الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
زعماء الصين في لوحات الرسم (صور)
من خلال دراسة السجلات التاريخية واستطلاعات الحياة حدد ليو تشون هوا فكرته. في تشكيل اللوحة، وضع صورة ماو تسي تونغ في القلب، ومن خلفه سحب الصباح الوردية تتصاعد، ومن تحته الأفق غامض. يرتدي ماو في اللوحة زيا صينيا تقليديا ويخطو خطوات ثابتة على طريق جبلي. وقد أعطى الرسام معنى لكل حركة بسيطة لماو تسي تونغ؛ فالرأس مرفوع والعنق مستدير قليلا، مما يعبر عن عدم خشية ماو المشقات والأخطار وعدم خوفه من العنف والقوة، وجرأته على النضال، تجسيدا لشجاعة هذا الزعيم الصيني. يده اليسرى المضمومة تعكس طموحة العظيم لتحرير الشعب الصيني وثقته بالنجاح في ذلك؛ أما يده اليمنى الممسكة بمظلة فمغزاها أنه لا الرياح ولا المطر يمكن أن تُوقِف ماو تسي تونغ عن العمل.
بعد إنجاز هذه اللوحة، راجعها ماو تسي تونغ بنفسه، وقال: "روح الشخصية في اللوحة تشبهني، ولكنني لا أملك حذاء قماشيا ممتازا مثل الحذاء الذي في اللوحة. كنت ألبس حذاء من القش. ولم أكن أرتدي ثيابا طويلا وأنا في آنيوان، وإنما معطف قصير". برغم ملاحظاته، أعرب ماو عن رضاه عن تلك اللوحة التي أُدرجت في الكتب الدراسية المستخدمة في كل المدارس الابتدائية بالصين كصورة توضيحية، وصُنعت مئات الأنواع من الميداليات التذكارية والأعمال الفنية من الجبس المقلدة لها، فانتشرت على نطاق واسع وصارت لوحة ((الرئيس ماو تسي تونغ يذهب إلى آنيوان)) معروفة للجميع في الصين، كما ذاع صيتها خارج الصين.
من بين الزعماء الصينيين، ماو تسي تونغ هو الشخصية الأكثر تفضيلا للرسامين الصينيين. وقد تأثرت لوحات الزعماء في أفكارها وفنها باللوحات السوفيتية تأثيرا كبيرا.
((كسارة الطرق)) للفنان هوانغ فا بانغ
الحياة البسيطة للزعماء
فضلا عن لوحات البورتريه للزعماء، هناك اللوحات التي تصور الزعماء في حياتهم البسيطة.
الرسام لي تشي (1928 - ) يحمل لقب "الرسام الأول لزعماء الثورة"، لأنه أبدع سلسلة من لوحات الزعماء المعروفة في الصين. في لوحته ((حي في قلوب الشعب دائما)) يصور الرسام شو أن لاي تصويرا مفعما بالحيوية، وقد أثنت عليه دنغ ينغ تشاو، عقيلة شو أن لاي، واستقبلته. أما لوحاته ((مهندسنا العام)) التي تصور دنغ شياو بينغ، و((الرفيق)) التي تصور ليو شاو تشي، و((نحن معا)) التي تجسد تشو ده، و((الرفيق بي شي))، وغيرها، فقد تركت تأثيرات مهمة في أوساط الفن، بل في كافة أوساط الشعب الصيني.
يُكِن لي تشي مشاعر خاصة للزعماء الصينيين، والسبب في ذلك يعود إلى أيام طفولته. في سنة 1937، ذهب لي تشي، وهو في التاسعة من عمره، مع والديه إلى يانآن، بعد أن قطعوا آلاف الكيلومترات. في يانآن، حياه ماو تسي تونغ وغيره من الزعماء ذات مرة في حفل، فتشجع وتحمس لهم وقرر في نفسه أن يخلد مآثر زعماء الشعب بريشة الرسم.
((جولة الرئيس ماو في كل الصين)) للفنان لي تشي
((جولة الرئيس ماو في كل الصين))، التي أبدعها لي تشي في بداية ستينات القرن الماضي، تعتبر عملا نموذجيا له. يصور فيها مشهد مشاركة الرئيس ماو وبعض الزعماء الآخرين في العمل بموقع مشروع خزان شيسانلينغ للمياه. في اللوحة، يضع الرئيس ماو ذراعه اليسرى على خصره ويمسك بيده اليمنى قبعة من القش. تبدو ملامحه لطيفة وعيناه مشرقتين، كأنه مفعم بالاعتزاز والثقة. شعره غير المرتب والخيط القطني المرفرف لقبعة القش التي يرتديها تعطي المشاهد انطباعا بأن نسمة هواء تعبر بوجه ماو. البسمة والوجه المحمر البراق تعكس مشهد العمل الزاخر بالحيوية والنشاط. استخدم الرسام أسلوب "ليو باي" (ترك الفراغ) الفني للرسم الصيني التقليدي، فهو لا يصف الأشخاص وبيئاتها وصفا تفصيليا وإنما يترك مساحات فارغة لخيال المشاهد. وعلى الرغم من أن الرئيس ماو وحده في اللوحة، يشعر المشاهد بأنه بين الآلاف من الشعب.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |