احتدام النقاش حول مَنْ اكتشفها كولومبوس أم تشنغ خه ؟
أعلى : المحامي الصيني وجامع التحف الفنية ليو قانغ.
أسفل: خريطة زُعِم أنها تعود إلى عام 1418 واقتناها ليو قانغ توحي بأن أسطولاً صينياً أبحر الى أميركا قبل عقود من كريستوفر كولومبس.
ومثل جميع الشخصيات التاريخية الشهيرة، فإن تشنغ خه الملاح العظيم في تاريخ الصين، لم ينج من الجدل. وظل حجم أسطوله من السفن والطرق التي سلكتها رحلاته ظلت تواصل إشعال مناقشات ساخنة في العالم.
وفي أول منتدى دولي حول رحلات تشنغ خه عُقِد في تشينغداو بمقاطعة شاندونغ شرق الصين في إطار احتفال البلاد بيوم الملاحة الثالث، والذي تزامن مع ذكري رحلة تشنغ التاريخية الأولي للخارج قبل 600 سنة، جلس علماء وبعض الدبلوماسيين العاملين بالصين من البلدان التي زارها أسطول تشنغ خه جلسوا معاً لاستكشاف الموارد التاريخية لرحلاته.
وفي عام 2003 صدر كتاب مثير للجدل بعنوان/1421 العام الذي اكتشفت الصين فيه العالم/ وحدد الكتاب رحلات تشنغ بأنها كانت خلال فترة الإمبراطور تشو دي من أسرة مينغ (1368-1644)، وجعل هذا الكتاب غافين مينزيس، وهو قبطان متقاعد بالبحرية الملكية البريطانية معروفاً للعالم. وطرح الكتاب نظرية أن تشنغ اكتشف أمريكا قبل 70 عاماً من اكتشاف كريستوفر كولومبس (1451-1506) لها في 1492.
ويستعد الرجل العجوز حالياً لكتابه المقبل عن زيارة تشنغ خه لأوروبا. وقال "إنه - أي تشنغ- قد أبحر في جميع أنحاء أوروبا. وكل ذلك موجود في السجلات الأوروبية".
وقدم في المنتدى الدولي قطعة من أدلة قوية قد جمعها وهي محضر إيطالي حول اجتماع البابا مع ممثلي تشنغ خه الذي كتب مسودته صديق للبابا.
ويعتقد مينزيس أن تشنغ قاد ثلاث بعثات رئيسية الى أوروبا وجلب خرائط ورياضيات وهندسة معمارية وفنون وأسلحة بيضاء الى الأوروبيين.
وقد بِيعَ كتاب مينزيس في 135 دولة، وحتي يدرس فى المدارس الأمريكية والإنجليزية.
وكل يوم هناك حوالي 3,500 زيارة لموقعه الإلكتروني (www.1421.tv) ويتلقي مئات الألاف من الرسائل الإلكترونية من جميع أنحاء العالم، وأدعي أن 99% منها تقول إنه من الواضح أن مينزيس صائب.
غافين مينزيس
وقال "في الواقع، ليس هناك شىء جديد فيما أقوله. أنا محظوظ بشكل لا يصدق حيث تزامن صدور كتابي مع وقت بدأ الجميع فيه إظهار اهتمام بالصين كدولة مزدهرة وفاتنة وساحرة. وإذا كتبته مبكراً قبل عشر سنوات، لا أحد كان سيهتم به".
وجدت استنتاجات مينزيس بأن رحلات تشنغ خه السبع قد وصلت إلى جميع أنحاء العالم بعض الدعم من علماء صينيين.
وفي أوائل عام 2006، كشف المحامي الصيني ليو قانغ، الذي أمضي وقتاً طويلاً في جمع الخرائط القديمة الصينية، كشف للجمهور خريطة للعالم على شكل نصفي الكرة الأرضية كان قد اشتراها في عام2001م. وهو يعتقد بعد قراءة كتاب مينزيس أنها نسخة تعود الى 1763 لخريطة أصلية من عام 1418 خلال أسرة مينغ (1368-1644). وتعطي الخريطة مصداقيه لنظرية مينزيس القائلة إن البحارة الصينيين جابوا العالم قبل وقت طويل من نظرائهم الأوروبيين.
ولكن على الرغم من أن تقنية تحديد العمر الزمنى الكربونى أثبتت أن الورقة حقيقية فإن كثيراً من الناس يشكون في قدرة التقنية الحديثة على تحديد تاريخ الحبر على الخريطة، ويعتقدون أنها مزورة في القرن الحادي والعشرين حيث ان الكثير من أسماء الأماكن التي سُجلت عليها بدأ استخدامها فقط في عهد أسرة تشينغ (1644-1911).
ولكن ليو قانغ ما زال يعتقد أن خريطة العالم على شكل نصفي الكرة الأرضية، منشأها في الصين وحتى خلص الى أن أول خريطة من هذا النوع رسمها عالم يدعي تشو سيبين في أوائل القرن الرابع عشر خلال أسرة يوان (1271-1368). ويقول إن العلماء الصينيين القدماء كانوا بالفعل يعرفون أن العالم مستدير وبعد ذلك أبحر تشنغ خه عبر المحيطات ورسم خريطة العالم.
ولكن آراء منزيس لم تقبل من الإتجاه العام وسط المؤرخين الصينيين الذين يعتقدون أن كل استنتاجاته قائمة على أساس خصومات شخصية.
إن الرأي السائد واتفق عليه معظم العلماء هو أنه خلال الفترة من 1405 الى 1433 قاد تشنغ خه سبع رحلات كانت أساسياً حول منطقة المحيط الهندي وامتدت من الهند وسري لانكا والجزيرة العربية الى شرق أفريقيا.
|