20 سبتمبر 2019 / شبكة الصين / معاهد كونفوشيوس هي مؤسسات أنشأها مكتب المجموعة القيادية الوطني لتعليم اللغة الصينية ونشر الثقافة الصينية في جميع أنحاء العالم. وتحتل هذه المعاهد في الوقت الحاضر مكانة متميزة لدى شعوب البلدان الأخرى التي أقبلت على تعلم اللغة والثقافة الصينية والاطلاع على وجه الصين المعاصرة. ولاقت معاهد كونفوشيوس ترحيبا حارا من قبل الأوساط المختلفة في تلك البلدان. للحديث عن هذا الموضوع، أجرى مراسل شبكة الصين مؤخرا مقابلة حصرية مع البروفيسور يانغ تايباو، عميد معهد كونفوشيوس الصيني في جامعة طشقند بأوزبكستان.

أول معهد كونفوشيوس في آسيا الوسطى

يعد معهد كونفوشيوس في جامعة طشقند أول معهد كونفوشيوس في آسيا الوسطى. وأفاد عميد المعهد الصيني يانغ تاي باو إن المعهد شهد منذ تأسيسه تطورا سريعا في السنوات الـ 15 الماضية. وغدا المعهد أهم مركز لتعليم اللغة الصينية في أوزبكستان وفي آسيا الوسطى بأسرها، وكذا الأبرز لدراسة الحضارة الصينية وأهم مؤسسة للتبادلات الثقافية الصينية الأوزبكية. ويستقبل المعهد في الوقت الحاضرما يناهز 1500 طالب في كل سنة دراسية، وبلغ إجمالي عدد خريجيه نحو 8000. وساهم هؤلاء الطلاب في لعب دور هام في تعزيز التبادل والتعاون الثقافي بين الصين وأوزبكستان. وبالإضافة إلى تعليم اللغة الصينية وتعزيز التبادلات الثقافية، أنشأ المعهد "مركز اللأبحاث للابتكارات المتصلة بمبادرة الحزام والطريق" لتشمل أنشطته بذلك دراسة الحضارة الصينية. ويعمل في المركز جمعٌ من الخبراء الأوزبكيين المختصين في الحضارة الصينية والذين قدّموا الخدمات الاستشارية لفائدة الجانبين الصيني الأوزبكي بغية المشاركة الفعالة في بناء مبادرة الحزام والطريق. كما ساهمت أعمالهم في لعب دور جوهري في دراسة آفاق التنمية وتعزيز التعاون بين الصين وأوزبكستان.

دخول معاهد كونفوشيوس مرحلة جديدة عنوانها الأبرز: التطور السريع وعالي الجودة

يعتقد البروفيسور يانغ أن معاهد كونفوشيوس قد دخلت مرحلة جديدة قوامها التطور السريع مصحوبا بالجودة العالية على الرغم من حداثة عهدها مقارنة مع المؤسسات الثقافية الأجنبية الأخرى في الخارج. ويرجع ذلك أساسا إلى التطور السريع للاقتصاد الصيني والحضور البارز والبناء للصين في العالم. لكن ذلك لا ينفي حقيقة أن المؤسسات الثقافية الأجنبية الأخرى في الخارج تزخر بتاريخ طويل من التطور وبثراء في آليات التشغيل الجيدة وأساليب الإدارة الكاملة نسبيا. ويمكن لمعاهد كونفوشيوس تعلم هذه المزايا والاستفادة منها لتعزيز تطورها في المستقبل.

أوزبكستان: موجة من الإقبال الكثيف على تعلم اللغة الصينية

شهدت اللغة الصينية في السنوات الأخيرة في أوزبكستان إقبالا كبيرا على تعلمها، إذ ازداد وبشكل سريع مع كل عام عدد الأوزبكيين المقبلين على تعلم هذه اللغة والثقافة الصينية. وتعليقا على هذا الأمر، قال البروفيسور يانغ إنه دليل واضح على قوة التعاون الودي بين الصين وأوزبكستان. وتأسس معهد كونفوشيوس في ضوء علاقات الصداقة العميقة والمتميزة التي تربط بين البلدين. ولعب منذ رؤيته النور دورا بالغ الأهمية في تعليم اللغة الصينية وتعزيز التبادلات الثقافية بين الصين وأوزبكستان. وكانت من ثمار جهود المعهد أن أعد نحو 10 آلاف أوزبكي يتقنون اللغة الصينية فضلا عن تدريب مجموعة كبيرة من المدرسين المحليين للغة الصينية، ليرسم معهد كونفوشيوس بذلك صورة نموذجية للتعاون الودي والبناء بين البلدين.

تعزيز تطور الحضارة الصينية واحترام الحضارات الأخرى

وتعقيبا على مفهوم "صدام الحضارات" الذي تذكره بعض وسائل الإعلام الأجنبية، قال البروفيسور يانغ إن"صدام الحضارات" لا يعكس وجهة النظر السائدة في الدول الغربية، بل يعد رؤية حضارية غير واقعية ويشوبها الخطأ لدى بعض الأجانب، مشيرا إلى أن معاهد كونفوشيوس تعمل على تعزيز تطوير الحضارة الصينية وتؤكد على احترام تنوع الحضارات والانفتاح عليها. وأضاف البروفيسور يانغ أن لكل حضارة مزايا فريدة، مشددا على ضرورة تعزيز التعايش المتناغم والتعلم والاحترام المتبادلين بين الحضارات المختلفة. وعلى هذا الأساس، يمكن بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية. وقام الإطار التعليمي بمعهد كونفوشيوس في جامعة طشقند بدمج هذه المفاهيم في الأنشطة التعليمة والثقافية، الأمر الذي لقي لدى أوساط السكان المحليين تجاوبا سمته الأبرز الاحترام والإدراك بمعاني هذه المفاهيم السامية.

إقامة سلسلة من أنشطة الاحتفال بالذكرى الـ 70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية

أفاد البروفيسور يانغ أن معهد كونفوشيوس في جامعة طشقند قد أقام هذا العام سلسلة من الأنشطة احتفالا بالذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وشملت هذه الأنشطة "معرض الصور الفوتوغرافية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية" ومسابقة للغناء تحت عنوان "الوطن في قلبي". كما نظم المعهد فعاليات متعلقة بالذكرى الـ 70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية شملت أنشطة ثقافية يومية لمساعدة الطلاب على معرفة الصين بشكل أفضل جنبا إلى جنب مع تعلم اللغة الصينية، وسعياإلى معرفة معالم تطور الصين الاستثنائية وإنجازاتها العظيمة في السنوات السبعين الماضية.