الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
الحيوانات الميمونة في أعمال النحت الصينية (صور)
مجسم بي شيو يوضع دائما أمام بوابات المؤسسات المالية
الأسد الحجري جزء من الثقافة الصينية التقليدية. وفي اللغة الصينية، نُطق كلمة "أسد" (شي) يشبه نطق كلمة "الجيل". وقد تم توظيف هذا التشابه في عمل فني عبارة عن زوج من الأسود يحملان مائة شبل، وهو عمل يرمز إلى الوئام عبر حياة مائة جيل.
شيه تشي، الذي يشبه كبشا بقرن واحد، توضع مجسماته أمام بوابات دور القضاء. تقول الأسطورة إن هذا الحيوان الذي يسمى أيضا دوجياوشو، أي الحيوان ذو القرن الواحد، يمتلك القدرة على تمييز الخير من الشر والمخلص من الخائن، فإذا صادف وزيرا غادرا وظالما، فإنه يسارع إلى صدمه بقرنه ثم يفترسه، وإذا نشب نزاع بين الناس، يشير بقرنه إلى جهة الباطل، بل وينطح الجاني بقرنه فيرديه قتيلا. لهذا يخافه المجرمون ومنتهكو القانون، فهو حافظ العدل والحامي من الشر.
أمام بوابات مؤسسات المال، يوضع مجسم بي شيو، الذي يقال إنه حيوان ميمون ومفترس في آن واحد، يبلع كل شيء ولا يرد شيئا، يجذب الثروة ويدسها في جوفه ولا يعيد منها شيئا. اعتقد الصينيون أن بي شيو طعامه المال، فأحبوه حبا جما وعبروا عن هذا الحب بأعمال فنية نشاهد منها الكثير في مختلف أنحاء بكين. ولأنه يأتي بالحظ السعيد والفأل الحسن، ويطرد الشؤم ويضمن سلامة الأسرة، صار اقتناؤه مفيدا لجمع الثروة وحفظها والمحافظة على الممتلكات.
أبناء التنين التسعة
يقول الصينيون إنهم أبناء التنين وإن أرواحهم معلقة به. حسب الأسطورة الصينية، خالق كل شيء هو بان قو، الذي فصل السماء عن الأرض، وأبو البشر هو فو شي وأمهم هي نيوي وا، وجميعهم تنانين. ويعتقد الصينيون أن التنين ساعد الإمبراطور هوانغ دي، جدهم الأول، في نضاله لتوحيد الصين، كما ساعد الإمبراطور يوي في ترويض الفيضانات فسعد أهل الصين أجيالا بعد أجيال. لهذا، يتمتع التنين بمكانة عالية، وصار، في مجسماته وصوره، حيوانا ميمونا يجمع أفضل ما في حيوانات كثيرة، فهو يتمتع بقرني الأيل وحراشف السمك ومخالب النسر وعيني النمر وشفتي البقر وأنف الأسد وجسم الأفعى، الخ.
في زمن أسرتي مينغ وتشينغ (1368 – 1911 م) كان التنين رمزا للأباطرة الذين يطلقون على أنفسهم أسماء لها علاقة بالتنين. منذ ذلك الحين، بات التنين رمزا للسلطة الإمبراطورية. ولكن لا أحد من الصينيين في العصر الحديث يؤمن بأن ثمة علاقة بين التنين والقيادة والزعامة، فهو رمز للبركة وحسب.
تقول الحكايات الشعبية، إن لكل من البحر الجنوبي والبحر الشرقي والبحر الأصفر وبحر بوهاي، ملكا من التنانين، ولكل نهر وبحيرة ملكا من التنانين الصغيرة. التنين هو إله الماء الذي يسير الرياح فتزجي السحاب ويسقط المطر فيعم الخير. غياب التنين يعني أن تحل الكوارث. اعتقد الصينيون أن التنين يستطيع التحليق في الهواء والتنبؤ بالكوارث وجلب البركات، فروحه مصدر سعادة للبشر. في العصر الحديث، هبط التنين من مكانته الإلهية العالية وصار مجرد حيوان ميمون، تجسد روحه العمل الجاد والمثابرة، وما زال هذا المعنى الإيجابي مستمرا حتى يومنا هذا.
في كل من القصر الإمبراطوري وحديقة بيهاي ببكين، وفي مدينة داتونغ بمقاطعة شانشي وغيرها من الأماكن بالصين جدار التنانين التسعة المبني بقراميد مزججة لامعة لم تتآكل ولم تؤثر فيها عوامل التعرية، من مطر وريح وشمس، على مدار قرون. مازالت التنانين التسعة التي تعتلي السحاب وتمتطي الضباب، حيوية في تشكيلها. وتعتبر تلك الجدران أعمالا نموذجية لنحت التنانين في الصين.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |