رحلات تشنغ خه وعادة شرب الشاي في البلدان الأخرى
بفضل رحلات تشنغ خه البحرية السبع، تعززت المعاملات بين الصين ومختلف البلدان الأجنبية، وتطور تبادل البضائع بكيمة كبيرة بين الصين والبلدان المختلفة، وازدادت كمية تصدير الشاي الصيني وتوسعت المناطق التي انتشر إليها الشاي الصيني. في "منتدى رحلات تشنغ خه البحرية والأجانب ذوي أصول صينية والمغتربين الصينيين" الذي أقيم في مقاطعة فوجيان، يرى العلماء من البلدان الأخرى أن ثقافة الشاي انتشرت مع رحلات تشنغ خه من الصين إلى البلدان الأخرى، الأمر الذي دفع عادة شرب الشاي بجنوب شرقي آسيا وشرقي أفريقيا.
بعد التحقيقات أكدوا هؤلاء العلماء أنه في المؤلفات القديمة قبل عهد أسرة مينغ، التسجيلات حول تصدير الشاي الصيني قليلة جدا. لكن هذه التسجيلات تطهر دائما في المعلومات المسجلة بعد عهد أسرة مينغ، وأثر هذا التصدير عادة شرب الشاي في البلدان الأخرى، وكانت تسجيلات حول عادات شرب الشاي في البلدان الآسيوية والأفريقية المعنية تظهر بين حين وآخر، وظهرت مهنى زراعة الشاي وصنع الشاي في الفترات بعد ذلك.
يرى الخبراء المتخصصون ذو العلاقة أيضا أن كلمة الشاي في الإنجليزية تكتب بـTea، حسب نطق كلمة الشاي في لجهة فوجيان المحلية. كان بأسطول تشنغ خه عدد كبير من أبناء فوجيان، ولأبناء فوجيان عادة شرب الشاي منذ القدم. بقي بعض أبناء فوجيان في أسطول تشنغ خه في جنوب شرقي آسيا، وأصبحوا المغتربين الصينيين من فوجيان بعد عهد أسرة مينغ. كانوا مع تشنغ خه في رحلاته البحرية، ونقلوا عادة شرب الشاي الصينية وتكنولوجيا زراعة الشاي وصنع الشاي الصينية إلى دول جنوب شرقي آسيا، خاصة "شاي قونغ فو" الذي يحبه أبناء فوجيان كثيرا، وعادة شرب الشاي صباح ومساء كل يوم، والأهتمام بثقافة الشاي تؤثر في عادة شرب الشاي في البلدان الأجنبية حتى أيامنا الحالية.
في قاعة عهد أسرة مينغ بمتحف تيانفو لثقافة الشاي في مدينة تشانغتشو، وهو أكبر متحف لثقافة الشاي في العالم، توجد تسجيلات حول تطور الشاي أثناء رحلات تشنغ خه البحرية: الإمبراطور تشو يوان تشانغ لأسرة مينغ طبق سياسة "الشاي والخيل"، حيث أصدر أوامر "إلغاء صناعة الشاي على شكل الرغيف وإنهاض صناعة الشاي على شكله العادي" عام 1391، الأمر الذي دفع تطويرعملية "تحميص الشاي الأخضر". سافر تشنغ خه في رحلاته البحرية إلى البلدان الأجنبية بالحرير والخزف والشاي الصيني، خاصة الشاي الصيني. كانت عادة الشاي منتشرة في الصين في عهد الأمبراطور تشنغ تسو لأسرة مينغ، وكان نهوض الشاي المصنع حسب شكله الأصلي تحولا هاما في تطور الشاي الصيني.
وفقا لـ/لي سو تشن/ رئيس الجمعية الدولية لتبادل ثقافة الشاي، في عهد أسرة مينغ، تحول أسلوب سلق الشاي على شكل الرغيف إلى وضع أوراق الشاي في الماء المغلي للشرب، مما عبر عن تفضيل الجمال الطبيعي، فوصلت ثقافة الشاي إلى قمتها. تؤكد هذه الثقافة على نوع الشاي وأدوات الشاي ونوعية الماء وبيئة شرب الشاي والإتيكيت وأخلاق شارب الشاي حتى عدد المتمتعين بالشاي به معان مختلفة، وتدعو الثقافة إلى الحفاظ على لون الشاي الأصلي وطعمه الحقيقي ليكون طبيعيا. كان المثقفون يقودون تيارا جديدا لثقافة الشاي، مفضلين أن يجتمعوا تحت أشجار الصنوبر والخيزران وبين الجداول والصخور ليتمتعوا بالشاي، أو يشرب شخص واحد منتكئا على النافذة في الليلة القمرية.
حكي /لي سو تشن/: تايلاند وماليزيا وسنغافورة وسري لانكا والهند ووكينيا وغيرها من الدول الآسيوية والأفريقية التي وصلها تشنغ خه في رحلاته البحرية، كلها من الدول الأكبر في كمية بيع الشاي وفي تعميم ثقافة الشاي اليوم. استثمر ذوو أصول صينية في سنغافورة وماليزيا 30 مليون يوان (الدولار الواحد=27ر8 يوانا) في إقامة قاعة تشنغ خه الثقافية في أطلال مستودع تشنغ خه الحكومي بمضيق ملقا، وفتحوا مقهي شاي في المعرض الصيني بها.
شبكة الصين / يوليو 2005 /
|