الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

نموذج لمدينة المستقبل في الصين: تنغتو.. قرية ترفض التلوث ودخولها بتذكرة (صور)


جدار الخيزران بجناح تنغتو

من أجل حماية البيئة، تنفق تنغتو أموالا خاصة على مشروعات حماية البيئة والحفاظ على النظام الإيكولوجي بها، ويزداد حجمها أكثر من 20% كل سنة بالمقارنة مع الحجم في السنة السابقة. حاليا، ثلث طرق القرية تضاء بمصابيح صديقة للبيئة تعتمد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وكل بيوت القرية مزودة بسخانات مياه تعمل بالطاقة الشمسية، مما يوفر أكثر من 50 ألف كيلووات/ ساعة من الكهرباء سنويا. إضافة إلى ذلك، القرية بها حمامان بيئيان تخزين مياه المطر تلقائيا، يوفران 5ر9 آلاف طن من المياه كل سنة.

بالقرب من حمامي تخزين الماء، محطة لمراقبة جودة الهواء مزودة بشاشة تظهر بيانات درجة الحرارة والرطوبة وجودة الهواء في القرية. يقول أحد العاملين بلجنة إدارة القرية، إن هذه المحطة لا تساعد الناس على معرفة جودة الهواء بالقرية فقط، بل تنبههم أيضا إلى أهمية حماية البيئة.

في كل بيت بالقرية، يتم تخزين ماء المطر ومعالجة الماء المستعمل، كما يتم جمع ونقل المخلفات والقمامة بشكل موحد. تتم معالجة المياه المستعملة في محطة معالجة بمدينة فنغهوا. يعترف أبناء قرية تنغتو بأنهم اكتسبوا عادات حياة جيدة خلال السنوات الأخيرة، فهم مثلا يعيدون استعمال الماء المعالج ويغسلون ملابسهم يدويا كما تخلوا عن استخدام الأكياس البلاستيكية.

 

اقتصاد إيكولوجي

المدهش أن قرية تنغتو ذات ظروف طبيعية غير مواتية، فوقوعها في مكان منخفض يجعل حقولها عرضة للغرق دائما، لدرجة جعلت الفلاحين يتركون، في أوقات كثيرة، أراضيهم بورا، اعتقادا منهم بأنهم لن يحصدوا منها غير الخسارة. درست لجنة إدارة القرية هذه المشكلة وسبل حلها، واهتدت سنة 1988 إلى فكرة شراء كل الأراضي الزراعية بالقرية مقابل 550 يوانا لكل مو (67ر666 مترا مربعا)، وأنشأت شركة زراعية، كانت بداية التصنيع بهذه القرية.

من أجل استخدام الأراضي استخداما كاملا، شرعت القرية في تنفيذ الزراعة المجسمة، التي تقوم على نصب عرائش العنب فوق برك لتربية الأسماك مع استخدام المساحة بينهما في تربية الطيور. بهذه الطريقة تحجز عريشة العنب الشمس وتتغذى الطيور على ثمار وورق العنب بينما تكون مخلفاتها علفا للسمك. هذه الدورة البيئية المتكاملة حازت إعجاب موظفي الأمم المتحدة الذين زاروا القرية، فأثنوا على تجربة قرية تنغتو في مجال الزراعة الإيكولوجية، وبعد دراسة وفحص دقيق لهذه التجربة أدرجت الأمم المتحدة قرية تنغتو في قائمة "أفضل خمسين منطقة إيكولوجية في العالم"، وهذا شرف لكل أبناء تنغتو.

بعد الاستفادة من الزراعة الإيكولوجية، بدأت قرية تنغتو تتعاون مع الجامعات ومعاهد البحوث لتنمية الزراعة العالية الفعالية. ومن ثمار ذلك، إنشاء قواعد لتربية أنواع جيدة من الخضراوات والفواكه والزهور والأشجار، وأصبحت هذه القواعد منطقة نموذجية لتنمية الزراعة على مستوى الدولة.

منذ تسعينات القرن الماضي، يزداد الطلب على شتلات الشجر في أنحاء الصين، وتزدهر تجارة الزهور والأشجار في قرية تنغتو. بسبب ضيق مساحة الأرض الزراعية بها، أنشأت تنغتو قواعد جديدة كثيرة لتربية الزهور والأشجار في أكثر من عشرين مقاطعة ومدينة، وتحملت مسؤولية التشجير لأولمبياد بكين سنة 2008، وهي صفقة قيمتها التجارية 30 مليون يوان، كما قدمت مائة ألف شجرة لإكسبو شانغهاي 2010.



     1   2   3    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :