شينجيانغ تغتنم الفرصة الجديدة

تعاون دول الجوار

تقع منطقة شينجيانغ في شمال غربي الصين، وهي منطقة داخلية لقارتي آسيا وأوروبا، يبلغ طول حدودها أكثر من خمسة آلاف وستمائة كيلومتر، وتجاور روسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وباكستان ومنغوليا والهند وأفغانستان. تنمية الصين تعتمد على سلام واستقرار الدول المحيطة بها، وفي نفس الوقت، توفر تنمية الصين فرص تعاون هامة لدول الجوار. مبادرة بناء "الحزام والطريق" تغطي الدول المجاورة للصين، وتقيم علاقات شراكة في أنحاء العالم.

تلعب مزايا منطقة شينجيانغ الفريدة دور نافذة الانفتاح تجاه الغرب، وتعمق التعاون والتبادلات بين الصين ووسط وجنوبي وغربي آسيا، وتشكل مركز المواصلات والتجارة والأعمال اللوجيستية والثقافة والتعليم في طريق الحرير، كل ذلك جعل لمنطقة شينجيانغ وظيفة ومهمة تاريخية هامة في عملية مشاركة بناء "الحزام والطريق".

سوف يدفع بناء "الحزام والطريق" التعاون بين الصين والدول المجاورة لها، وينشط حيوية تنمية تلك الدول، فهو لا يأتي بمصالح ومكاسب اقتصادية فحسب، وإنما أيضا يخلق ظروفا مزدهرة مستقرة طويلة الأمد وجديدة للإقليم من خلال صياغة علاقة الفوز المشترك. "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" يربط الصين ووسط وغربي آسيا وأوروبا، ويساعد الدول الواقعة على طول طريق الحرير، خاصة دول وسط وغربي آسيا، في دفع تنمية الاقتصاد ورفع مستوى معيشة الشعب لتحقيق ازدهار مجتمعات الدول الآسيوية والأوروبية.

لقد سجل طريق الحرير القديم فصلا رائعا في تبادلات الحضارات الدولية. اليوم، توفر استراتيجية بناء "الحزام والطريق" فرصة جيدة لتعزيز التبادلات بين الحضارات والدول المختلفة. من خلال عملية بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير"، أكدت الصين على تناسق السياسات، وسهولة الطرق والتجارة والأموال، وتفاهم الشعوب، وتشكيل التعاون الإقليمي الكبير من الألف إلى الياء. ويمكن لدول آسيا الوسطى توسيع تبادلاتها مع الدول الأخرى ورفع مستوى الاقتصاد في العالم. تسعى الصين لدفع التبادلات والاتصالات بين الدول المختلفة وتعزيز تحقيق "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير"، بما فيها دفع بناء السكك الحديدية بين الصين وقيرغيزستان وأوزبكستان، وبناء طريق بين الصين وطاجيكستان، وبناء السكك الحديدية لنقل البضائع بين منطقة تشونغتشينغ ومنطقة شينجيانغ وأوروبا، وتعزيز بناء المنشآت التحتية في المعابر الحدودية، وزيادة الخطوط الجوية بين الصين ودول آسيا الوسطى. سوف ترفع سهولة المواصلات مستوى نقل الركاب وتدفع تطور صناعة الثقافة وصناعة السياحة. مع النقاش والبناء والدفع المشترك لـ"الحزام والطريق"، ستتعزز الثقة السياسية المتبادلة والتعاون الاقتصادي واتصالات الشعوب والتبادلات الثقافية بين الدول الواقعة على طول طريق الحرير وتصل إلى مستوى أعلى. وبالتعاون الشامل والموحد بين دول وسط وشرقي وجنوب شرقي وجنوبي وغربي آسيا سوف تحصل هذه الدول على المزيد من الموارد والحيوية وعلى حيز تطور أكثر.

تلعب العناصر الثقافية المثمرة المتعددة في منطقة شينجيانغ دورا هاما في تعامل الصين الودي مع الدول الأخرى. خلال عملي الدبلوماسي في دول منطقة الشرق الأوسط، استقبل العديد من هذه الدول مرات، وفودا فنية وثقافية من منطقة شينجيانغ، وكانت هذه الفرق الفنية تنال دائما إعجاب وإشادة الجماهير هناك. وفي معظم دول منطقة الشرق الأوسط، يوجد كثير من الطلاب الوافدين من منطقة شينجيانغ. تهتم حكومة منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم بتعليم وتربية الشباب، وقد أنشأت قبل عشر سنوات صندوق منح دراسية للطلاب المتفوقين، وعندما توليت مهامي كسفير للصين لدى مصر، شاركت في هذا العمل، وحضرت حفل عيد الفطر وعيد الأضحى الذي أقامه الطلاب الوافدون، وكنت أتبادل معهم الآراء دائما، وأشجعهم على بذل جهودهم في بناء وطننا وأن يكونوا مثالا يحتذى به ونموذجا مشرفا للجميع يعمل على تقوية وشائج التبادلات بين الصين والدول الأخرى.