الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
الحيوانات الميمونة في أعمال النحت الصينية (صور)
كان المعماريون الصينيون القدامى يولون أهمية كبيرة لزخرفة المنشآت المعمارية، من خلال تزيين أركانها وبواباتها وطنوفها وجوانبها بأعمال نحت لحيوانات ترمز للبركة في الثقافة الصينية. هذه الحيوانات "الميمونة" تحمل في الذاكرة الصينية معاني البركة، مثل إبعاد الشر والحسد وجلب البركة وإظهار النبل والكرم.
جسر لوقو المشهور بتماثيل الأسود الحجرية
الحيوانات الميمونة تحرس البوابات
لم يعرف الصينيون الأسد حتى القرن الثاني قبل الميلاد، فقد دخل هذا الحيوان الميمون الذي يربض أمام البوابات والبيوت، الصين بعد رحلة المبعوث الإمبراطوري الصيني تشانغ تشيان إلى المناطق الواقعة غرب الصين. وأحب الصينيون الأسد لما رأوه فيه من مظاهر القوة والمهابة فصارت مكانته لديهم تضارع مكانة النمر، فكلاهما زعيم مملكة الحيوان. وقد دخل الأسد الصين في وقت دخلتها فيه البوذية، قادمة من المناطق الغربية أيضا، مما أضفى هالة من القداسة على رأس الأسد. وقد عزز من هذه القداسة ما ذكرته الكتب البوذية من أن ساكياموني، مؤسس البوذية، ولد وإحدى يديه تشير إلى السماء والأخرى تشير إلى الأرض، بينما كان يزأر مثل الأسد مرددا: "أنا وحيد العصر وفريد الدهر في الدنيا".
قبل القرن السابع للميلاد، كانت تماثيل الأسد الضخمة المهيبة توضع أمام مقابر الأمراء والنبلاء فقط، وكان لهيبة الأسد أثر في إضفاء نوع من مشاعر الاحترام والرهبة على الناس. بعد ذلك نزل الأسد من مكانته السامقة وراح يتسلل إلى بيوت العامة. في زمن أسرة تانغ الإمبراطورية (618 – 907 م) كان العامة يسكنون في أحياء تسمى "فانغ"، وكانت الحكومة تحيط "فانغ" بالجدران والبوابات درءا للحرائق واحتراسا من السرقة. كانت بوابة "فانغ" تصنع على شكل قوس مزخرف مكتوب عليه اسم "فانغ"، وتُثبت بقطعتي حجر على جانبيها، محفور عليهما صور الأسد وشيه تشي وبي شيو وغيرها من الحيوانات التي تحمل معاني البركة. بعد ذلك، صار وضع زوج من الحيوانات الميمونة أمام البوابات تقليدا راسخا، فكان وضع تمثال الأسد لحراسة بوابة القصر ودار الحاكم والمنازل يبرز سلطة ونفوذ صاحب المكان وعلو مقامه. أمام بوابة المدينة المحرمة (القصر الإمبراطوري) في ساحة تيان آن من تمثالان حجريان يحرسان البوابة ويجسدان السلطة الإمبراطورية وقوتها الرادعة وقدسيتها التي يحظر انتهاكها.
بعد القرن الرابع عشر الميلادي، تبدلت هيئة الأسد ولم يعد يظهر في صورة دميمة، وإنما يبدو نشيطا وحيويا، فظهرت تماثيل الأسد وهو يلامس بمخلبه كرة حرير، وظهرت اللبوة وهي تداعب ليثا فتيا بمخالبها. كانت صورة الأسد وهو يلاعب كرة الحرير تحمل في الذاكرة الشعبية معاني المحبة والرغبة في الطمأنينة. إن وضع الأسد الحجري أمام البوابة ليس الغرض منه فقط حماية البيت وتجنيبه الشرور، وإنما أيضا أن يكون هو ذاته تحفة فنية تزين عمارة المكان. ويعتبر جسر لوقو في بكين متحفا للأسود الحجرية لكثرة الأسود المنحوتة عليه، منها الذكور والإناث، والكبيرة والصغيرة التي لا يجاوز طولها بضعة سنتيمترات، وبعضها يحمل أشباله. يقول الصينيون: "الأسود الحجرية على جسر لوقو لا تُحصى".
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |