标题图片
الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

أسرة تبتية من ثلاثة أجيال تحت سقف واحد

arabic.china.org.cn / 09:06:10 2015-11-16

بقلم تشانغ شياو

16 نوفمبر 2015 /شبكة الصين/ تاشي بادتسونغ، شابة تبتية تبلغ من العمر اثنتين وثلاثين سنة. مثل غيرها من شابات وشباب التبت، تشعر تاتشي بسعادة مشاطرة الآخرين قصص ووقائع حياتها اليومية عبر موقع التواصل الاجتماعي الصيني ويتشات. وقد أبدت في الآونة الأخيرة حماسا كبيرا لنقل صور عن ثلاثة أجيال من أسرتها الكبيرة التي تتسم بالمرح والبهجة.

 

الحكمة الأبوية

تتكون أسرة تاشي من ستة عشر فردا، من ثلاثة أجيال يسكنون جميعا في بيت واحد بمدينة لاسا، حاضرة التبت. بعد زواجها هي وخمسة من إخوتها وأخواتها، قرروا جميعا عدم مغادرة منزل العائلة والعيش فيه، لأنهم يعتزون برؤية بعضهم البعض يوميا وتناول الطعام معا كل يوم، ويحرصون دائما خلال العطلات والأعياد على إعداد وجبات شهية ومميزة والخروج في رحلات عائلية إلى مناطق ذات طبيعة ساحرة وخلابة وقضاء أوقات ممتعة معا. وقد اكتسبوا هذه الألفة والمودة والتناغم بينهم عن طريق والديهم، اللذين جاءا من قرية صغيرة في تشامدو بشرقي التبت. يتذكر آلانغ، الأخ الأكبر لتاشي، معاناة العائلة وفقرها أثناء فترة صباه، فقال: "في ذلك الوقت، لم نكن ننتج سوى كميات قليلة جدا من البطاطس والشعير، لذا فكر والدي في مغادرة القرية وبدء عمل خاص به".

في الفترة ما بين سبعينات وثمانينات القرن الماضي، شرعت الحكومة الصينية في تطبيق نظام المسؤولية التعاقدية، مما أعطى دفعة قوية كبيرة للقوى الإنتاجية الريفية. كان الإصلاح والانفتاح بمثابة نسيم ربيعي منعش جديد يهب على كل أرجاء الصين، وهضبة التبت المغطاة بالثلوج لم تكن استثناء من تلك الأجواء الجديدة.

في محاولة لتحسين وضع الأسرة، بدأ والد تاشي ممارسة مختلف الأعمال التجارية، فكان يبيع نوعا من الفطر يسمى الفطر اليرقى، ومسابح تبتية من نوع دتسي، ومنتجات خشبية. وقد ساهمت تجارة الوالد في تحسين حال الأسرة كثيرا ووفرت لهم حياة أفضل. أصبح لديهم وفرة متنوعة من الطعام اليومي، لاسيما طحين الشعير والشاي بالزبدة بالإضافة إلى طحين الأرز والقمح، وهو أمر كان نادرا في التبت في ذلك الوقت. وفي السنة التبتية الجديدة، كان الأب والأم يشتريان الأحذية الجلدية الجديدة لأولادهم وبناتهم، وقد أصبحت هذه الأسرة ثرية، بمعايير الثراء في الريف. والد تاشي، الذي يناهز عمره حاليا أربعة وسبعين عاما، تقاعد من عمله قبل عدة سنوات لتكريس حياته لإسعاد أسرته. الخبرات التي اكتسبها خلال شبابه جعلته بعيد النظر وشجاعا وجريئا. لا تسهم خبراته وحنكته في إثراء وتحسين حياة أسرته فحسب، وإنما أيضا في تعليم الجيل الجديد.

وصل التعليم الحديث متأخرا إلى التبت. وعندما بلغ أخو تاشا الأكبر واثنتان من أخواتها سن دخول المدرسة، لم يكن في تشامدو مدرسة بالمعنى الحديث. قام الوالدان بإرسالهم للتعلم على يد أحد مثقفي القرية، الذي علمهم التحدث وقراءة وكتابة اللغة التبتية من خلال دراسة النصوص البوذية. وعندما بلغت تاشي سن دخول المدرسة هي وأخوها الصغير وأختها الصغرى، بدأت المدارس تدخل منطقة التبت، فقرر الأب الانتقال إلى لاسا، عاصمة التبت، ليتمكن الأطفال من الحصول على تعليم أفضل.

لم يخيب الأبناء الستة أمل والديهم. أصبحت تاشي وأخوها الأصغر ضابطي شرطة. وقد نجحت الأخت الصغرى في اجتياز الاختبار الوطني للقبول بالجامعات والتحقت بقسم اللغة اليابانية في جامعة اللغات الأجنبية ببكين. فيما اتبع شقيق تاشا الأكبر واثنتان من شقيقاتها الأكبر سنا خطى والدهم، وهم يمارسون اليوم أعمالهم الخاصة. يضع آلانغ، الأخ الأكبر، نصائح والده في الاعتبار دائما: "على مستوى الدولة، الأعمال التي تنتهك القوانين محظورة، وعلى الصعيد العرقي، الأعمال التي تسيء إلى معتقداتنا محرمة ومحظورة. وبالنسبة لأنفسنا فإن الأعمال التي تنطوي على التضحية بحياة الحيوانات أو بمصالح الآخرين هي أعمال محظورة أيضا." وهو يعتقد أن تعاليم ونصائح والده لا تقتصر على العمل فقط، وإنما تشمل أيضا تصرفات المرء وتعامله مع الآخرين في المجتمع بكافة مناحي الحياة.

شيد الوالدان أساس الازدهار والمحبة والألفة والانسجام لأسرتهما. الحكمة التي توجه كل فرد من أفرادها في الحياة تمكنهم من فهم أفضل لأهمية وحدة الأسرة. عندما يحل المساء، يقصد الجميع إلى بيتهم الدافئ. آلانغ، الابن الأكبر الذي يبلغ من العمر أربعة وخمسين عاما، كان في طريقه للبيت وهو يحاول جاهدا الوصول قبل العاشرة مساء كي لا يثير قلق والديه وإخوته، قال: "أنا وكل إخوتي وأخواتي نتناول العشاء في المنزل، إلا إذا كان هناك أمر هام يستدعي البقاء في الخارج، وإذا تأخر أحدنا عن المنزل، يقوم الآخر بالاتصال هاتفيا للاطمئنان عليه." وهو تقليد عائلي نادر في المدن اليوم.

قبل سنة تقريبا افتتحت الأسرة فندقا، يتولى آلانغ المهام الرئيسية لإدارته، ولكن أفراد الأسرة الآخرين يشاركون في بعض مسؤوليات إدارته أيضا. قالت تاشي مبتسمة: "أنا وأخي الصغير نقوم بإدارة الأعمال خلال أيام الأعياد. أختي الصغيرة، التي تخرجت مؤخرا في الجامعة، تقسم وقتها بين البحث عن وظيفة وبين مساعدة العائلة في أعمالها الخاصة. ونحن نادرا ما نجد الوقت لقضاء عطلاتنا الخاصة هذه الأيام."

أصبحت نينغتشي مقصدا سياحيا ساخنا وازدادت حدة المنافسة في قطاع خدمات الضيافة. في بداية عمله، كانت إدارة الفندق والعاملون به تحت ضغوط شديدة، لاسيما أن أعمال الدعاية والترويج لا تزال بدائية ومتخلفة. ومع ذلك، ما زال آلانغ متفائلا للغاية، ويتوقع مستقبلا أفضل حيث قال: "أعتقد أن السوق ستزداد في المستقبل وسيأتي مزيد من السياح إلى نينغتشي."

 

المستقبل أفضل

يخطط آلانغ "الخروج من التبت، واستكشاف أسواق في المناطق الأخرى" في المستقبل. قال إنه يقدر الآفاق الجيدة التي قدمتها السوق الواسعة في المناطق الداخلية في الصين. وطموحه هو إنشاء المزيد من الفنادق على الطراز التبتي في مختلف أنحاء البلاد. والخطوة الأولى في هذا "الاستثمار" هي تعليم أولاده.

كونتسانغ، الابن الأكبر لآلانغ، متفوق في الدراسة. بعد إنهاء دراسته الابتدائية، اجتاز الامتحان وتمكن من الحصول على مقعد للدراسة في مدرسة إعدادية في شانغهاي، ثم في مدرسة ثانوية بمقاطعة تشجيانغ، وهو الآن طالب في جامعة العلوم والتكنولوجيا ببكين، حيث يسعى للحصول على شهادة البكالوريوس في الهندسة البيئية.

قال كونتسانغ: "كنت أشتاق كثيرا لبيتي وعائلتي خلال السنة الأولى من دراستي في المدرسة الإعدادية في شانغهاي، ولكن بعد التأقلم، أدركت مزايا مغادرة الموطن والدراسة بمدينة أخرى. وبعد التحاقي بالجامعة، وجدت أن التحديات المتنوعة في البيئة الجديدة في بلدي تعزز قدراتي. التبت هي موطني ومسقط رأسي، وأفتقدها كثيرا، ولكن البقاء في مدينة ومكان آخر يقدم لي فرصة للوصول إلى أفكار جديدة واكتساب الخبرة، وهذا يوسع مداركي ورؤيتي لكل أمور الحياة."

وعند سؤاله ما إذا كان سيعود إلى التبت بعد التخرج، أجاب بنعم وبكل ثقة وتأكيد. وكونه الحفيد الأكبر لهذه العائلة الكبيرة، فإن هذا الشاب الذي ينتمي لجيل ما بعد عام 2000، لديه أفكاره وطموحاته ومسؤولياته الخاصة. قال: "سوف أساعد بكل تأكيد والدي وأسرتي الكبيرة في أعمالها التجارية الخاصة، ولكن في نفس الوقت أطمح إلى القيام بشيء مميز وهام خلال أوقات فراغي في مجال تخصص الهندسة البيئية الذي أدرسه، وآمل أن أتمكن من تقديم مساهمة مناسبة لمدينتي من خلال العلم والمعرفة التي اكتسبتها من دراستي."

اعتمد آلانغ أسلوب والده في تعليم أبنائه، ولكنه طوّر وركز أيضا على رغبات وميول أبنائه الشخصية. ويفتخر آلانغ بنضوج وحكمة ومشاعر ابنه كونتسانغ. قال: "أثناء عمليات تجديد فندقنا، نشأ نزاع مع طاقم البناء بسبب حواجز اللغة واختلاف الآراء، ولكن ابني ساعدني في تجاوز هذا الخلاف والحد من غضبي واندفاعي، عن طريق تنبيهي بأنني قد قمت برد فعل غير لائق. وقد شعرت في تلك اللحظة بأنني أقف أمام رجل ناضج حكيم". آمال آلانغ وأمنياته تتركز حول ضمان مستقبل كونتسانغ وتوفير حياة أسرية يسودها الانسجام والألفة.

في الثقافة الصينية التقليدية حكمة تقول: "حافظ على ما ترثه وانقله للآخرين". وعلى الرغم من اكتسابها بعض البصمات العصرية، لا تزال حياة أسرة تاشا تحفظ تقاليد الثقافة التبتية. إن أسرة تاشي، صورة مصغرة عن الأسر التبتية العادية. (المصدر: الصين اليوم)

 



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر

 
انقلها الى... :
تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号