الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
ثامنا، موقف الصين الأساسي في المفاوضات الدولية حول تغير المناخ
(2) توقعات نتائج مؤتمر ديربان
ترى الصين أنه يجب أن يحقق مؤتمر ديربان نتائج ملموسة في النواحي الثلاث التالية: أولا، يجب تحديد ترتيبات الدول المتقدمة لخفض الانبعاثات بكمية كبيرة بشكل مطلق في مرحلة التعهد الثانية لـ«بروتوكول كيوتو». يعتبر «بروتوكول كيوتو» مسارا من آلية التفاوض في مسارين لـ"خريطة طريق بالي"، وستنتهي مرحلة التعهد الأولى للبروتوكول بحلول نهاية سنة 2012. ومن أجل تنفيذ متطلبات «اتفاقية كانكون» المتعلقة بضمان عدم وجود فجوة زمنية بين مرحلتي التعهد الأولى والثانية لـ«بروتوكول كيوتو»، يجب تحديد ترتيبات الدول المتقدمة لخفض الانبعاثات في مرحلة التعهد الثانية لـ«بروتوكول كيوتو»، وهذه المهمة هي الأكثر إلحاحا لمؤتمر ديربان، وترتبط مباشرة بنجاح مؤتمر ديربان أو فشله. ثانيا، يجب تحديد تعهدات الدول المتقدمة غير الموقعة على «بروتوكول كيوكو» بخفض الانبعاثات في إطار «اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ»، ويجب أن تكون تعهدات هذه الدول مماثلة لتعهدات الدول المتقدمة الأخرى بخفض الانبعاثات في إطار «بروتوكول كيوتو». بموجب متطلبات خريطة طريق بالي، تتحمل الدول المتقدمة الموقعة على «بروتوكول كيوتو» التزامات خفض الانبعاثات في إطار «بروتوكول كيوتو»، بينما يتعين على الدول المتقدمة غير الموقعة على «بروتوكول كيوتو» أن تبذل الجهود المماثلة في خفض الانبعاثات في إطار «اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ»، حيث تشتمل الخصائص المتماثلة للنوعين من الدول المتقدمة في مجال خفض الانبعاثات على طبيعة ونطاق خفض الانبعاثات وآلية الالتزام بالتعهدات وغيرها. في هذا الحال، ينبغي على الدول النامية أن تمارس، في إطار التنمية المستدامة، الأعمال الإيجابية لمكافحة تغير المناخ، بالدعم المالي والتقني من الدول المتقدمة. هناك الكثير من الدول النامية طرحت أهداف العمل الذاتي لخفض الانبعاثات قبل سنة 2020، وفي ظل تحمل الدول المتقدمة التزامات خفض الانبعاثات ذات القوة الملزمة القانونية الدولية قبل سنة 2020 في مرحلة التعهد الثانية لكل من «اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ» و«بروتوكول كيوتو»، يمكن تحديد أعمال الدول النامية لمكافحة تغير المناخ بأساليب قانونية مناسبة وفقا لـمبدأ "المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة"، هذا ويجب الاعتراف بالجهود التي تبذلها الدول النامية في خفض الانبعاثات. ثالثا، يجب تفصيل وتطبيق الترتيبات حول آليات التكيف مع تغير المناخ والأموال والتنازل عن التكنولوجيا وبناء القدرات، وتفصيل ما يتباين بين الدول المتقدمة والدول النامية من الترتيبات الملموسة المتمثلة في "المعايير الثلاثة" (المعايير القابلة للقياس والإبلاغ والمراجعة) ومبدأ الشفافية. حاليا، تتخذ معظم الدول النامية، بكل ما في وسعها، إجراءات إيجابية لمواجهة تغير المناخ، مما يقدم مساهمة كبيرة في مواجهة تغير المناخ العالمي، لكنها مازالت تفتقر إلى الدعم المالي والتقني الفعال من المجتمع الدولي. لن تستطيع الدول النامية ممارسة أعمال مكافحة تغير المناخ والتكيف معه بشكل فعال إلا بعد إنشاء آلية فعالة وتقديم الدعم المالي والتقني الجديد والإضافي والمستفيض للدول النامية. حددت «اتفاقية كانكون» مبدأ "المعايير الثلاثة" ومبدأ الشفافية، وتدعم الصين، في مؤتمر ديربان، وضع الترتيبات الملموسة ذات "المعايير الثلاثة" حول تعهد الدول المتقدمة بخفض الانبعاثات ودعمها المالي والتكنولوجي ودعمها في بناء القدرات للدول النامية، وحول مسألة "التشاور والتحليل الدولي" لأعمال الدول النامية الذاتية لمكافحة تغير المناخ، علما بأن هذه الترتيبات تجسد بصورة مستفيضة مبدأ "المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة" بين الدول المتقدمة والدول النامية.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |