الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
رابعا، دفع النمو المتوازن الأساسي للتجارة الخارجية
جاء فائض تجارة السلع الصينية رئيسيا من المؤسسات بالاستثمار الأجنبي وتجارة المعالجة. وفي عملية التعمق المستمر للعولمة الاقتصادية، أصبح عدد متزايد من الصفقات الدولية تحت سيطرة الشركات المتعددة الجنسيات نتيجة لتفصيل توزيع العمل ومتطلبات الاقتصاد الحجمي، وذلك مبنيا على التجارة في نفس الصناعات أو تجارة المعالجة في إطار توزيع العمل لسلسلة القيمة. منذ تنفيذ الإصلاح والانفتاح، شهدت الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي جذبتها الصين نموا سريعا. ففي فترة طويلة، حافظت نسبة تجارة الواردات والصادرات للمؤسسات بالاستثمار الأجنبي وتجارة المعالجة، التي زاولتها المؤسسات بالاستثمار الأجنبي رئيسيا، من تجارة السلع الصينية على 05% تقريبا. فتعتبر تجارة الواردات والصادرات وتجارة المعالجة للمؤسسات بالاستثمار الأجنبي مصدرا رئيسيا لفائض تجارة السلع الصينية. في عامي 2009 و2010، بلغ فائض تجارة السلع للمؤسسات بالاستثمار الأجنبي 127 مليار دولار أمريكي و3ر124 مليار دولار أمريكي كل على حدة، مشكلين 8ر46% و4ر86% من مجمل فائض تجارة السلع الصينية كل على حدة في نفس الفترة، بينما بلغ فائض تجارة المعالجة لهذه المؤسسات 6ر264 مليار دولار أمريكي و9ر322 مليار دولار أمريكي كل على حدة، وذلك أعلى بكثير من مجمل فائض تجارة المعالجة الصينية في نفس الفترة. في الوقت الذي حققت به تجارة الواردات والصادرات وتجارة المعالجة للمؤسسات بالاستثمار الأجنبي فائضا كبيرا، شهدت تجارة الواردات والصادرات والتجارة العادية والوسائل التجارية الأخرى للمؤسسات المملوكة للدولة عجزا. إن القيود التي تفرضها الدول المتقدمة على تجارة بعض التكنولوجيا العالية والحديثة، تؤثر في التوازن التجاري بين الصين وبعض شركائها التجاريين. تبقى الصين حاليا في مرحلة التنمية السريعة للتصنيع، فتفتقر إلى استيراد كميات كبيرة من المعدات المتطورة والتكنولوجيا العالية والحديثة من الدول المتقدمة. لكن بعض الدول المتقدمة لا تزال تتمسك بالأفكار القديمة، وتفرض قيودا كثيرة على تصدير المعدات الراقية والمنتجات العالية والحديثة التكنولوجيا إلى الصين، مما يؤدي إلى النمو البطيء لمنتجاتها المعنية المصدرة إلى الصين. كما يعرقل ذلك إلى حد ما استيراد الصين من هذه الدول، فلا يكون ذلك في صالح التوازن التجاري الثنائي. إن تحول تجارة السلع الصينية من العجز إلى الفائض، حسّن وضع ميزان المدفوعات الدولية في الصين، وعزز قدرتها على درء المخاطر الخارجية. لكن التوسع الخاطف للفائض أيضا تسبب في مشاكل للاقتصاد الصيني. إن إنزال مبلغ كبير من عملة الرنمينبي إلى تسوية صرف النقد الأجنبي للصادرات، زاد الصعوبات والتعقيدات في التعديل والسيطرة الكلية على الاقتصاد. بينما زاد التوسع الحاد لفائض تجارة السلع الاحتكاكات بين الصين وبعض شركائها التجاريين، وشكل ضغطا مستمرا وكبيرا لرفع قيمة الرنمينبي. أولت الحكومة الصينية اهتماما بالغا لمسألة التنمية غير المتوازنة للتجارة الخارجية، فاتخذت سلسلة من السياسات والإجراءات لكبح النمو المفرط للفائض التجاري. أولا، تعديل الهيكل الاقتصادي بشكل إيجابي، والعمل على توسيع الطلب المحلي، خاصة زيادة التمويل في تحسين معيشة الشعب وتحفيز نمو استهلاك المواطنين. ثانيا، إصدار سلسلة من السياسات الهادفة لتوسيع الواردات، وتبسيط إجراءات إدارة الاستيراد ودفع النقد الأجنبي للواردات، وتخفيض نسبة ضريبة الاستيراد المؤقتة على بعض السلع، وإكمال وتحسين نظام تعزيز الواردات، ورفع درجة تيسير الاستيراد. ثالثا، تعديل سياسة إعادة ضريبة السلع المصدرة، وتخفيض أو إلغاء إعادة ضريبة بعض صادرات المنتجات العالية استهلاك الطاقة وتلويث البيئة ومنتجات الموارد بالتوالي. رابعا، تعديل قائمة الأنواع المحظورة والمحددة لتجارة المعالجة، وتوسيع نطاق الأنواع المحظورة، ودفع تحويل نمط تجارة المعالجة وترقيتها. خامسا، العمل على تغيير وضع تضييق نطاق التعويم لصرف الرنمينبي مقابل الدولار الأمريكي والذي ظهر بعد اندلاع الأزمة المالية الآسيوية، وتطبيق نظام سعر الصرف العائم، الذي يتخذ العرض والطلب في السوق أساسا ويقوم بالتعديل وفقا لحزمة من العملات ويخضع للإدارة، منذ 21 يوليو 2005. في الفترة من بدء إصلاح نظام سعر الصرف في يوليو 2005 إلى نهاية أغسطس 2011، ارتفع سعر الصرف الاسمي للرنمينبي مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 03% تقريبا. حققت الإجراءات الصينية الهادفة لدفع النمو المتوازن للتجارة الخارجية إنجازات ملموسة. إذ انخفض فائض تجارة السلع بشكل مستمر منذ عام 2009، كما انخفضت نسبة الفائض التجاري من مجمل قيمة الواردات والصادرات والناتج المحلي الإجمالي تدريجيا منذ عام 2008، وتتقدم التجارة الخارجية حاليا نحو اتجاه التوازن. إن هذه الجهود التي بذلتها الصين لم تكن فقط لاحتياجات التنمية الاقتصادية الصينية ذاتها، بل هي أيضا أعمال ملموسة تدفع تعديل هيكل الاقتصاد العالمي وإعادة توازنه.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |