19 مايو 2017 /شبكة الصين/ تشاو قاي شيانغ هي إمرأة عادية بلغ عمرها 63 عاما، من مواطني بلدة شوانغجينغ التابعة لمدينة هاندان في مقاطعة خبي شمالي الصين. منذ عام 1994 وحتى الآن تبنت تشاو إجمالي 26 طفلا متخليا عنهم. فتعيش المرأة وزوجها وثلاثة أولادها وبنتاها مع هؤلاء الأطفال ال26 معا في "عائلة حنونة كبيرة"، وتصر على رعايتهم والعناية بهم، وظلت تعاملهم مثل أبنائها تماما خلال السنوات ال23 الطويلة، ما فسر الدفء الإنساني من خلال حبها العظيم.

وفي شتاء عام 1994، عندما كانت تشاو قاي شيانغ في طريقها الى سوق البلدة، عثرت بالصدفة على رضيع تخلى عنه والداه، وكان الرضيع لديه صعوبة في التنفس بسبب الجو البارد، فحملت تشاو الرضيع بين ذراعيها ونقلته إلى المستشفى فورا. وشرح لها الطبيب أن الرضيع مصاب بالشلل الدماغي، وكانت فرص شفاءه من المرض ضئيلة. وقالت تشاو لنفسها في ذلك الوقت، مهما كان الطفل معوقا أم لا، هو على الحياة، إن لم يكن هناك أحد يريد رعايته، فلا بد لي من تبنيه، إذا لم أفعل، فسيكون أمرا مأسفا وسيحزنني طالما حييت. هكذا، أصبح الرضيع أول طفل تبنته المرأة الحنونة.

في الواقع، جميع الأطفال ال26 الذين تبنتهم تشاو قاي شيانغ لديهم إعاقات، وقد استمرت تشاو مدة 23 عاما في ممارسة قضيتها الخيرية هذه، بالإضافة إلى دعم زوجها وغيره من أفراد عائلتها الآخرين. وفي عام 2008، استخدمت تشاو كافة الأموال التي ادخرتها العائلة لمدة طويلة في بناء روضة خيرية لتبني الأطفال المعوقين المشردين. وفي نهاية عام 2011، وتحت مساعدة الحكومة المحلية، طورت تشاو الروضة الى دار أيتام في محافظة وي، ونتيجة لرعاية الأطفال المتعددة بها، دعت تشاو عدة مسنات من مواطني القرى المجاورة لمساعدتها على رعاية هؤلاء الأطفال.

ومن الأطفال الذين تبنتهم تشاو يبلغ أكبرهم 23 عاما من العمر، وأصغرهم أقل من عام واحد، وأربعة أطفال في أعمار مرحلة روضة الأطفال، وطفل واحد قد التحق بالمدرسة الابتدائية. وأوضحت تشاو قاي شيانغ أنها تأمل في التحاق هؤلاء الأطفال بالجامعة، ويبذلون جهودهم في بناء الوطن، حينها ستكون راضية تماما عن حياتها.