الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
ثامنا، موقف الصين الأساسي في المفاوضات الدولية حول تغير المناخ
شاركت الصين بصورة نشيطة وبناءة في المفاوضات الدولية حول مواجهة تغير المناخ، وتمسكت بآلية التفاوض في مسارين هما «اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ» و«بروتوكول كيوتو»، والتزمت بمبدأ "المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة"، ودفعت تحقيق تقدم في المفاوضات الدولية حول تغير المناخ. في الفترة بين نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر 2011، سيُعقد مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ في ديربان بجنوب إفريقيا، وترى الصين أنه ينبغي لمؤتمر ديربان أن يضع ما توصلت إليه شتى الأطراف من الآراء المشتركة في مؤتمر كانكون المنعقد عام 2010، موضع التنفيذ، ويحدد الترتيبات الملموسة للآليات المعنية، ويواصل التفاوض حول المسائل المعلقة في مؤتمر كانكون، ويحقق نتائج إيجابية على أساس الآراء المشتركة القائمة.
(1) مبادئ الصين ومواقفها للمشاركة في المفاوضات الدولية حول تغير المناخ
من أجل دفع تحقيق تقدم إيجابي في مؤتمر ديربان للأمم المتحدة حول تغير المناخ وفقا لمتطلبات خريطة طريق بالي، تلتزم حكومة الصين بالمبادئ والمواقف التالية: أولا، الالتزام بالإطار الأساسي لـ«اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ» و«بروتوكول كيوتو»، واتباع تفويض خريطة طريق بالي بشكل صارم. تعتبر «اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ» و«بروتوكول كيوتو» الإطار الأساسي والأساس القانوني للتعاون الدولي في مواجهة تغير المناخ، إذ أنهما يجمعان الآراء المشتركة للمجتمع الدولي بصفتهما أساسا ودليل عمل لوضع خريطة طريق بالي على أرض الواقع. تتطلب خريطة طريق بالي أنه يجب تحديد الأهداف الملموسة لخفض الانبعاثات للدول المتقدمة في مرحلة التعهد الثانية لـ«بروتوكول كيوتو»، ووضع الترتيبات المتعلقة بمكافحة تغير المناخ والتكيف معه والتنازل عن التكنولوجيا والدعم المالي وغيرها، وذلك من أجل تعزيز التطبيق الشامل والفعال والمستمر لـ«اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ» و«بروتوكول كيوتو». ثانيا، الالتزام بمبدأ "المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة". تعتبر الكمية الهائلة من الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي بعثتها الدول المتقدمة في عملية التصنيع التي دامت أكثر من مائتي سنة، السبب الرئيسي الذي أدى إلى تغير المناخ العالمي اليوم، فعلى هذه الدول أن تتحمل المسؤولية التاريخية عن خفض الانبعاثات بشكل كبير قبل غيرها. من ناحية القدرة الواقعية، تتمتع الدول المتقدمة بقوة اقتصادية جبارة، وتمتلك التقنيات المتطورة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أما الدول النامية، فتنقصها القدرة المالية والوسائل التقنية لمواجهة تغير المناخ، بل تواجهها مهمات شاقة عديدة في التنمية الاقتصادية والقضاء على الفقر ومواجهة تغير المناخ وغيرها. لذلك، على الدول المتقدمة أن تكون البادئة في خفض الانبعاثات بكمية كبيرة، وفي نفس الوقت، عليها أن تقدم المساعدات المالية وتتنازل عن التقنيات للدول النامية. وعلى الدول النامية أن تتخذ، خلال عملية التنمية الاقتصادية والقضاء على الفقر، إجراءات إيجابية هادفة للتكيف مع تغير المناخ ومكافحته حسب أوضاعها، وبالدعم من الدول المتقدمة. ثالثا، الالتزام بمبدأ التنمية المستدامة. ينبغي ألا تلحق التنمية الحالية ضررا بالقدرة التنموية للأجيال القادمة. بل يجب وضع التخطيط الموحد للتنمية الاقتصادية والقضاء على الفقر وحماية المناخ في إطار التنمية المستدامة، ودفع التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون بشكل إيجابي، وذلك من أجل تحقيق الكسب المزدوج للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومواجهة تغير المناخ. رابعا، الالتزام بوضع قضايا مكافحة تغير المناخ والتكيف معه والأموال والتقنيات بعين الاعتبار بشكل شامل. تعتبر مكافحة تغير المناخ والتكيف معه جزأين عضويين لمواجهة تغير المناخ، فيجب الاهتمام بكل منهما بشكل مماثل. تعتبر مكافحة تغير المناخ مهمة شاقة وطويلة الأجل نسبيا، أما التكيف مع تغير المناخ، فيكون أكثر واقعية وإلحاحا بالنسبة للدول النامية. تعد الأموال والتقنيات وسائل لا غنى عنها في تحقيق مكافحة تغير المناخ والتكيف معه، ويعتبر تقديم الدول المتقدمة المساعدات المالية والتقنية والدعم في بناء القدرات للدول النامية ضمانا أساسيا يمكن الدول النامية من مواجهة تغير المناخ بشكل فعال. خامسا، الالتزام بمبدأ رئاسة الأمم المتحدة للمفاوضات حول تغير المناخ، والتمسك بآلية وضع القرار المتمثلة في "الاتفاق بالتشاور". لا تعارض الصين إقامة المشاورات غير الرسمية أو المشاورات الصغيرة النطاق خارج عمليات مفاوضات «اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ» و«بروتوكول كيوتو»، لبحث ومناقشة المسائل الساخنة في مفاوضات «اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ» و«بروتوكول كيوتو»، ودفع عمليات المفاوضات، لكن يجب أن تكون المشاورات المذكورة أعلاه إضافة لعمليات مفاوضات «اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ» و«بروتوكول كيوتو»، وليست بديلة عنها. يعتبر مبدأ "الاتفاق بالتشاور" روحا هامة لـ«ميثاق الأمم المتحدة»، إذ أنه يتفق مع المصالح الكلية والطويلة المدى للأمم المتحدة، ويتسم بمغزى كبير في تعزيز ديمقراطية وضع القرار وموثوقيته وشرعيته. لذلك، يجب الالتزام بآلية وضع القرار المتمثلة في "الاتفاق بالتشاور"، ورفع فعالية العمل بسبل مناسبة على أساس ضمان علانية وشفافية عمليات المفاوضات والمشاركة الواسعة فيها.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |