الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
عنيبا.. عطاء يتجاوز العرق والعقيدة (صورة)
أسرة واحدة
كان أبناء عنيبا وأبيباو التسعة يشعرون بضيق من تفضيل الأبوين لأخوتهم بالتبني عليهم في كل شيء، ووقوف والدهم دائما إلى جانب الأيتام "الغرباء".
ذات يوم، سألت رحي، أصغر أبناء أبيباو، أباها: "لماذا أتيتم بهؤلاء الأيتام بينما نحن نعاني شظف العيش؟" جلس الأب وقرّْب ابنته منه وراح يحكي لها قصته. قال لها إنه كان يتيما وعانى من قسوة الحياة ومرارتها إلى أن التحق بالجيش الشيوعي. وعندما تقاعد من الخدمة في الجيش في خمسينات القرن العشرين وجد عملا في بلدة تشينغخه، وهناك التقى بعنيبا، التي كانت قد فقدت أبويها قبل وقت غير طويل. ساهمت ظروفهما المتماثلة في التقريب بينهما. وقال الرجل لابنته: "أنا وأمك حصلنا على الكثير من المساعدات السخية من العديد من الناس خلال السنوات الأخيرة، ولم يكن أحد يسأل من أي قومية نحن. كلنا، سواء من قومية هان أو الويغور أو هوي، أسرة واحدة. ربما لم نستطع توفير حياة رغيدة لكم، لكننا على الأقل وفرنا بيتا تستطيعون جميعا العيش فيه وتجدون من تنادونه بأبي وأمي، ولا تشعرون بالوحدة."
تعلمت الفتاة الصغيرة معنى العطاء، ومعنى أن تكون ممتنة.
جزاء الإحسان
كَبُر أبناء عنيبا وأبيباو التسعة عشر، وكلهم يعملون في مهن مختلفة؛ في التعليم والدوائر الحكومية وحتى الأعمال الخاصة. يتذكرون مآثر والديهم، وتزوجوا بأقران من أعراق مختلفة فتعزز التنوع العرقي لهذه العائلة، وصار تقديم العون للمحتاجين من شيمهم الأصيلة. وبعد الحادث المأساوي لوفاة آبين، أخذ أخواه من قومية هوي على عاتقهما مسؤولية تربية ابنته الصغيرة، وهي حاليا على وشك التخرج في الجامعة. في سنة 2007، علمت كريمان، كبرى بنات عنيبا، أن طالبة من قومية القازاق تفكر في ترك الدراسة بعد وفاة والدها ومعاناة أمها التي لا عمل لها، فسارعت بالاتصال بالطالبة ووعدتها بتقديم الدعم المالي لها لتواصل دراستها. وبعد زلزال سيتشوان المدمر سنة 2008، توجهت عنيبا إلى دائرة الشؤون المدنية المختصة، وأعربت عن استعدادها لتبني عدد من أيتام الزلزال. وحذت الكثير من العائلات حذوها.
وخلال أيام، جمع سكان هذه المنطقة النائية المتخلفة تبرعات قدرها أكثر من 3ر1 مليون يوان لمنكوبي زلزال سيتشوان.
أثبتت عنيبا وأبيباو وأبناؤهما أنه بالحب يمكن تخطي حواجز العقيدة واللغة، وملامسة نبع الحنان الإنساني في قلب أي إنسان.
(العدد 10، 2010، مجلة الصين اليوم)
شبكة الصين / 24 أكتوبر 2010 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |