ماذا يعني القرد بالنسبة لك؟

مع اقتراب عيد الربيع الصيني يرى الناس في الشوارع، هنا وهناك، علامات وشعارات للقرود.

وفقا لعلم الفلك الصيني (السنوات تتوافق مع 12 حيوانا مختلفا)، العام القادم هو عام القرد.

وبشكل عام تعتقد قومية الهان، وهي الأغلبية في الصين، أن القرد حيوان فطين ومحظوظ. وعندما يصف الصينيون شخصا بأنه "قرد" فإن ذلك يعني أنه بعيد النظر بارع إلى حد بعيد.

ونطق كلمة قرد باللغة الصينية "هوه" هو نفس نطق الكلمة التي تعني "المسئول الكبير"، ومن هنا كان الذين يأملون في الترقي يشبهون بهذا الحيوان. كان ذلك في الزمن القديم.

وفي لوحات الرسم يظهر القرد كثيرا، ومن ذلك قرد جالس على شجرة قيقب، أو قرد يمتطي جوادا، أو قرد يقف على كتف قرد آخر. كل هذا يعبر عن التمنيات بالترقي إلى وظيفة حكومية أعلى.

الملك القرد

الولع بالقرد بين الصينيين قد يكون سببه أيضا انتشار رواية "الملك القرد"، وهي واحدة من أعظم أربعة أعمال أدبية في تاريخ الصين، كتبها وو تشنغ إن في فترة أسرة مينغ (1386 – 1644).

في هذه القصة الخيالية التي تحكي أحداثا من فترة أسرة تانغ (618 – 907) القرد سونغ ووكونغ، مع اثنين آخرين من الأرواح البغيضة، يصحبون راهبا كريما إلى الغرب للبحث عن سكياموني البوذي.

في رحلتهم الطويلة المقدسة، التي استمرت سنوات عديدة، واجهوا 81 شريرا وخطرا. سون يمتلك قدرات سحرية تمنه من التغلب عليها جميعا. هذا القرد اكتسب مكان بطل القوة الأسطورية في كل عقل صيني.

بل إن هناك مجموعة في الكونغ فو الصيني تسمى "هوه تشيوان" أي ملاكمة القرد تقلد إشارات وحركات القرد في مهاجمة الأعداء.

كما أنه كان هناك أيضا مطبخ صيني يحتوي على أكل مخ القرد الحي، وقد اصبح هذا نادرا لغاية هذه الأيام.

كان القرد يقيد من رأسه ثم يكسرها الطهاة بينما الحيوان مازال حيا. بعد ذلك يصب الطهاة بعضا من الحساء أو الزيت داخل الرأس، لجعلها ما كان يسمى الطبق الأشد لذة. الآن الحكومة تحظر هذا لحماية الحيوانات البرية كما أن معظم الصينيين لا يحتملون فكرة هذا النوع من اللحوم.

غموض الحيوان

الناس من ذوي المعتقدات الشعبية يبدو أنهم لا يحبون عام القرد، والذي يرتبط مع عام الكلب بالكوارث والحصاد البائس.

العام السيئ الآخر هو عام الغنم، مثل عام 2003. العديد من الأمهات لا يفضلن وضع طفل، وخاصة البنات، العام الماضي لأن مصير أطفال عام الغنم الحياة البائسة.

على النقيض من هذا العام الجيد هو عام الخنزير.

لا توجد سجلات دقيقة حول بداية العمل بالتقويم الصيني . أقدم وصف للتقويم الصيني جاء في فترة أسرة هان الشرقية (25-220). ويبدو أن ميلاد سنوات الحيوانات كان مرتبطا بفهم الناس للفلك.

العدد 12 كان يعتقد أنه عدد له علاقة بالعناية الإلهية. قبل أن يعرف الناس وسيلة لقياس السنين لاحظوا أن 12 دائرة من ظهور واضمحلال القمر تشكل عاما.

وكان اليوم يقسم إلى 12 "شيتشن" (كل "شيتشن" تساوي ساعتين).

ابتداء من الصباح الباكر كان كل "شيتشن" يعبر عنه بحيوان. خلال كل فترة ساعتين كان الحيوان المعني يعتبر الأكثر نشاطا.

أبكر ساعتين (12 ظهرا إلى الثانية بعد الظهر) كانت للفأر، الذي يخرج بحثا عن الطعام، يتبعه الماشية لتبدأ العمل في الحقول قبل الفجر، ثم النمر وهكذا.

القرد يكون نشيطا من الرابعة بعد الظهر إلى السادسة بعد الظهر. ومن بين الحيوانات جميعا التنين هو الحيوان الخيالي الوحيد.

هذه الحيوانات الإثنا عشر كانت تستخدم في التعبير عن السنوات على التوالي، تبدأ بالفأر وتنتهي بالخنزير.

كثير من القصص رويت حول كيفية اختيار الحيوانات، ولكنها تشكلت منذ قديم الزمان، فقد صاغت أجيال من الصينيين قصصا فلكلورية قديمة.

في الصين وبالنسبة للصينيين في الخارج تشكل السنون الإثنا عشر "جي" و"جون" وهما دائرة متكاملة للزمن.

شبكة الصين / 14 يناير 2004 /