الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
نموذج لمدينة المستقبل في الصين: تنغتو.. قرية ترفض التلوث ودخولها بتذكرة (صور)
حي سكني بقرية تنغتو
ستة كيلومترات فقط تفصل قرية تنغتو عن مدينة فنغهوا بمقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين. القرية التي لا تتجاوز مساحتها كيلومترين مربعين، توظف جيدا نمط التنمية الداعي إلى "بناء القرية الإيكولوجية"، فصارت نموذجا لبناء القرى الجديدة في الصين. تنغتو هي القرية الوحيدة في العالم التي اختيرت لتكون ضمن منطقة "أفضل ممارسة حضرية" في إكسبو شانغهاي.
قرية تنغتو في منطقة "أفضل ممارسة حضرية" بإكسبو شانغهاي
حماية البيئة غاية الجميع
وعيُ أبناء تنغتو الإيكولوجي ليس وليد اليوم، وإنما نبتت بذوره في ثمانينات القرن المنصرم، عندما قامت القرية بتجربة لحماية بيئتها الإيكولوجية. آنذاك، كانت "حماية البيئة" و"النظام الإيكولوجي" من المصطلحات الغريبة على قاموس حياة الصينيين، الذين كان مبلغ همهم، في معظم الأحوال، تحقيق الثراء، خاصة في مقاطعة معروفة بالتجارة مثل تشجيانغ.
في منتصف ثمانينات القرن الماضي، أراد مستثمر أجنبي أن يقيم مصنعا للورق في تنغتو، يحقق للقرية دخلا سنويا أكثر من مليون يوان (الدولار الأمريكي يساور 8ر6 يوانات). كان عرضا مغريا، ولكن عمدة تنغتو، فو تشي بينغ، أدرك جيدا أن المشروع المقترح سينتج عنه تلوث شديد للبيئة، فرفضه. والحقيقة أن قرار الرفض من جانب العمدة لم يكن مرضيا أو مقنعا لعدد من أبناء القرية، فقرر الرجل أن يدعو خبيرا من مصلحة حماية البيئة إلى القرية ليشرح لأهلها مخاطر التلوث البيئي. جاء الخبير ومعه فيلم توضيحي فاقتنع الناس وأجمعوا على رفض المشروع وطفقوا يهتمون بحماية بيئة قريتهم.
في سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة وألف، استعانت تنغتو بخبير متقاعد من مصلحة حماية البيئة للإشراف على تأسيس لجنة لحماية البيئة بالقرية، فاعتبرت أول منظمة لحماية البيئة على مستوى القرية في الصين. مهمة اللجنة دراسة وبحث وتمحيص كل مشروع يقام في القرية، ولها الصلاحية الكاملة لرفض أي مشروع لا تتوفر فيه الشروط البيئية. بلغ عدد المشاريع التي رفضتها اللجنة حتى الآن أكثر من خمسين مشروعا، المعظم منها مشروعات ذات عوائد ضخمة ولكنها ملوثة للبيئة.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |