المسلمون في هونغ كونغ

دخل دين الإسلام إلى هونغ كونغ عبر دول جنوب شرقي آسيا في أواسط القرن السابع عشر الميلادي خلال فترة تحكم أسرة تشينغ الصينية. حينذاك، نزل على هونغ كونغ بعض التجار والبحار المسلمين من الهند فكانوا أول مجموعة من المسلمين بها. وفي عام ألف وثمانمائة وأربعين وضعت بريطانيا عينها على هونغ كونغ بسبب تمتعها بميناء طبيعي وممتاز. فأرسلت ست سفن إليه لتستقر فيه بقوة. وكان معظم بحارة السفن مسلمين من الهند وباكستان والبنغلاديش. قد استقر بعضهم في هونغ كونغ مع دينهم وعاداتهم وتقاليدهم الإسلامية.

اليوم، يزيد عدد المسلمين في هونغ كونغ عن خمسين ألفا، وعدد المسلمين الصينيين ثلاثون ألفا فيشكلون ستين بالمائة من إجمالي عدد المسلمين في هونغ كونغ. وجاء أسلافهم من مقاطعة قوانغدونغ وقوانغشي ويوننان ومدينة شانغهاي ونانجينغ وبكين. أما عدد المسلمين الأجانب عشرون ألفا. جاؤوا من باكستان والهند وماليزيا وبنغلاديش وايران وافريقيا وأوروبا وغيرها. بني المسلمون أول مسجد في هونغ كونغ عام ألف وثمانمائة وسبعين، ثم أقاموا مدارس لأبناء المسلمين. وفي أثناء حرب المقاومة ضد الجيش الياباني انتقل إلى هونغ كونغ عدد كبير من المسلمين الذين كانوا يعيشون في مقاطعة قوانغدونغ من بر الوطن الرئيسي. وبعد الانتصار في الحرب انتقل كثير من المسلمين من مدينة شانغهاي ومدينة نانجينغ ومدينة بكين إلى هونغ كونغ. فهذا الأمر الذي جعل زيادة قوة المنظمات الإسلامية في هونغ كونغ . وفي أوائل الخمسينات من القرن العشرين انتقل عدد كبير من الأئمة والمسلمين من بر الوطن الرئيسي إلى هونغ كونغ فزاد عدد المسلمين الصينيين عن عدد المسلمين الأجانب هناك. فبنى المسلمون الأجانب مسجدا في شارع قولونغ عام ألف وثمانمائة وستة وتسعين، لكي يكون مركزا لهم في هونغ كونغ . وكانت العلاقات الاجتماعية المتنوعة تربط بين المسلمين الصينيين والمسلمين الأجانب فيتزاوجون فيما بينهم ويشاركون في النشاطات الدينية معا. فقد أصبح الدين الإسلامي من الأديان الرئيسية الستة في هونغ كونغ. وبالإضافة إلى ذلك، هناك صداقة تقليدية بين الجمعيات الإسلامية والمسلمين في هونغ كونغ وبين المساجد والمسلمين في بر الوطن الرئيسي. فقد ازداد التبادل بينهم في ظل سياسة الإصلاح والانفتاح في بر الوطن الرئيسي.

ويوجد في هونغ كونغ خمسة مساجد رئيسية. فالمسجد الذي يتمتع بأعرق تاريخ هو مسجد شارع شلي بني في عام ألف وثمانمائة وسبعين ثم أعيد بناؤه في عام ألف وتسعمائة وخمسة عشر. والثاني هو مسجد قولونغ بني في عام ألف وثمانمائة وستة وتسعين وأعيد بناؤه في عام ألف وتسعمائة واثني ثم جمع المسلمون هناك الأموال لتوسيعه عام ألف وتسعمائة وثمانين. إنه يعتبر أكبر مسجد في جنوب شرقي آسيا حتى الآن، يسع المصلى فيه لأكثر من ألفي شخص. الثالث هو مسجد عمرو الذي يعتبر مركزا إسلاميا في هونغ كونغ. والرابع هو مسجد تسينغ وان والخامس هو مسجد تسيتشوو اللذان كان يستخدمهما المسلمون الأجانب من الشرطة في هونغ كونغ.

بسبب مختلف الجنسيات واللغات فشكل المسلمون في هونغ كونغ منظمات إسلامية مختلفة ومستقلة بعضها عن البعض. وأهم المنظمات الإسلامية الرئيسية في هونغ كونغ كما يلي:

جمعية الحب الإسلامية الصينية وهي أول المنظمات الإسلامية في هونغ كونغ. تأسست في عام ألف وتسعمائة وثمانية عشر. وتهدف هذه الجمعية إلى نشر فكرة الحب للإسلام وروح التعاون والتضامن بين المسلمين و تنمية الأعمال الثقافية والتعليمية والأعمال الخيرية.

والجمعية الإسلامية الصينية بهونغ كونغ منظمة كبيرة أخرى في هونغ كونغ. كان اسمها السابق " جمعية بحوث الثقافة الإسلامية الصينية بهونغ كونغ " تحول هذا الإسم إلى "الجمعية الإسلامية الصينية بهونغ كونغ" عام ألف وتسعمائة وتسعة وأربعين. ومعظم أعضاءها من العاملين والخبراء في أوساط الصناعة والتجارة والتعليم والقضاء والصحافة في هونغ كونغ. وبعد تأسيس الصين الجديدة رفعت الجمعية شعار "حب الوطن وحب الدين" محافظة على العلاقات الطيبة بينها وبين بر الوطن الرئيسي ونظمت دائما أعضاءها في زيارات لبر الوطن الرئيسي.

والآن، تزيد التبادلات بين المسلمين في هونغ كونغ وبر الوطن الرئيسي تدريجيا. فبمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لعودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم نقوم مقابلة صحفية خاصة لمسلم جاء من هونغ كونغ. وهو عبر عن تأثره الشديد بهذه المناسبة المباركة، إذ قال:

"إذا تحسن الوطن الأم فتصبح هونغ كونغ أفضل مما كانت عليه!"

إذاعة الصين الدولية



الصفحة الأولى
أخبار في صور
الصين
العالم
المال والاقتصاد
العلم والتعليم
الثقافة والفن
البيئة
السياحة
المجتمع والحياة
المرأة والطفولة
الصين والعالم العربي
HOT LINK
الصين اليوم
<
الصين المصورة
<
وكالة أنباء شينخوا
<
صحيفة الشعب اليومية
<
اذاعة الصين الدولية
<
سفارة الصين لدى مصر
<

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-68326688