arabic.china.org.cn | 29. 04. 2022 |
بقلم لي بينغ يي
29 إبريل 2022 / شبكة الصين / بمناسبة رأس السنة القمرية الصينية لعام النمر، اكتسى برج خليفة في دبي، وهو أعلى بناية في العالم، باللون الأحمر مرة أخرى للاحتفال بعيد الربيع الصيني واستقبال أولمبياد بكين الشتوية. ونشر ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تغريدة بثلاث لغات؛ الصينية والإنجليزية والعربية، على تويتر لتقديم تحياته بعيد الربيع للصينيين في أنحاء العالم. ولهذه المناسبة أيضا، أُضيئت البنايات الشهيرة في القاهرة والرياض وبغداد وغيرها من المدن العربية مرة أخرى احتفالا بالعيد الصيني ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية، حيث قدّمت الشعوب العربية أصدق التهاني وأطيب التمنيات لدورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية والتي تحمل السعي الجميل إلى السلام والتضامن والتقدم عبر صورة "بينغ دون دون" تميمة أولمبياد بكين الشتوية و"شيويه رونغ رونغ" تميمة بارالمبياد بكين الشتوية، والتي ظهرت مضيئة خارج البنايات العالية.
في الرابع من فبراير، وصل إلى بكين رئيس مصر عبد الفتاح السيسي وأمير قطر تميم بن حمد خليفة آل ثاني وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، لحضور حفل افتتاح دورة بكين للألعاب الأولمبية الشتوية تلبية لدعوة الرئيس شي جين بينغ. خلال اللقاء مع الرئيس شي جين بينغ بعد حفل الافتتاح، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن حفل افتتاح أولمبياد بكين الشتوية رائع للغاية، ويعكس القوة الجبارة للصين وتأثيراتها العظيمة، وأكد على الصداقة العميقة بين مصر والصين ومواجهة مختلف التحديات مع الجانب الصيني. وقال الشيخ تميم بن حمد إن العلاقات القطرية- الصينية تتعمق بقوة، وأعرب عن رضاه بالمنجزات التاريخية التي حققتها العلاقات القطرية- الصينية، وهنأ الجانب الصيني على نجاحه في مواجهة وباء كوفيد- 19، وعبر عن ثقته بأن أولمبياد بكين الشتوية ستكون مهرجانا أولمبيا ناجحا. وقال الشيخ محمد بن زايد إن الصين بلده الثاني، ويتمنى للصين العظيمة تطورا وتقدما باستمرار، وستعزز الإمارات علاقاتها مع الصين، وتضع هذه العلاقات في أفضل مكان، وتعمل على توطيد وتعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين. سافر الزعماء العرب الثلاثة إلى بكين، متجشمين مشقة السفر الطويل ومتغلبين على الصعوبات الناجمة عن وباء كوفيد- 19، تشجيعا لأولمبياد بكين الشتوية وللصين، مما أثبت مرة أخرى أن الصين والدول العربية تجمعهما صداقة وإخوة وشراكة حميمة وثقة متبادلة واعتماد متبادل.
برغم المسافة البعيدة بين الصين والمنطقة العربية، يبدو أن الشعب الصيني والشعوب العربية من أسرة واحدة. على طريق الحرير القديم سارت قوافل الإبل والتجار والمبعوثون بين الجانبين لأسلاف الصينيين والعرب، الأمر الذي سطّر صفحات ناصعة في تاريخ التبادل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات. وفي مسيرة النضال من أجل استقلال الأمة وبناء الدولة، كافح الشعب الصيني والشعوب العربية جنبا إلى جنب، وتشاركوا في السراء والضراء. في مؤتمر باندونغ، تعهدت الصين أمام الدول العربية التي لم تكن لها علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، بدعم نضال الشعب الفلسطيني؛ وفي سبعينات القرن الماضي، صوتت ثلاث عشرة دولة عربية مع الدول الأفريقية الصديقة لتأييد استعادة جمهورية الصين الشعبية مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة. وخلال الخمسين سنة الماضية، واصلت الصين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دعم القضية العادلة للدول العربية بثبات، ودعم الدول العربية في حل القضايا الإقليمية متضامنة ومعتمدة على نفسها؛ كما لم تتغيب الدول العربية عن دعم المصالح المحورية للصين. وفي مشروعات بناء الدولة، يتبادل الجانبان الصيني والعربي الدعم، ويتعاونان على أساس المنفعة المتبادلة، وسجل الجانبان صفحات رائعة للتعاون والفوز المشترك.
في يونيو عام 2014، ألقى الرئيس شي جين بينغ كلمة مهمة في حفل افتتاح الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني- العربي، حيث وجّه الدعوة إلى الدول العربية للمشاركة في بناء "الحزام والطريق". في يوليو عام 2018، أعلن الرئيس شي جين بينغ في حفل افتتاح الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني- العربي أن الجانبين الصيني والعربي أقاما الشراكة الإستراتيجية، ودعا إلى بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية لدفع بناء رابطة المصير المشترك للبشرية معا، الأمر الذي حظي باستجابة حارة من قبل الدول العربية. بفضل الجهود المشتركة بين الجانبين الصيني والعربي، شهدت الشراكة الإستراتيجية الصينية- العربية المتسمة بالتعاون الشامل والتنمية المشتركة والموجهة نحو المستقبل مزيدا من التعميق. كما يستكمل بناء منتدى التعاون الصيني- العربي يوما بعد يوم، وتعمل مختلف الآليات في إطار المنتدى بفاعلية عالية وانتظام، واتفق الجانبان على عقد القمة الصينية- العربية الأولى في عام 2022. ووقعت الصين اتفاقيات تعاون بشأن "الحزام والطريق" مع تسع عشرة دولة عربية وجامعة الدول العربية، وأقامت شراكة التعاون الإستراتيجي مع اثنتي عشرة دولة عربية وجامعة الدول العربية. وظهرت في الأماكن التي نُفذ فيها بناء "الحزام والطريق" ملامح متنوعة وملونة ومفعمة بالحيوية والنشاط، حيث تحققت منجزات مثمرة في التعاون في مجالات الطاقة ومنشآت البنية التحتية والتجارة والاستثمار وغيرها، ويشهد التعاون في تكنولوجيا الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والفضاء والطيران وغيرها من التقنيات العالية والحديثة تطورا مزدهرا.
منذ تفشي وباء كوفيد- 19، تتقدم الصين والدول العربية وتتغلبان على الصعوبات يدا بيد. كان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أول زعيم أجنبي اتصل بالرئيس شي جين بينغ للتعبير عن دعمه للصين في مكافحة كوفيد- 19؛ وأرسل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مبعوثة خاصة إلى الصين للتعبير عن دعم أعمال الصين في مكافحة الوباء؛ وأعلنت الخطوط الجوية القطرية فتح "الممر الأخضر" لمواد مكافحة الوباء بالاستفادة من شبكة الخطوط الجوية العالمية لها، وتوفير خدمات مجانية لنقل مواد مكافحة الوباء التي حصلت عليها سفارات الصين في الخارج؛ وكانت الإمارات أول دولة قبلت اختبار المرحلة الثالثة للقاحات الصينية في الخارج. في يونيو عام 2021، تحقق الإنتاج المحلي للقاحات الصينية المضادة لكوفيد- 19 في مصر، فأصبحت مصر أول دولة أفريقية تتعاون مع الصين في إنتاج اللقاحات المضادة لكوفيد- 19. هذا المشروع ليس ذا أهمية كبيرة في مساعدة مصر على مكافحة الوباء فحسب، وإنما أيضا خطوة هامة للصين للوفاء بالتزاماتها بتعزيز التوزيع العادل للقاحات العالمية والتغلب على "فجوة المناعة"، وسيساعد المنطقة العربية والدول الأفريقية على التغلب الشامل على الوباء في أسرع وقت ممكن. وكما قال الرئيس شي جين بينغ فإن "الصديق وقت الضيق". بعد تجربة مكافحة الوباء يدا بيد، أصبح أساس الشراكة الإستراتيجية الصينية- العربية أكثر ثباتا، والصداقة بين الشعبين أعمق، وآفاق التعاون بين الجانبين أكثر إشرقا!
في الوقت الحالي، تتفاعل التداعيات الناجمة عن التغيرات غير المسبوقة منذ مائة سنة وجائحة فيروس كورونا المستجد التي اجتاحت العالم، وتتطور رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية تطورا عميقا على هذه الخلفية، وحققت مزيدا من الثمار الملموسة التي تسعد شعوب الجانبين، يرجع السبب الأساسي لذلك إلى أن الصين تحرص على تنمية العلاقات مع الدول العربية، وتهتم بتطلعات الشعوب العربية إلى السلام والتنمية وصوتها القوي للعدالة والإنصاف وسعيها الحازم إلى التعاون والفوز المشترك، وتواصل تطوير العلاقات الصينية- العربية من منظور إستراتيجي وطويل الأمد. أشار الرئيس شي جين بينغ إلى أننا نتمسك بالثبات في أربعة أمور. أولا، الموقف الثابت في دعم عملية السلام في الشرق الأوسط والمحافظة على المصالح المشروعة للأمة العربية. ثانيا، الاتجاه الثابت في بذل أقصى الجهود في دفع التسوية السياسية وتعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. ثالثا، المفهوم الثابت في دعم الدول العربية في الاستكشاف المستقل لمسارات التنمية ومساعدتها على التنمية. رابعا، السعي الثابت إلى دفع الحوار بين الحضارات والدعوة إلى السعي وراء القيمة للنظام المتحضر الجديد. كما أكد على رغبة الصين في مرافقة الدول العربية في طريق تحقيق نهضة الأمة. وبفضل إرشاد هذا المفهوم، تسلك الصين مع الدول العربية طريقا يتسم بـ"كل يتمتع بجماله المتميز ليتجمع ويمتزج الجمال من الجميع" والتعاون والفوز المشترك والتنمية المشتركة وتبادل المنفعة، لإسعاد شعوب الجانبين الصيني والعربي بشكل أفضل.
في يوليو عام 2020، أجاز الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصيني- العربي ((إعلان عمان)) الذي عبّر عن رغبة الجانبين في تعميق العلاقات الصينية- العربية بشكل متزايد، وشرح المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية والتي يتمسك بها الجانبان، وأعاد التأكيد على الدعم المتبادل في القضايا التي تتعلق بالمصالح الجوهرية والشواغل الكبرى للجانب الآخر، وأوضح موقف الجانبين من القضايا المهمة الإقليمية والدولية، وأكد على العمل على بناء رابطة المصير المشترك للمستقبل في العصر الجديد بين الصين والدول العربية يدا بيد.
من أجل بناء رابطة المصير المشترك للمستقبل في العصر الجديد بين الصين والدول العربية يدا بيد، يجب على الجانبين الصيني العربي أن يكونا أخوين حميمين يتبادلان الدعم ويشاركان في السراء والضراء. ينبغي مواصلة تبادل الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الكبرى للجانب الآخر. تدعم الصين بثبات محافظة الدول العربية على الأمن السياسي والاستقرار الاجتماعي لنفسها وسيرها في طريق التنمية الذاتية، وتدعم المطالب التاريخية العادلة للأمة العربية بحزم. وتشكر الصين الدول العربية على دعمها موقف الصين العادل في الجمعية العامة للأمم المتحدة (اللجنة الثالثة للشؤون الاجتماعية والإنسانية والثقافية) ومجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، وتثق بأن الجانب العربي سيواصل اتخاذ موقف عادل من القضايا المتعلقة بالشؤون الداخلية للصين.
من أجل بناء رابطة المصير المشترك للمستقبل في العصر الجديد بين الصين والدول العربية يدا بيد، يجب على الجانبين الصيني والعربي أن يكونا صديقين حميمين يتضامنان ويتغلبان على الصعوبات معا. يجب على الجانبين الصيني والعربي أن يكافحا وباء كوفيد- 19 كتفا بكتف، ويساعدا بعضهما بعضا، ويدفعا التعاون في إنتاج اللقاحات وبحث وتطوير الأدوية يدا بيد، ويساهما في تعزيز توافر اللقاحات والقدرة على تحمل تكاليفها في الدول النامية. وينبغي مواصلة معارضة تسييس الوباء والوصم بالفيروس، ومواصلة دعم منظمة الصحة العالمية ودورها القيادي، ودفع بناء رابطة الصحة المشتركة للبشرية معا.
من أجل بناء رابطة المصير المشترك للمستقبل في العصر الجديد بين الصين والدول العربية يدا بيد، يجب على الجانبين الصيني والعربي أن يكونا شريكين حميمين يعملان على التعاون والفوز المشترك والتنمية المشتركة. ينبغي مواصلة دفع البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، والعمل على تآزر إستراتيجيات التنمية بين الجانبين، وتوسيع التعاون في الطاقة ومنشآت البنية التحتية والاتصالات والطاقة النووية والأقمار الاصطناعية الفضائية والطاقة الجديدة وغيرها من المجالات، ومواصلة إكمال إجراءات تسهيل التجارة والاستثمار، والاستكشاف المستمر للقوة الكامنة في التعاون في مجالات جديدة وبأشكال جديدة. وترحب الصين بالدول العربية لركوب القطار السريع لتنمية الصين لتحقيق التنمية المتناسقة والنمو المتفاعل للجانبين.
من أجل بناء رابطة المصير المشترك للمستقبل في العصر الجديد بين الصين والدول العربية يدا بيد، يجب على الجانبين الصيني والعربي أن يكونا مدافعين عن السلام الدائم والأمن العالمي. ينبغي المحافظة الحازمة على المنظومة الدولية التي تمثل الأمم المتحدة نواة لها والنظام الدولي على أساس القانون الدولي والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية والقائمة على أساس أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والممارسة المشتركة لتعددية الأطراف الحقيقية والعمل معا لتعزيز الحلول السياسية للقضايا الإقليمية الساخنة، سعيا إلى إعادة السلام والهدوء في منطقة الشرق الأوسط في أسرع وقت ممكن. وستظل الصين- كدأبها- تقف إلى جانب الفلسطينيين بحزم وتواصل تقديم الدعم والمساعدات لهم.
من أجل بناء رابطة المصير المشترك للمستقبل في العصر الجديد بين الصين والدول العربية يدا بيد، يجب على الجانبين الصيني والعربي أن يكونا رائدين في الانفتاح والشمول والتعلم المتبادل بين الحضارات. ينبغي تعميق التبادلات الإنسانية والدعوة إلى حل سوء التفاهم عبر الحوار، ومعارضة ربط الإرهاب بدولة وأمة ودين وحضارة بعينها. وينبغي تعميق إيجاد القوة الكامنة للتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة بين الحضارتين الصينية والعربية، والاستفادة المتبادلة في قضية ازدهار ثقافة الأمة، وتعزيز التواصل بين قلوب الشعوب، وتوثيق روابط الصداقة والتعاون بين الشعب الصيني والشعوب العربية، وتثبيت الأساس الاجتماعي والشعبي لتعميق الشراكة الإستراتيجية الصينية- العربية وتعزيز الوعي برابطة المصير المشترك.
تضرب شجرة الصداقة الصينية- العربية جذورها في الأرض الخصيبة للاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، ولن تهزها أي رياح وأمطار أو أي قوة. ما دام الجانبان الصيني والعربي يقفان جنبا إلى جنب في الشدائد ويتضامنان بإخلاص تام، لن يكون ممكنا تحطيم رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية، وسيكون مستقبل العلاقات الصينية- العربية أفضل.
--
لي بينغ يي، باحث في مركز أبحاث أفكار شي جين بينغ حول العمل الدبلوماسي، في الصين.
(المصدر: الصين اليوم)
انقلها الى... : |
China
Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |