19 مايو 2017 /شبكة الصين/ غادر قطار شحن على متنه حاويات معبئة بالسلع من محطة ييوو الغربية بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين متجها إلى أوربا، وبعد 18 يوما، سيصل القطار إلى العاصمة الإسبانية مدريد التي تبعد عن نقطة بدايته (ييوو) نحو 13 ألف كيلومتر بعد اجتياز جبال وعبور أنهار. حينها، ستظهر عشرات الآلاف من السلع المصنوعة في ييوو في منازل أسر أوربية عادية.

وتعتبر مدينة ييوو بمقاطعة تشجيانغ أكبر قاعدة لتصدير السلع الصغيرة إلى الخارج في الصين، ونافذة مهمة للتجارة الدولية. وبلغت أنواع سلعها الصادرة إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم نحو 1.8 مليون نوع، ما جعلها تصبح من أكبر مراكز توزيع السلع في العالم، ومنحتها الأمم المتحدة والبنك الدولي وغيرهما من المنظمات والمؤسسات الدولية لقب "أكبر سوق في العالم"، كما حصدت المدينة لقب "بحر السلع وجنة المتسوقين".

ومنذ بدء تشغيل أول رحلة قطار شحن مكوكية بين الصين وأوروبا (ييوو ـ مدريد) في 18 نوفمبر 2014، شكلت القطارات بمزاياها المتمثلة في تصدير السلع المتنوعة، وسهولة التخليص الجمركي وسرعته، واتساع تغطية نطاق المنتجات وغيرها، شكلت منصة ضخمة لتجارة السلع المصنوعة في ييوو تحت شعار "البيع في العالم، والشراء من العالم"، كما فتحت ممرا لوجستيا جديدا لتصدير السلع إلى قارة أوروبا بشكل آمن وسهل وفعال.

وتشمل قطارات الشحن ثمانية خطوط حاليا، من ضمنها خمسة خطوط تصل إلى مدريد الإسبانية وروسا وروسيا البيضاء ولاتفيا ولندن البريطانية في أوروبا، وثلاثة خطوط أخرى تصل على التوالي إلى الدول الخمس الواقعة في آسيا الوسطى وإيران وأفغانستان في آسيا. وينطلق خط (ييوو ـ مدريد ـ ييوو) من محطة ييوو الغربية، ويعبر حدود الصين عند ممر الاتاو، ثم يمر عبر كازاخستان وروسيا وروسيا البيضاء وبولندا وألمانيا وفرنسا، حتى يصل إلى محطته النهائية مدريد بإسبانيا. وتبلغ المسافة الإجمالية للرحلة 13052 كيلومترا، وتستمر الرحلة الكاملة نحو 18 يوما.

وبدأ تشغيل هذا الخط رسميا في عام 2014، بمعدل رحلتين أسبوعيا. وحتى نهاية مارس 2017، انطلقت 131 رحلة متجهة من ييوو إلى أوروبا مرورا بمحطات في إسبانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من الدول الأوروبية. وخلال السنتين الأخيرتين، ومع توسيع شهرته المتزايد بالسهولة والسرعة والأمان، حققت قطارات الشحن المكوكية بين ييوو الصينية وأوروبا زيادة هائلة من حيث حجم الشحن، كما ظهر زخم النمو المطرد المستقر في حجم الشحن.

وفي البداية، كانت القطارات تحمل منتجات إلكترونية وغيرها من السلع الصغيرة غير وافرة الأنواع، أما الآن، فقد أصبحت السلع التي يتم شحنها أكثر فأكثر من حيث التنوع وأعلى من حيث القيمة، منها أزياء بعلامات شهيرة ومعدات الاتصالات والآلات الكهروميكانيكية وهدايا عيد الميلاد والآثاث وغيرها من المنتجات المصنوعة في الصين.