احتدام النقاش حول مَنْ اكتشفها كولومبوس أم تشنغ خه ؟
ويقول البروفيسور قه جيان تشيونغ الأستاذ بجامعة فودان ورئيس لجنة الدراسات التاريخية والجغرافية التابعة لجمعية الجغرافيا الصينية إن منطق مينزيس في مجمل الكتاب خطأ. وتسآل البروفيسور قه كيف يصل مينزيس الى نتيجة أن معارف جغرافية العالم يجب أن تكون قد أتت من أسطول تشنغ خه لأن الأوروبيين لم تكن لديهم المعرفه في ذلك الوقت؟ ولكنه تجاهل حقيقة أن العرب كان لديهم أفضل تقنيات ملاحية من الصينيين منذ فترة طويلة قبل عهد أسرة مينغ.
وأضاف البروفيسور قه جيان تشيونغ قائلاً كان دو هوان من أسرة تانغ (618-907م) ، قد أسره العرب لمدة 11 عاماً ، وسجل بوضوح عندما عاد الى الصين أنه ركب سفينة تجارية عربية، مما يدل على أن العرب قد فتحوا خطاً ملاحياً من المحيط الهندي وشبه الجزيرة العربية الى الصين قبل ذلك بكثير.
ووفقا للبروفيسور قه، فإن تشنغ خه كان سليل قومية الهوى (مسلم صيني)، وهاجر أجداده الى الصين خلال عهد أسرة يوان. وفي ذلك الوقت فإن تشوانتشو، بمقاطعة فوجيان شرق الصين أصبحت مدينة المهاجرين العرب وثقافتهم. وذهب جده وأبوه الى الأراضي المقدسة للمسلمين بمكة للحج.وعليه فإن تشنغ كان بإمكانه الوصول الى المعارف العربية الجغرافية والملاحية..
قه جيان تشيونغ
وقال قه "على حد علمنا، فلا توجد خطوط ملاحية وأماكن وصل إليها أسطول تشنغ خه على المحيط الهندي تجاوزت المناطق العربية".
وهو يوافق على أن تشنغ ربما استطاع الوصول إلى شرق أفريقيا، ولكن تلك المناطق كانت بالفعل داخل المناطق التي غطتها الملاحة العربية.
وأما بالنسة لنظرية مينزيس التي تقول إن خريطة العالم لتشنغ خه التي أرجعها لعام 1418 مكنت كولومبوس وماجلان من الوصول الى العالم الجديد، فيعتقد البروفيسور قه أن تضمين بعض الأماكن في الخريطة لا يثبت بالضروره أن تشنغ نفسه كان هناك لأن معرفة الأماكن على الخريطة قد يكون تم الحصول عليها من العرب.
ويُعتقد أنه بغض النظر عن تأييد الإمبراطور لرحلات تشنغ خه في ذلك الوقت، إلا أنها الى حد كبير عورضت من المسؤولين وعامة الناس، لأن كل رحلة كلفت كثيراً. وعليه بعد وفاة تشنغ أُبيدت العديد من سجلاته بواسطة الوزراء خوفاً من أن يطالب الإمبراطور المقبل بتسيير رحلة جديدة.
وقال قه "إن ذلك يضاف الى الصعوبات الحالية لفهم تلك الفترة من تاريخ الصين. لقد لاحظت أنه على الرغم من تزايد الناس المتحمسين لدراسة تشنغ خه إلا أنه لم يتحقق بالفعل تقدم كبير في العقود الماضية.
ويرى أن علماء لديهم معارف تاريخية وثقافية سليمة بالإضافة إلى تقنيات ملاحية هو ما نحتاج اليه الآن.
ورحب بمزيد من العلماء مثل مينزيس للانضمام الى البحوث حول تشنغ خه للبحث عن مزيد من الأدلة عن هذه الرحلات.
ورغم أن الجدل حول عدد الأماكن التي وصلها تشنغ خه بالفعل قد واصل احتدامه في الأوساط الأكاديمية، فالباحثون في جميع أنحاء العالم يحملون بالضبط نفس وجهة النظر حول الطبيعة السلمية والودية للرحلات.
ووفقا لقه، فإن رحلات تشنغ خه السبع قد حملت مهمة سياسية من الإمبراطور لاستعراض مجد أسرة مينغ أو للتحالف مع الدول العربية لضرب ما تبقى من قوات أسرة يوان، وليس لاكتشاف قارات جديدة، أو سلب ثروات خارجية، أو وإقامة مستعمرات أوتوسيع التجارة الخارجية كما فعل البحارة الغربيون الأوائل.
وأشار قه الى أن الشعب الصينى اعتبر منذ فترة طويلة محل اقامته مركز العالم ، وأعتقد أن الذين لا ينتمون الى قوميه هان "همجيون".وعليه فإن حكام الصين فى أسرة مينغ لم يكن لديهم طموح لتوسيع الأراضي.
ويمكن ملاحظه ذلك في أفعال أساطيل تشنغ خه التي ببساطة أعطت مجرد مكافآت للسكان المحليين وقبلت هداياهم الى الإمبراطور.
ويعتقد مينزيس أن تشنغ خه أخذ الأرز من الصين الى أمريكا، وجلب معه الذرة الأمريكية ، وأخذ البطاطا الحلوة من أمريكا الجنوبية الى أستراليا ونيوزيلندا ، وأخذ القطن الهندي لأمريكا ثم جلب سلالة قطن أفضل الى أوروبا. بالإضافة إلى كل أنواع الفواكه والحيوانات التي تم نقلها من بلد الى آخر.
ويقول زمان مهدي من سفارة جمهورية باكستان الإسلامية إن أبرز جوانب هذه الرحلات هو التسامح الديني والتفاهم بين الثقافات واحترام التقاليد المحلية التي أبداها تشنغ خه.
وحفظ علماء أندونيسيون لتشنغ خه فضله في بناء العديد من المساجد في جزر جاوة وملقا. وهناك أيضاً معابد تشنغ خه في هذه الجزر، حيث تقام مهرجانات احتفالاً بزيارته. وفي سري لانكا، بينما كان يقدم عطايا وقرابين في معبد بوذي في 1410، نصب تشنغ خه نقوش صلاة كبيرة لبوذا، والله، ورب التاميل تيناياري نايانار باللغات الصينية والفارسية والتاميلية، وكان إظهاراً رائعاً للتسامح الديني.
وقال مهدي إن الذي يجب أن يفهم من هذه الرحلات هو "هذه الروح من عولمة الوئام الاجتماعي - الثقافي في رحلات تشنغ خه البحرية".
الذكرى السنوية الستمائة لرحلات تشنغ خه البحرية
شبكة الصين / 17 أغسطس 2007 /
|