الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

الرسم الزيتي في الصين.. من عصر المبشرين إلى زمن المبدعين (صور)


((الأب)) للرسام لوه تشونغ لي

نهضة الواقعية الريفية

في نهاية سبعينات القرن الماضي بدأ الرسامون الصينيون يلتفتون إلى الحياة الواقعية من حولهم، وسعوا إلى التعبير عن موضوعات ريفية بأسلوب الواقعية الشديدة، ومن الأعمال النموذجية لتلك الفترة لوحة ((الأب)) للرسام لوه تشونغ لي ولوحة ((التبتيون)) للرسام تشن دان تشينغ.

لوه تشونغ لي المولود سنة 1948، التحق بقسم الرسم الزيتي بمعهد سيتشوان للفنون الجميلة سنة 1978. وفي السنة الثانية له بالمعهد أبدع ((الأب)) التي حصلت على الجائزة الأولى للمعرض الوطني الثاني للفنون الجميلة للشباب، واشتراها المتحف الوطني الصيني للفنون، وصارت من مقتنياته. تصور اللوحة وجه فلاح عادي بمساحة ضخمة، مع إبراز ملامحه بأسلوب الواقعية الشديدة، فيبدو أبا صابرا عركه الدهر. تختلف ((الأب)) عن الأعمال التي جسدت صور البطل في فترة الثورة الثقافية. رسم لو تشونغ لي فلاحا نموذجيا صينيا، فهز مشاعر الصينيين. دشنت ((الأب)) مرحلة جديدة لفن الرسم الزيتي الصيني ووصلت به إلى قمة الواقعية، وصارت اللوحات الذاتية من بعدها تعكس هموم الشعب.

تشن دان تشينغ المولود بعد تأسيس الصين الجديدة بأربع سنين، أبدع سنة 1980 ((التبتيون))، وهي سلسلة من ست لوحات. مثلت ((التبتيون)) مثل ((الأب)) منعطفا تاريخيا في تاريخ الرسم الزيتي الصيني. زار تشن دان تشينغ منطقة التبت مرتين وتعرف عن قرب على حياة أهلها، فعكس تفاصيل تلك الحياة في ((التبتيون)). تصوير أهل التبت في حياتهم اليومية على الهضبة أثرت كثيرا في العديد من الصينيين الذين اعتادوا على الشخصيات البطولية الرفيعة والمؤثرة والمستقيمة في الفترة السابقة.

بعد أن أثنى النقاد على هاتين اللوحتين تحول كثير من الرسامين إلى الموضوعات الريفية وجسدوها بأسلوبهم الشديد الواقعية.

((العمل رقم اثنين)) للرسام فانغ لي جيون

تنوع وتعدد

كان انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح نقطة تحول مهمة في تاريخ الصين، فقد كان من نتائج ذلك تطور الفنون وتنوعها. لقد تركت الأفكار الفلسفية والفنية التي دخلت الصين تدريجيا بصمات واضحة على فكر وأسلوب الرسامين الصينيين، فدخل الرسم الزيتي الصيني مرحلة النضج.

اتجه الجيل الجديد من الرسامين الصينيين إلى المدرسة التعبيرية في الرسم ، فصارت لوحاتهم انعكاسات لعوالمهم الداخلية ومشاعرهم وأفكارهم، عبروا عنها من خلال الألوان المميزة والمبالغة في التصوير، بشكل يعكس تعقيدات الحياة المعاصرة. وقد جمعت لوحة ((تنوير آدم وحواء في العصر الجديد)) التي أبدعها سنة 1985 تشانغ تشيون ومنغ لو دينغ، بين الرمزية والسريالية. أما سلسلة لوحات ((الرأس الضخم)) للرسام فانغ لي جيون فعرضت شعور الناس بالملل وضيقهم تحت وطأة ضغوط الحياة وإيقاعها السريع. ويتفق النقاد على أن فترة تسعينات القرن الماضي هي أكثر عشر سنوات نشاطا في تاريخ الرسم الزيتي الصيني، حيث ظهرت أساليب متنوعة له ومنها، الساخر، الشعبي السياسي، الواقعي، الفاقع الألوان والواقعية الجديدة.

مع دخول القرن الحادي والعشرين، ازدهر الرسم الزيتي الصيني بأشكال متنوعة وأساليب متعددة. ومازال الرسامون الصينيون المعاصرون يسعون للمزج بين الشرق والغرب، والكلاسيكي والحديث لإبداع أنماط فنية جديدة. كما أنهم يبحثون عن التوازن بين النضج والعاطفة، والعلم والفن من أجل إبداع لوحات زيتية صينية تتسم بروح العصر والنكهة الشعبية والخصائص الشخصية.

 

(العدد 6، 2009، مجلة الصين اليوم)

 

شبكة الصين / يونيو 2009 /



     1   2   3  




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :