التمسك بطريق التحديثات الصينية arabic.china.org.cn /
10:20:20 2022-10-13
13 أكتوبر 2022 / شبكة الصين / قال شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، في الاحتفال بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني: "إننا، مع التمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها، ودفع التنمية المتناسقة للحضارات المادية والسياسية والمعنوية والاجتماعية والإيكولوجية، فتحنا طريقا جديدا للتحديثات الصينية، وأبدعنا شكلا جديدا للحضارة الإنسانية." وفي الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني تم التأكيد على هذا الاستنتاج العلمي المهم. في يومي 26 و27 يوليو 2022، عقدت في بكين ندوة بعنوان "دراسة روح الكلمة الهامة للأمين العام شي جين بينغ واستقبال المؤتمر الوطني العشرين للحزب"، للكوادر القياديين على مستوى المقاطعات والوزارات، حيث ألقى الأمين العام شي جين بينغ كلمة مهمة أكد فيها على "أن الشعب الصيني نجح في دفع وتوسيع التحديثات الصينية من خلال تحقيق اختراقات إبداعية نظريا وتطبيقيا منذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب وعلى أساس الاستكشاف والممارسات الطويلة الأجل منذ تأسيس الصين الجديدة وخاصة منذ انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح". أثبت مفهوم التحديثات الصينية والطريق الجديد لها أنه لا يوجد نموذج أو معيار للتحديث صالح للتطبيق في كل مكان. ويمكن لكل دولة أن تبدع طريقا فريدا للتحديثات يناسب التنمية الذاتية ويكون صالحا لمستقبل ومصير ورفاه معيشة شعبها وفقا لظروفها الذاتية. المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الصيني، والذي سينعقد في أكتوبر، هو مؤتمر مهم يُعقد في الفترة الحاسمة للمسيرة الجديدة لبناء الدولة الاشتراكية الحديثة على نحو شامل، وسيخطط تخطيطا علميا لأهداف ومهمات وسياسات تنمية قضية الحزب والدولة في السنوات الخمس المقبلة وما بعدها، والتي ترتبط بتوارث الماضي وشق طريق المستقبل لقضية الحزب والدولة، ومستقبل ومصير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، والنهضة العظيمة للأمة الصينية. ويمكن القول إن السنوات الخمس المقبلة هي الفترة الحاسمة لإطلاق بناء الدولة الاشتراكية الحديثة على نحو شامل. وفي هذه الفترة الحاسمة، ينبغي لنا أن نتمسك بدفع التحديثات تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني بقوة أكبر، والتمسك بدفع النهضة العظيمة للأمة الصينية من خلال التحديثات الصينية، وأن لا نسلك الطريق القديم المنغلق والمتحجر، بينما لا نسلك طريق الضلال لتغيير الاتجاه والخطة والطريقة الأصلية، ونتمسك بإرساء تنمية الدولة والأمة على قاعدة القوة الذاتية والإمساك بشدة بمصير تنمية وتقدم الدولة في أيدينا. الصين تتقدم ظافرة، ردا على شكوك المجتمع الدولي منذ تأسيس الصين الجديدة، ظل بناء دولة حديثة مناسبة للظروف الصينية وذات خصائص صينية، الهدف الذي يقود الحزب الشعب في الكفاح الدؤوب لتحقيقه. عُقدت الدورة الأولى للمجلس الوطني الثالث لنواب الشعب في بكين في الفترة من 21 ديسمبر 1964 إلى 4 يناير 1965، حيث طُرح في تقرير أعمال الحكومة لأول مرة "بناء بلادنا دولة اشتراكية قوية ذات زراعة حديثة وصناعة حديثة ودفاع وطني حديث وعلوم وتكنولوجيا حديثة في المستقبل غير البعيد، واللحاق بالمستوى المتقدم في العالم وتجاوزه". في ديسمبر عام 1979 في اجتماعه مع رئيس الوزراء الياباني ماسايوشي أوهيرا، أشار دنغ شياو بينغ إلى "أن التحديثات التي ستحققها الصين هي أربعة تحديثات صينية." وقال أيضا: "إن مفهوم تحديثاتنا ليس مفهوم تحديثاتكم، وإنما هو ’تحقيق رخاء نسبي‘". ومن هنا نجد أن التحديثات الصينية ليست تحديثات ذات صفة عامة وجزءا من الطريق الواسع للحضارة الإنسانية فحسب، وإنما أيضا هي تحديثات ذات صفة خاصة وتنطلق من الظروف الصينية وتتميز بالخصائص الصينية وتتفق مع واقع الصين. لذلك، أثار استكشاف وابتكار وتحقيق الشعب الصيني لطريق التحديثات اهتماما واسعا في المجتمع الدولي. منذ سبعينات القرن العشرين، أعرب العديد من العلماء الأجانب عن شكوكهم في إمكانيات هذا الطريق من زوايا متعددة. من زاوية معيشة الشعب، ظنوا أن التنمية الاقتصادية التي تمارسها الصين لا يمكن أن تخفف عبء الشعب الكادح في المدن والأرياف، بل تجعلهم أكثر فقرا. وفي الوقت نفسه، تنبأوا بأن الصين ستزيد الإنفاق العسكري الجديد بالتأكيد على خلفية فترة الحرب الباردة، مما يضيف المزيد من الضغوط المالية على الشعب الصيني. وبالإضافة إلى ذلك، لا يمكنهم رؤية اتجاه تطور نظام توزيع الدخل في الصين ولا يمكنهم تخيل كيف يمكن التغلب على انحراف نزعة المساواة في التوزيع في بلد اشتراكي. البحث العلمي الموضوعي مفيد لتنمية الممارسات. لقد أوضحت هذه الشكوك والقلق أن طريق بناء التحديثات الصينية وعر. إن الصين، مسترشدة بالنظريات العلمية ومن خلال العمل الجاد والمبتكر، ردت على شكوك هؤلاء الخبراء الأجانب بشكل صائب ودقيق. منذ انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح، تتمسك الصين باعتبار البناء الاقتصادي محورا لكل الأعمال، فلم يزد عبء السكان في المناطق الحضرية والريفية، بل زاد دخل الفرد زيادة كبيرة، فلقد ارتفع متوسط نصيب الفرد من الدخل القابل للإنفاق في الصين من 171 يوانا (كان الدولار الأمريكي يساوي 6ر1 يوان تقريبا حينذاك) في عام 1978 إلى نحو 30 ألف يوان (الدولار الأمريكي يساوي 9ر6 يوانات حاليا) في عام 2021، وتتوسع المجموعة ذات الدخل المتوسط باستمرار. ومنذ انتهاج سياسة الإصلاح والانفتاح، تخلص 770 مليون فرد من الفقراء الريفيين في الصين من الفقر وفق المعيار القائم بحلول نهاية عام 2020، فعالجت الصين مشكلة الفقر المطلق. وفقا لمعيار الفقر الدولي الصادر عن البنك العالمي، احتل عدد السكان الصينيين الذين تم تخفيف فقرهم أكثر من 70% من السكان الذين تم تخفيف فقرهم في العالم في الفترة المماثلة، الأمر الذي يسجل صفحة رائعة في تاريخ نضال البشرية ضد الفقر. في قضية المعيشة التي يهتم الشعب بها أكثر، حققت الصين تقدما رائعا أيضا. من ناحية التعليم، بلغت نسبة إتمام مرحلة التعليم الإلزامي لمدة تسع سنوات في الصين أكثر من 94%. كما أنجزت الصين بناء أكبر منظومة للضمان الاجتماعي لرعاية المسنين والعلاج الطبي والإسكان وضمان الحد الأدنى لمستوى المعيشة في العالم. وحققت تغطية التأمين الأساسي ضد الشيخوخة أكثر من مليار نسمة، وتغطية التأمين الطبي الأساسي أكثر من 3ر1 مليار نسمة. وبلغت نسبة التحول الحضري للسكان الدائمين 9ر63%، وارتفع متوسط العمر المتوقع للفرد من 8ر67 سنة في عام 1981 إلى 5ر77 سنة في عام 2021. لفترة طويلة، حافظت الصين على إنفاق دفاعي منخفض، ويظهر مشروع الميزانية المقدم للمناقشة في الدورة الرابعة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني الثالث عشر أن الإنفاق الدفاعي للصين في عام 2021 هو 343ر1355 مليار يوان، بزيادة بلغت نسبتها 8ر6% عن عام 2020، ولا يتجاوز متوسط نصيب الفرد من الإنفاق الدفاعي 150 دولارا أمريكيا. وبالمقارنة مع الإنفاق العسكري الأمريكي في نفس العام، فإن إجمالي الإنفاق العسكري للصين يبلغ حوالي رُبع إجمالي الإنفاق العسكري الأمريكي، ومتوسط الإنفاق الدفاعي للصينيين هو 1/16 فقط من نصيب الفرد من الإنفاق الدفاعي للولايات المتحدة الأمريكية. فيما يتعلق بمسألة توزيع الدخل، لم نكسر فقط نمط التوزيع القائم على نزعة المساواة، بل أنشأنا أيضا طريقة توزيع فريدة تتفق مع إرشاد النظرية العلمية الماركسية وتناسب الظروف الأساسية للصين في المرحلة الأولية من الاشتراكية. وبموجب هذا النظام، يكون التوزيع وفقا للعمل الدعامة الأساسية بينما توجد أشكال متعددة للتوزيع بجانبه. من ناحية، يمكن لهذا النوع من نظام توزيع الدخل إذكاء حماسة مبادرة جماهير الشعب الغفيرة للعمل، من خلال "عمل أكثر، أجر أكثر"، ومن ناحية أخرى، يمكن المعالجة الصائبة للعلاقة بين الكفاءة والإنصاف، وتعزيز قوة ودقة تعديل توزيع الدخل من خلال تحصيل الضرائب والضمان الاجتماعي والمدفوعات المحولة وغيرها، وتوسيع المجموعة المتوسطة الدخل وزيادة دخل المجموعة المنخفضة الدخل، وتعديل الدخل المرتفع بشكل معقول، وحظر الدخل غير الشرعي، ومعالجة الفجوة في توزيع الدخل تدريجيا، وتحقيق الرخاء المشترك. دحض المتشائمين بشأن تحديث الدول النامية تطوير التحديثات هو الطريق الواسع لتطوير الحضارة الإنسانية، ولكن لا يمكن التقليد الأعمى وترديد أقوال الغير خلال السير في هذا الطريق الواسع. تثبت التطبيقات أن طريق تحقيق التحديثات للدول الرأسمالية الغربية المتقدمة لا يمكن تطبيقه في كل الدول. وقد وقعت بعض الدول في "فخ الدخل المتوسط" و"فخ تاسيتوس" و"فخ ثيوسيديدس" وغيرها من الأفخاخ المتعلقة بالتحديثات بسبب التقليد الأعمى، وفشلت بعضها في المحافظة على الاستقرار الاجتماعي خلال السعي لتحقيق نمو اقتصادي سريع بسبب الافتقار إلى الإرشاد النظري العلمي وعزيمة تنفيذ الإستراتيجيات، مما أوقعها في الحلقة المفرغة للتنمية الاقتصادية البطيئة والاضطراب الاجتماعي المستمر. نأت الصين بنفسها عن الأفخاخ التي تهدد البلدان النامية، ونجحت في شق طريق صيني للتحديثات. يحافظ هذا الطريق على طبيعة الاشتراكية الواضحة والشعور بالانتماء الوطني في الطريق الواسع لتطوير الحضارة الإنسانية، مما يضمن استقلالية نظام اقتصاد السوق الاشتراكي الذي يُنفذ في الصين. إن استقلال الصين في الاقتصاد والسياسة والدفاع الوطني يقرر أن مسار التحديث على النمط الصيني هو تحديث يتحكم في رأس المال، وتحديث محوره التنمية الشاملة للإنسان، واستنادا إلى إستراتيجية التحديث الشامل والمنسق، تم بناء شكل جديد من أشكال الحضارة الإنسانية، بما في ذلك الحضارة المادية والسياسية والروحية والاجتماعية والإيكولوجية. رغم أننا نبني التحديثات في الدولة الأكثر سكانا في العالم، فإننا استطعنا القضاء على جميع أنواع السخط الاجتماعي المحتمل وتكوين الشعور بالمجتمع لدى الأمة الصينية، ذلك لأننا تخلينا عن أنانية أي حزب ومصالحه الذاتية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، والتزمنا دائما بالنهج المتمحور حول الشعب، والسعي وراء سعادة الشعب، ونهضة الأمة، وتقدم البشرية، والسعي لتحقيق تناغم كبير عالمي، وحشد جميع الطبقات الاجتماعية والفئات الاجتماعية على أساس التقدم والنقاء، وتحويل العدالة الخاصة للجماعة إلى عدالة كبيرة للدولة. في الوقت نفسه، لا يتمركز طريق التحديثات الذي ابتكرته الصين حول الرأسمال، بل يتمركز حول الشعب، الأمر الذي يقرر أن التحديث على النمط الصيني يمكن أن يحقق دائما المصالح الفعلية للشعب ومصالحه الطويلة الأجل إلى أقصى حد، ويتخذ تحقيق تطلع الشعب إلى حياة أفضل كهدف للنضال، ويعطي الفرصة الكاملة للدور الرئيسي للشعب في عملية التحديث، يترك الشعب يقرر تقاسم نتائج التنمية وطريقة المشاركة، مع ضمان الرخاء الاجتماعي إلى أقصى حد، لضمان النظام والاستقرار. التحول المثالي في تحقيق تنمية وتطور المجتمع البشري في الحادي عشر من نوفمبر 2021، أكد الأمين العام شي جين بينغ في كلمته بالجلسة الثانية للدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني على "أن حزبنا لم يقد شعبنا في خلق معجزتين نادرتين في العالم وهما التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي الطويل الأجل فحسب، وإنما أيضا نجح في شق طريق التحديثات الصينية، وإبداع شكل جديد للحضارة الإنسانية. إن هذه الأعمال العظيمة التي لم يسبق لها مثيل، قد حلت مشكلات كثيرة كانت تقف عقبة أمام تنمية المجتمع البشري، ونبذت الطريق القديم للتحديثات الغربية التي تتمركز على الرأسمال والاستقطاب وتحديثات تضخم المادية وتحديثات التوسع الخارجي والسلب، وفتحت طريق الدول النامية إلى التحديثات، وقدمت حلولا صينية لاستكشاف البشرية لأفضل نظام اجتماعي." في الثامن والعشرين من يوليو 2022، أصدر معهد الصين المعاصرة والعالم تقريرا بحثيا بعنوان ((معرفة التحديثات الصينية من العبارات المفتاحية))، والذي أوضح فحوى طريق التحديثات الصينية بشكل عميق، فهي تحديثات يتقاسمها عدد كبير من السكان وتحديثات لتحقيق الرخاء المشترك لكل الشعب وتحديثات للتناسق بين الحضارة المادية والحضارة المعنوية وتحديثات للتعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة وتحديثات للتنمية السلمية. من هنا نجد أن الطريق الجديد للتحديثات الصينية يعكس عمومية ونظامية التنمية الاجتماعية، ويفتح آفاقا جديدة للتقدم في الحضارة الإنسانية من خلال شكل حضاري جديد تماما، ويحل مشكلة الفقر المطلق في الصين، ويقدم مساهمات جبارة لتنمية البشرية، ويقود الشعب الصيني الذي يبلغ عدد أفراده أكثر من 4ر1 مليار نسمة لدخول صفوف الدول الحديثة، وينوّع طرق تحديثات البشرية، ويوفر اختيارات جديدة للدول النامية. -- شيا يي بو، باحث مساعد في قسم أبحاث أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد بمعهد أبحاث الماركسية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية. (المصدر: الصين اليوم)
|
China Internet Information Center E-mail:
webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |