية والانفتاح على العالم الخارجى. وعلينا الالتزام باسلوب" الشعب اولا"، والاتحاد مع جميع القوى التى يمكننا الاتحاد معها، وافساح المجال امام جميع العوامل الايجابية، وتحفيز جميع القوى الابداعية للمجتمع. وعلينا التعامل على نحو مناسب مع مصالح القطاعات المختلفة، حتى يمكن ان تقتسم جميع الدول ثمار الاصلاح والتنمية.
ان الحفاظ على تنمية اقتصادية صحية وسريعة ومنسقة، وتحقيق تحديث اشتراكى، وبناء مجتمع منسجم ونشط يتسم بالديمقراطية وحكم القانون والعدالة والامانة واللياقة والاستقرار والنظام، مجتمع يعيش فيه الانسان والطبيعة كصديقين فى بلد مثل الصين التى يصل عدد سكانه الى 1. 3 مليون نسمة يعد انجازا غير مسبوق. فنحن لن نواجه صعوبات او مشكلات اقل بينما نمضى قدما، بل ستكون هناك تحديات جديدة. ولكننا واثقين فى قدرتنا على تجاوزها والوصول الى هدفنا المحدد بانتصار. السيدات والسادة،
ان التنمية فى الصين مرتبطة بصورة وثيقة بازدهار اسيا. ونحن نتعهد بتنمية علاقات تقوم على حسن الجوار وشراكة بالعمل المستمر من اجل تعميق علاقاتنا الودية وتعاوننا متبادل المنفعة مع الدول الاسيوية الاخرى وضمان تحقيق تقارب وثيق بين مصالحنا والمصالح المشتركة لجميع الدول الاسيوية ودمج تنميتنا بالتنمية المشتركة لاسيا كلها. وتبدأ الصين حاليا، وهى بالفعل اكبر مستورد فى اسيا، فى اظهار امكاناتها كمستثمر كبير جديد ومصدر للسائحين المسافرين الى الخارج. وقدمت الصين، التى تكرس نفسها لتعزيز التعاون الامنى متعدد الاطراف فى المنطقة وتسهيل التسوية السلمية فى المناطق الاقليمية الساخنة، اسهامات للسلام والاستقرار فى المنطقة. كما اسهمت بحصتها فى التكامل الاقليمى وذلك بالمشاركة بصورة فاعلة فى التعاون الاقتصادى الاقليمى بمنطقة اسيا.
ان التنمية فى الصين تنمية سلمية. والامر المترسخ فى تاريخ الصين هو تقليد ثقافى يحترم الوعود ويعزيز الانسجام بين جميع البلدان. والاذلال والاستئساد الذى تعرض له الصينيون فى الماضى جعلهم يحرصون بشدة على سيادتهم وسلامهم واستقرارهم. ففى الوقت الحالى، تعتبر التنمية ذات اهمية طاغية. سنبقى على طريق التنمية السلمية، مكرسين جميع مواردنا لتحقيق التنمية. فلا يوجد سبب او امكانية لان نهدد احد. وحتى اذا اصبحت الصين اكثر تقدما فى المستقبل، فانها لن تسعى ابدا الى الهيمنة. هذا هو تعهدنا الجليل الذى لن نغيره. ان وجود صين مستقرة ومنفتحة ومزدهرة سيقدم اسهامات اكبر للسلام والتنمية. السيدات والسادة،
ان بناء اسيا منسجمة ومزدهرة وجعل تجديد شبابها فى القرن الحادى والعشرين حقيقة هو الهدف المشترك لجميع الشعوب الاسيوية. كما انها مهمة تمثل تحديا امامنا. دعونا نتعاون فى بذل جهد افضل من اجل رفاهية جميع الشعوب فى اسيا، ومن اجل السلام والازدهار فى جميع الدول الاسيوية، ومن اجل مستقبل اسيا. شكرا لكم!
شبكة الصين / 25 إبريل 2005 /
|